المحتوى الرئيسى

أنتم تدفعون باتجاه «جيتو للأقباط»

05/12 22:25

تجاوز الأمر كل حدود، كاشفاً، عن ترهل موقف الدولة الفعلى وأنها بالفعل مصممة أن تكيل بمكيالين، وربما أكثر، بل إنها مصرة على المضى فى «تلافيف»، الاعتماد على أن هذا شعب ينسى بسرعة، أو أن تطييب الخاطر الذى صرت أمقته، سوف يلهى الناس، هل حقيقة تتبنى أجهزة الدولة فكرة «مدنية الدولة»؟ فين قوانينك يا دولة؟ هل بالفعل تريدها «مواطنة حقة؟ إيه برهانك يا دولة؟ طيب ما هى الأمارات؟ أين الإشارات التى تطبق بهذا الاتجاه؟ ليس المطلوب على الإطلاق هو منع من الظهور التليفزيونى ولا البيان الملتف الذى يعتذر فيه الشيخ عن «جرح» مشاعر المسيحيين، هذا الشيخ المكفر للعقيدة المسيحية، الذى «يمن» على الأقباط بمنحة الجوار فى الوطن، مع أنهم أصحاب عقيدة فاسدة، فى «لزوجة»، واسمحوا لى أن أستخدم لفظاً غير محبب.. «نعم، هو تحايل و«لزوجة».. يا مسيحيين أنتم أصحاب عقيدة فاسدة وكفار.. بس أهلاً بيكم معانا!!» من يقبل بهذا ومن يتحمل العيش فى هذا التحقير الذى بلغ مداه، ومالك أنت وعقيدة الآخرين ومن منحك صكوك الإيمان والكفر؟ صار الأمر فجاً.. رئيس جامعة، يحكم بخروج الناس عن الملة ويكفر واحداً له اجتهاد، ثم يعتذر ويقال من رئاسة الجامعة ثم يخرج على الناس بأن الأمر ليس كذلك، وأنه كان قائماً بأعمال، ولا تمضى إلا أيام ويأتى شيخ معمم، هذه المرة أضاف إضافة «تاريخية»، بإعلانه أنه لا يكتفى بإعلان فساد عقيدة المسيحيين، بل يلوح للمشايخ الذين لا يتبعون طريقه بأنهم سوف يحاسبون على تسامحهم مع المسيحيين وسوف يسألهم الله ويحاسبهم، لأنهم زينوا للمسيحيين عقيدتهم، أما هو، فهو المستعد لأن يموت ويفتدى رأيه.. طبعاً لا جدوى من القول إن نبينا وسيدنا وسيده قد تزوج من قبطية، فاسدة العقيدة وفق رؤيته.. لكن أى عاقل يمكن أن يرى أن المسألة ليست مجرد «خطاب دينى» يحتاج إلى إصلاح، وأن المناخ قد بلغ حداً ولن نصرخ فى وجه الدولة: الحق.. الدولة لا تطبق ازدراء الأديان على شيخ يقول بفساد عقيدة دين المسيحية، ويركب حصانه مشهراً سيف الإرهاب الفكرى، بأنه غير مستعد للمساومة على تفسير القرآن، وبين هذا وذاك تستمر بيوت الأقباط فى الاحتراق وتطارد بناتهم من المنتقبات يقصصن شعورهن تحت صيحة الله أكبر! من يرضى ومن يتحمل؟ وفى دولة حقيقية يمكن ترك الأمور سايبة دونما أى عقاب؟ هل تسكتون حتى يتم حصار الأقباط فى «جيتو قبطى»؟ ولما نستبعد الأمر أن كانت بناتهم واقعات تحت إرهاب لا يمسه قانون وما داموا يصلون فى السر.. الناس تنضبط فى بلاد الدنيا تحت وطأة القوانين، الناس ليسوا ملائكة هناك وشياطين هنا، لكن «القانون» وحده يضبط التصرفات والأفعال إذا ما فُعل بجدية وصار فوق رقاب الجميع، أما انتظار تغيير نص فهو منهج أو التوسل بالعمل الثقافى مع جدواه إلا أنه بحاجة إلى مدى زمنى، أتصور أننا لو انتظرنا تحققه سنكون بالفعل قد وصلنا إلى مرحلة «الجيتو القبطى» التى نقف على أبوابها، لا مؤتمرات ولا حلقات نقاش ولا تقبيل رءوس، ولا مقارعات، بل قوانين «تجرم»، تعاقب ليس فقط الخوض فى العقائد بل كل الممارسات البذيئة من قص الشعر والمطاردات ومنع الصلاة والتحقير، وبالمقابل منع كل المظاهر التى تهددنا جميعاً وعلى رأسها النقاب، وتحويل منصات الإعلام إلى منصات تحكمنا بالفتاوى، نحن الآن محكومون بمنصات الدين أو المؤولين للدين وعلى الدولة، أقول الدولة، أن تجيب بسرعة وبوضوح: انت ناوية على إيه وطبيعتك إيه؟ هل يبقى الأمر متروكاً «لأريحية» الشيوخ، وكرمهم، وللمنتقبات للدفع بالأقباط إلى «جيتو»؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل