المحتوى الرئيسى

"أزمة عبدالجليل".. الأزهر يتبرأ و"المحور" تنهي تعاقده

05/12 14:31

أثارت تصريحات الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقا، التى وصف فيها العقيدة المسيحية بأنها فاسدة وأن المؤمنين بها لن تُقبل توبتهم قبل الموت مباشرة، والأفضل لهم التوبة والإيمان بالإسلام قبل ساعة الموت، جدلا كبيرا وهجوما شديدا عليه من جانب جهات عديدة داخل المجتمع خاصة علماء الأزهر الذين أكدوا أن تلك التصريحات لا تعبر عن الأزهر الذي لا يملك تكفير الناس.

بدأت الأزمة عندما قال عبدالجليل فى إحدى حلقات برنامجه الذى يذاع على قناة المحور أثناء تفسيره لأيات من القرآن الكريم أن عقيدة المسيحيين فاسدة وأن المؤمنين بها لن تُقبل توبتهم قبل الموت مباشرة، والأفضل لهم التوبة والإيمان بالإسلام قبل ساعة الموت.

وتصاعدت حدة الأزمة بعدما نشرت وسائل الإعلام هذه التصريحات ما أثار جدلا كبيرا فى الأوساط الدينية والإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعى والتى أدت فى النهاية إلى إصدار سالم عبدالجليل بيانا اعتذر فيه عن الفجاجة التي تكلم بها عن العقيدة المسيحية مؤكدا فى الوقت نفسه على وضوح الحكم الشرعى وتمسكه به.

وأكد الدكتور سالم عبدالجليل: "إننا لا بد أن نوضح للشباب حقيقة العقيدة المسيحية"، قائلًا: "لن ندفن رؤوسنا في الرمال، وهنقول الحقيقة العقائدية بأن هناك خلافا بين العقيدة الإسلامية والمسيحية".

وشدد على أنه رغم اختلاف العقائد ولكننا مأمورين بأن نتعامل مع أصحاب الديانات الأخرى معاملة حسنة وطيبة، ولا نستبيح دم أحد، مؤكدًا أنه لا فرق بين دم المسلم والمسيحي واليهودي.

وأشار عبدالجليل إلى أنه عندما قال إن عقيدة المسيحيين فاسدة، ذكر معها أننا نتعامل معهم بالحسنة ولا نبيح دماءهم، موجهًا رسالة للأقباط قائلا "إخواتي في الإنسانية وفي الوطن وحسابنا عند ربنا .. لو قلت كلمة ضايقتكم فأنا بعتذر عن الأسلوب اللى اتكلمت بيه".

بعد إصدار تلك التصريحات، قال مجمع البحوث الإسلامية، إن ما صدر عن الدكتور سالم عبد الجليل من تصريحات بشأن الديانة المسيحية والمسيحيين، لا يعبر عن الأزهر الذي لا يملك تكفير الناس.

وأضاف المجمع، أن ما صدر من عبدالجليل تعبير عن رأي شخصي له لا يعبِّر عن الأزهر الذي لا يملك تكفير الناس، ولا يعبِّر عن أي هيئة من هيئاته المنوط بها التفسير والتحدث باسمه.

وأوضح المجمع أنه لا يمثل الأزهر الشريف إلا الإمام الأكبر، والقرارات الصادرة من هيئة كبار العلماء مجتمعة، ومجمع البحوث الإسلامية مجتمعًا، أو دار الإفتاء فيما تصدره من فتاوى تلتزم بالأصول الإسلامية التي لا خلاف عليها في الأزهر الشريف وبين علمائه.

وأكد المجمع أن ما صدر من الدكتور سالم عبدالجليل لا يعبر عن الأزهر الشريف الذي يحرص كل الحرص على البر والمودة والأخوة مع شركاء الوطن من الإخوة المسيحيين وأمر بذلك القرآن الكريم.

