المحتوى الرئيسى

أتلانتس: العملاق الذي انتصر 33 مرة

05/13 11:32

بعَظَمَة المُنتصرين وزهوِّهم، يتربع مكوك الفضاء الأمركي أتلانتس Atantis داخل هذ المبنى الكبير بعد كل رحلاته الطويلة التي زار بها الفضاء 33 مرة وعاد سالمًا مُكلِّلًا بوصوله كل رحلاته بالنجاح.

لن يكون من الصعب داخل قسم الزوار في مركز كينيدي للفضاء أن تجد مقر أتلانتس الأخير، فقط سر باتجاه الصارخ البرتقالي العملاق فهو المقصد المطلوب.

إن هذا المجسّم الضخم -الذي يمثِّل آلية رفع المكوك خارج الغلاف الجوي للأرض الذي اعتمدته وكالة ناسا في رفع كل رحلات برنامج مكوك الفضاء الخاص- يتألف من ثلاثة أجزاء، والجسم البرتقالي العملاق هو خزان الوقود الذي يحتوي الهيدروجين والأوكسجين بالحالة السائلة ويزوّد محركات المكوك الثلاثة بالوقود اللازم لتشغيلها، ويتموضع على هذا الخزان مكوك الفضاء واثنان من الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب والتي ترفع كل الجسم عند إقلاعه من على منصة الإطلاق.

للدخول وزيارة المكوك أتلانتس سنمر من تحت الخزان الكبير، ومن بين الصاروخين الدافعين آنفي الذِكر إنها بوابة فريدة من نوعها لن تجدها في أي مكانٍ آخر، بوابة تفضي الى الكثير من الذكريات.

قبل الوصول إلى أتلانتس لابد من الوقوف قليلًا على ذكرى من سبقوه: المكوكين المنكوبين كولومبيا Columbia و تشالِنجر Challenger حيثُ يبدأ الجناح المخصص لهما في ذات المبنى بممرٍ ضيّق قليلًا غطّت جدرانه صورٌ ومقتنياتٌ شخصية لرواد الفضاء الذين كانوا على متنهما عند انفجارهما في حادثتين مؤسفتين.

سبعة رواد فضاء قضوا في انفجار المكوك تشالنجر Challenger في الثامن والعشرين من يناير/كانون الثاني لعام 1986، وذلك بعد 73 ثانية من انطلاقه في المهمة STS-51-L، تناثر المكوك في سماء مركز كينيدي للفضاء أمام أعيُن مئات المشاهدين الذين كانوا يرقبون عمليه الإطلاق ببهجةٍ قبل أن تحدث الكارثة التي أودت بحياة كل أفراد الطاقم وهم: Francis Richard Scobee و Michael J. Smith  و EllisonS. Onizuka و Judith A. Resnik و Ronald E. McNair و Gregory B. Jarvis و S. Christa McAuliffe.  .

طاقمٌ آخر فقدته وكالة الفضاء الأمريكية في حادثةٍ مُشابهةٍ، ولكن هذه المرة أثناء عودة المكوك كولومبيا Columbia في الأول من فبراير/شباط لعام 2003 حيث تحطَّم أثناء دخوله لغلاف الجوي للأرض عائدًا من المهمة STS-107 المهمة السابعة والعشرين في تاريخ المكوك الفضائي، موديًا بحياة كامل أفراد الطاقم السبعة وهم: Rick D. Husband و William C. McCool و David M. Brown و Kalpana Chawla و Michael P. Anderson و Laurel B. Clark و IlanRamon .

في النهاية سيفضي بك هذا الممر إلى غرفة معتمة بعض الشيء، وخلف جدرنها الزجاجية الداخلية تظهر قطع من حطام كولومبيا وتشالنجر التي وُجدت بعد عمليات بحث لم تكن سهلة أبدًا بسبب رقعة الأرض الكبيرة التي تناثر فوقها الحطام وخاصةً في حادثة المكوك كولومبيا.

بعد هذه الوقفة التذكارية مع كلٍ من المكوك كولومبيا وشقيقه تشالنجر سنغادر جناحهما من ممر آخر توزعت على جانبيه كل شعارات الرحلات التي قاما بها، هذا الممر سيفضي بنا إلى مقصدنا الرائع لنزور آخر المكوكات التي سافرت إلى الفضاء؛ مكوك الفضاء أتلانتس Atlantis الذي بدأ بمهامه في الثالث من أكتوبر/تشرين أول عام 1985 في المهمة STS-51-J وختم بمهمته الأخيرة STS-135 برنامج مكوك الفضاء Space Shuttle program ككل وذلك في الواحد والعشرين من تموز/يوليو عام 2011، عندما هبط بسلام على مدرجِ مركز كينيدي للفضاء.

 أتلانتس محمولٌ الآن على عوارض حديدية ضخمة بشكل أفقيٍّ مائل ليتمكن الزوّار من رؤية كامل أجزائه وخاصةً الجزء العلوي منه وهو الجزء الذي ينفتح على مصرعيه الكبيرين في الفضاء الخارجي ويطلق حمولته من مركبات فضائية أو أقمار صناعية أو تلسكوباتٍ عملاقة، هنا في هذا المكان يُعرضُ أتلانتس وهو مفتوح الأبواب العلوية ليرى الجميع تفاصيله الداخلية بوضوح ويلتمسون حجم المخزن الكبير داخله.

يخرج من الجهة اليسارية الأمامية للمكوك أنبوب كبير كما يظهر في الصورة السابقة وهو الذراع الفضائية التي تساعد رواد الفضاء في مهامهم وخاصة في عمليات السير في الفضاء أثناء إصلاح الأقمار الصناعية وصيانة التلسكوبات أو تزويدها بمعداتٍ محدّثة.

إلى الجانب من المكوك وفي الدور الثاني من المبنى وضعت قمرة قيادة المكوك أتلانتس ليتمكن الجميع من التجوّل داخلها والجلوس على مقاعدها وملامسة أزرارها التي لا تُعد ولا تُحصى،وكذلك تحريك مقود الهبوط والنظر إلى الشاشات المتعددة التي كانت تُقدم أدق المعلومات لطاقم المكوك ليتمكن من إنجاح المهمة والعودة بسلام إلى الأرض.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل