المحتوى الرئيسى

محمد مأمون ليله يكتب: مشروعي لتطوير التعليم – ج(1) | ساسة بوست

05/12 13:38

محمد مأمون ليلهمحمد ليله المصري

منذ 13 دقيقة، 12 مايو,2017

مستوى التعليم في مصر يمثل مؤشرًا خطيرًا لا بد أن ينتبه له كل العقلاء والمفكرين، فلا نهضة بلا تعليم، ولا رقي بدون تعليم، ولا دعوة بدون تعليم، ولا ثقافة وإبداع بدون تعليم.

وهل تقوى الأمم إلا بتعليم قوي متاح للجميع؟ وهل نهضت أوروبا هذه النهضة الكبيرة إلا بالتعليم؟

فالتعليم يبني الإنسان، ويحرر العقول، ويقيم الأخلاق، ويزن الأفكار، ويكفي أن أول آية أنزلت على سيد ولد آدم كانت «اقرأ باسم ربك الذي خلق».

وقدم المسلمون نماذج فريدة، وقامات علمية رائعة مثل: ابن سينا صاحب كتاب القانون في الطب الذي أضحى مرجعًا أساسيًّا في الطب لفترات طويلة، وكابن خلدون وهو أول من تكلم عن علم العمران، ويعتبر بذلك مؤسس علم الاجتماع الحديث، كما عرض الخوارزمي في كتابه (حساب الجبر والمقابلة) أول حل منهجي للمعادلات الخطية والتربيعية، ويعتبر مؤسس علم الجبر. كما برز الإدريسي في الجغرافيا ورسم الخرائط.

وبرز كذلك بعض الخلفاء والأمراء في العلوم والكتابة كان منهم: معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- كاتب الوحي، ومروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان، وعمر بن عبد العزيز، وغيرهم.

كما كانت هناك مراكز علمية معروفة على مر التاريخ، قل عالم إلا مر بها كدمشق، ومصر، ومكة، والمدينة، والكوفة، والبصرة، والري.

وما يُذكر من أن العلوم نضجت واحترقت لا أقر به أبدًا، فعلم الحديث على سبيل المثال ما زالت فيه أمور في غاية الأهمية لم تبين حق البيان، وهي مذكورة في كتب النقاد، ولكن غفل عنها الكثير لبعدهم عنها، فتجديد هذا العلم يكون بعودتنا إلى كتبهم حيث كتب العلم، ووضعت الأسرار.

وعلاج مشكلة التعليم عندي يتمثل في الآتي:

1- مشروع يتعاون فيه المفكرون والعلماء مع مؤسسات الدولة، وتقديم خطة متكاملة الأركان للنهوض به ، وتكون واضحة المعالم محددة الزمان على مراحل معروفة، مع حث الناس على التعليم والثقافة في كل المؤسسات العلمية، والإعلامية، والفنية، والتربوية، وتضافرهم مع بعضهم البعض لتحقيق هذا الهدف.

2- تطوير المناهج العلمية بما يتناسب مع المتطلبات العلمية، والتمييز بين ما يجب أن يحفظ، وما ليس كذلك، حتى لا يستنزف الطالب ذهنه وعقله على شيء لا جدوى منه.

3- أن تكون كل العلوم متاحة لطالبها، ولا بأس أن تقدم كل كلية دبلومات لمن أراد من أصحاب التخصصات الأخرى، تتمثل في سنتين دراسة كالمقدمة لعلومهم، ثم تدرُسهم موادها، وتعطيهم شهادة جامعية هذا في الكليات النظرية، أما الكليات العملية فلا بأس أن يبسّط أهل كل تخصص ما يمكن تبسيطه، ويقدم للناس كمعلومات عامة وثقافة، فكليات الطب تعطي دورات لغير المتخصصين في الإسعافات الأولية، والضروريات من علوم الطب المهمة، وكذا يفعل أهل كل تخصص، يقدمون للمجتمع ما يفيده في تخصصاتهم.

4- تشجيع الشباب على أخذ دورات تخصصية في فترة الأجازة في الحرف اليدوية، بحيث يستطيع التعامل مع الحياة أيا كانت تقلباتها، وهو بل اشك سيستفيد منها في الحياة.