وأهاب المجمع بالمتحدثين في الشأن الديني، ألا يكونوا أدوات تستغل لإحداث الفتن وضرب استقرار المجتمع وبالجميع أن يلتزموا بقيم الإسلام ومبادئه وأحكامه، وأدب خطابه.

من جانبه، قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، إن ما ورد عن الشيخ سالم عبدالجليل بشأن تكفير المسيحيين سقطة لن تمر.

وأضاف طايع أن وزارة الأوقاف اتخذت قرارًا بإلغاء ترخيص "عبدالجليل" الذي يسمح له بالخطابة وإعطاء الدروس بالمساجد، مشددًا على أن تصريحاته تعمق الخلاف بين نسيج المجتمع الواحد كمسلمين وأقباط، ولذلك لا تهاون في القرارات المتخذه ضده.

وتابع: "ليس كل ما يعرف يقال، وليس كل علم يصلح للنشر على وسائل الإعلام، ما يؤدي إلى جرح المشاعر".

وأكد أنه سيتم اتخاذ قرارات أخرى لمن يحذو حذو عبدالجليل في المساس بعقائد الآخرين، غير مقدرين الظروف التي تمر بها البلاد والظروف الاقتصادية التي أنهكت الجميع مضيفا: "لا نريد للمؤسسات الدينية أن تكون مصدر التشرذم والتفكك والعنصرية وازدراء الآخر".

وأعلنت قناة "المحور"، فسخ تعاقدها مع سالم عبد الجليل، مقدم برنامج "المسلمون يتساءلون"، على خلفية تصريحاته الخاصة بتكفير المسيحيين.

وقالت "المحور"، " نعتذر عما ورد على لسان الشيخ سالم عبد الجليل من تراشق مع عقيدة المسيحيين"، مؤكدة أن ما حدث لا يعبر عن رسالتها بأي حال من الأحوال والتي تتبنى منذ انطلاقها عام 2003 مبدأ الرأي والرأي الآخر دون مساس أو تجريح.

وأضافت "قررت المحور برئاسة الدكتور حسن راتب، إنهاء التعاقد مع عبد الجليل، مع الحفاظ على برنامج "المسلمون يتساءلون"؛ احترامًا للمشاهد باعتباره من أقدم برامج القناة، وعلامة مضيئة على درب الإسلام السمح، ورسالته المتوازنة الحاضنة لجميع الديانات السماوية".

ولم يسلم عبدالجليل من هجوم علماء الأزهر علي تصريحاته، حيث أكد الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن تصريحاته لا ترقى إلى مستوى الفتوى، أو الكلام اللائق الذي يصدر عن رجل دين.

وأضاف النجار أن تكفير المسيحيين دعوة لنشر الفساد والإفساد، لافتًا إلى أن الدين هدفه توحيد الناس على هدف واحد وأقر مبدأ التعايش.

وأوضح أنه لا يجوز لأحد أن يسفه عقيدة الآخر، لأن الله هو من يفصل في العقائد يوم القيامة، لافتًا إلى أن من يكفر الآخرين يضع نفسه موضع الإله، لأن من يحكم بالكفر هو الله عز وجل.

وأشار إلى أن سيدنا محمد "صلى الله عليه وسلم" لم يحكم على أحد بالكفر من قبل، ولم يحقر أحدًا، مشيرًا إلى أن مهمة المسلم هي الدعوة فقط، ولكن لا يكفر أحدًا، لأن العقائد محلها القلب، ولا يطلع على ما في القلب إلا الله.

وقالت الدكتور سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن تكفير المسلم للمسيحي يعد شركًا بالله، مستدلة بقوله تعالى: "أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ".

وأضافت صالح، أنه إذا كفرنا أهل الكتاب كما يقول المتشددون، فلماذا قال الله تعالى "اليوم أحل لكم الطيبات".

ووصفت أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، ما قاله الشيخ سالم عبد الجليل، بانه يعد تهييجًا للمشاعر، وهذا يستغله بعض المتطرفين لنشر الإرهاب والفتاوى الضالة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل