المحتوى الرئيسى

مفتي الجمهورية: إحياء ليلة نصف شعبان موافق للسنة النبوية المطهرة

05/12 11:30

القاهرة - الجمعة، 12 مايو 2017 11:30 ص

الخميس، 11 مايو 2017 - 11:40 م

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، على أن ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي يجب على المسلم أن يحرص على التزود فيها من الطاعة، مشددًا على أن إحياء تلك الليلة المباركة موافق للسنة النبوية المطهرة.

وأضاف مفتي الجمهورية - في حلقة برنامج "من ماسبيرو" التي تذاع على القناة الأولى المصرية - أن الله سبحانه وتعالى قد هيأ للإنسان محطات للتزود بالطاعات والأنوار والتقرب إلى الله، فجعل محطات يومية مثل الصلوات الخمس وسننها والتي هي طهارة للروح والجسد وتكفيرًا للذنوب، وكذلك جعل محطات أسبوعية من الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينها، ومحطات سنوية كشهر رمضان المبارك، وأيضًا خلال العام جعل في أيامه نفحات مثل ليلة النصف من شعبان ويوم عاشوراء ويوم عرفة وليلة القدر وغيرهم.

وأكد مفتي الجمهورية أن ليلة النصف من شعبان قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه فضَّلها وتعبَّد فيها لله عز وجل، وعلى ذلك سار الصحابة الكرام والتابعون والمسلمون جميعًا إلى يومنا هذا. فالناس لا يزالون يحتفلون ويحيوون هذه الليلة المباركة.

وردًا على من يشككون في فضائل ليلة النصف من شعبان وإحيائها بالطاعة، قال فضيلة المفتي: "إنه يظهر كل عام من يشتتون الناس وينكرون عليهم إحياء هذه الليلة المباركة بالطاعات، رغم أن هناك نصوص تدل على إحياء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لليلة النصف من شعبان".

وأضاف فضيلته أن إحيائنا لليلة النصف من شعبان موافق للسنة النبوية المطهرة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوصانا بإحياء هذه الليلة بأن نقوم ليلها ونعبد الله فيها وأن نصوم يوم النصف من شعبان، وذلك فيما رواه الإمام ابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها و صوموا نهارها".

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن إحياء مثل هذه الليالي المباركة ليس بدعة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة"، موضحًا أن البدعة هي إحداث أمرًا ليس له أصل في الدين أو يصطدم مع أصل من أصول الدين أو يُعطِل حكمًا شرعيًا ويخالفه.

وأضاف فضيلته أن من يرى موقف الإمام الشافعي عندما جاء إلى مصر وسألوه عن تكبيرات المصريين في العيدين وما يزيدون فيها فقال ما عليه الناس من التكبير هو حسن،  يدرك أن العلماء قد فهموا معنى السنة الحسنة، مشيرًا إلى أن الصحابة الكرام قد أحدثوا أمورًا ولكنها متفقة مع أصول الإسلام ولا تصطدم مع نص شرعي.

وأوضح فضيلة المفتي أن التابعين أدركوا أهمية ليلة النصف من شعبان، حيث ورد عن الكثير من التابعين أنهم كانوا يحتفلون بهذه الليلة مثل اسحاق بن رهاوية، وخالد بن معدان، ولقمان بن عامر وغيرهم، بل كانوا يلبسون أحسن الثياب ويتبخرون ويقومون في المسجد في تلك الليلة يقرأون القرآن ويسبحون ويذكرون الله ويصلون.

وذكر مفتي الجمهورية قولًا للإمام الفاكهي وهو يتكلم في كتابه "أخبار مكة"، كيف كان أهل مكة يحتفلون بليلة النصف من شعبان، حيث قال في باب "ذكر عمل أهل مكة ليلة النصف من شعبان": "وأهل مكة فيما مضى إلى اليوم إذا كان ليلة النصف من شعبان، خرج عامة الرجال والنساء إلى المسجد، فصلوا، وطافوا، وأحيوا ليلتهم حتى الصباح بالقراءة في المسجد الحرام، حتى يختموا القرآن كله، ويصلوا، ومن صلى منهم تلك الليلة مائة ركعة يقرأ في كل ركعة بـ الحمد، وقل هو الله أحد عشر مرات، وأخذوا من ماء زمزم تلك الليلة، فشربوه، واغتسلوا به، وخبؤوه عندهم للمرضى، يبتغون بذلك البركة في هذه الليلة، ويروى فيه أحاديث كثيرة".

وأضاف مفتي الجمهورية: "علينا أن نقدم لربنا سبحانه وتعالى ما نتقرب به إليه وأن تستنير قلوبنا بالأنوار الإلهية بفعل الطاعة في هذه الليلة، فقد وردت روايات تقول بأن الأعمال ترفع في شهر شعبان، ونحن عندما نحيي هذه الليالي نكون في نفحة من نفحات الله، فهي ليلة يستجاب فيها الدعاء، وعندما اشتاق النبي لأن تتحول القبلة إلى المسجد الحرام استجاب الله فيها لدعائه.

وأوضح فضيلة المفتي أن الحكمة من تحويل القبلة هي اختبار لقوة إيمان المؤمنين، كما أنها درس مهم في الصبر، فبعد تحويل القبلة جاء من يشككون الناس في رحمة الله، وقال إن ما صلاه الناس من صلوات قد ضاعت، فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ? إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ).

ودعا مفتي الجمهورية المسلمين جميعًا أن يصفوا نفوسهم في هذه الليلة المباركة لأنها ليلة أنوار وبركات، وأن يتركوا المشاحنة والخصام لأن الله سبحانه يطلع إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.

وعن كيفية الاستعداد لشهر رمضان الكريم أكد مفتي الجمهورية أنه على المسلم أن يتوب لله عز وجل توبة نصوحًا، وأن يقضي ما عليه من حقوق الناس وأن يصل رحمه ويقضي ما عليه من فرائض لم يؤدها لأن دين الله أحق أن يقضى.

أهم أخبار توك شو

Comments

عاجل