5- بالنسبة للتعليم الشرعي فينبغي أن نحث العلماء والخطباء على الانتشار في كل مساجد مصر، وذلك بناء على تعليمات من وزاراتهم، يدرسون للعامة الفقه المذهبي من خلال متون صغيرة معتبرة في كل مذهب، وبهذا يتاح العلم للجميع، ونقضي على مشكلة التطرف، والجماعات، ونقرب الناس من المساجد، ونشغلهم بأمور مهمة.

6- رفع رواتب المعلمين، وتحسين دخولهم، ورفع منزلتهم العلمية، وتقريبهم، وتعيينهم في مناصب مرموقة، وأن تعتمد الترقيات أصالة على الكفاءة العلمية ، والانضباط الخلقي.

7- التقليل من عدد القنوات التعليمية، وتركيز المادة العلمية فيها، وتقديمها بطرق شيقة معاصرة.

8- محاربة السناتر الخصوصية التي تمثل واجهة مقابلة للتعليم الحكومي، والتي تقلل من دوره وشأنه، وقد كتبت في هذه المشكلة مقالًا، وقدمت حلولًا له.

9- تقليل عدد المواد، وحذف الحشو الكثير الذي لا جدوى منه، والتمييز بين ما يجب حفظه، وما وضع للشرح، فلئن نضع يد الطالب على ما يحفظه ويفيده بعد ذلك، ونترك له حرية التعبير عنه بأسلوبه، أفضل من أن نتركه هكذا يُجهد نفسه ويحفظ الكتاب كاملًا، وبمجرد أداء الاختبار ينسى ما تعلمه.

10- لا يصح أن يحتاج كتاب الوزارة إلى كتب خارجية تشرحه، وتبين مبهمه، فهذا بلا شك من العيوب التي يجب تلاشيها، ولماذا لا يوضع كتاب الوزارة سهلًا واضحًا كالكتب الخارجية؟ ولماذا لا يعتمد التلخيص، والرسوم الإيضاحية، والمشجرات، والتدريب العملي.

11- لا بد من عقد دورات تدريبية وتأهيل المدرسين لشرح كتاب الوزارة المدرسي، ومتابعة مستواهم العلمي والوظيفي، ومن يقصر في ذلك يعاقب بإنزاله إلى مرحلة أقل، من هنا فلا بد من وضع الكفاءات، وحسن اختيار من يدرس المراحل الدراسية بعناية ودقة، فليس كل معلم يصلح لكل مرحلة، ومن هذه النقطة تصنف رواتب المعلمين وتوضع.

12- لا يجب أن يستمر الطالب في المدرسة وقتًا كبيرًا يتعدى إمكاناته النفسية والبدنية، فلئن يذهب من السابعة صباحًا إلى الثانية عشر والنصف ظهرًا وهو في قمة استيعابه، أفضل من أن يظل إلى العصر، وقد ذهب تركيزه وتشتت، أو غلبه النوم.

13- لماذا لا يتعلم الطالب في فترة الإجازة بعض المهن اليدوية والحرفية، على شكل دورات تنظمها المدارس بالتعاون مع الوزارات المختصة، فيخرج الطالب إلى الجامعة وقد أتقن عدة حرف ومهن، يستطيع من خلالها أن ينفق على نفسه، وأن يحسن التعامل مع المجتمع، فليس التعليم ملء أدمغة الناس وفقط، ولكنه إصلاح الإنسان وتهذيبه، وإعداده ليكون نافعًا لنفسه وبلده.

14- ينبغي استغلال حصص الألعاب في عقد الدورات الرياضية، والتدريبات العضلية، وغرس بعض الأنشطة التثقيفية التي تغرس في الطالب الاعتماد على نفسه، والعمل بروح الفريق، فلماذا لا يكون للطلاب ساعة في الأسبوع يتعاونون لتنظيف المدرسة، والارتقاء بجمالها وشكلها.

15- لا بد في كل فصل دراسي من خطة عامة شاملة يقدمها مدير المدرسة، تتمثل في احتياجاته من الأدوات التعليمية، والمدرسين، وأوجه القصور، وكيفية علاجها، والمقترحات التطويرية، وخطته التي يراها لتقدم المدرسة، والتي على أساسها سيحاسب بعد نهاية كل عام دراسي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل