المحتوى الرئيسى

خبير استراتيجي يشرح تحركات الصين المرعبة لأمريكا  وحرب «روسيا – الناتو»

05/11 23:24

"الحرب العالمية الثالثة" مصطلح بات يتردد كثيرا في الفترة الأخيرة، حيث يحبس العالم الأنفاس وهو يشاهد أمريكا توجه ضربات لقاعدة عسكرية تديرها روسيا في سوريا، وتسخين من كوريا الشمالية وتحذيرات لأمريكا، في وقت وصلت فيه الحرب الكلامية بين واشنطن وطهران لأشدها.

هل يتجه العالم لحرب عالمية ثالثة؟ ومن أين تنطلق؟ أسئلة أجاب عنها بالتفصيل أنس القصاص الخبير السياسي والاستراتيجي في حوار مطول مع "مصر العربية" الذي تطرق للمناطق الأكثر عرضة لتفجير حرب عالمية، وطبيعة التحالفات الأمريكية في آسيا وتأثيرها على حصار كوريا الشمالية.

كما تحدث القصاص تفصيلا عن التحركات الصينية في منطقة بحر الصين الجنوبي ولماذا ترعب أمريكا هذه التحركات.

إلى الجزء الأول من الحوار..

إذا انطلقنا من أكثر النقاط التهابا الآن وهو التسخين بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة نريد السؤال إلى يصل هذا التصعيد؟ وهل تمثل كوريا تهديدا حقيقيا لأمريكا؟

مبدئيا كوريا الشمالية منذ انفصالها 1954 ولديها قدرات عسكرية لم تختبر للآن وفي الأعراف العسكرية القدرات العسكرية التي لم تختبر تحمل أكثر من احتمال، وقد يكون من ضمن الاحتمالات أن هذه مجرد مغامرات كورية والجيش غير قادر على المواجهة، فقدراتها العسكرية متوسطة.

نمط التحالفات الأمريكية في المنطقة حول كوريا الشمالية مخيف، فتحاوط كوريا الشمالية التحالفات الأمريكية في المحيط الهادئ بشكل خانق، بينما تتحالف كوريا الشمالية مع روسيا والصين، أما نمط التحالف الأمريكي معقد ومركب بدءا من مجموعة الآسيان وهي اقتصادية بالأساس ولكن المغزى من ورائها أمني، ومنتدى شانغريلا في سنغافورة الذي يقوم بشكل دوري بتحليل المخاطر التي تحيط المنطقة هناك والاقتصاد والأمن.

تركيبة الاقتصاد والأمن في المحيط الهادئ بشكل كامل تسيطر عليها أمريكا عن طريق شركائها وهم  10 دول على رأسها اليابان وسنغافورة والفلبين وتايلاند وكوريا الجنوبية وهي شراكات قوية وعميقة ومتعددة الجوانب.

كوريا ثالث المخاطر التي تخشاها أمريكا في هذه المنطقة وهي ليست خطيرا كبيرا، فالنظام هناك استعراضي يحاول دوما إخافة من حوله لأنه يعلم أنه محاط بتوازن مرعب اليابان على أطرافه وكوريا الجنوبية وقواعد أمريكية تحيط به من كل جانب لذلك يحاول إرعاب الآخرين باستعراض العضلات لإحداث نوع من التوازن، ولكنه غير قادر على الدخول في مواجهة مفتوحة، فيميل لتهديد حلفاء الولايات المتحدة بالضرب.

أما أمريكا فهي وراء البحار وبعيدة عن تهديدات كوريا، ولكنها تعلم أن حلفاءها غير قادرين على تحمل التهديدات لذلك تريد واشنطن أن تنأى بها بعيدا عن أي مواجهة محتملة.

ذكرت أن كوريا الشمالية هي ثالث ما تخشاه أمريكا في آسيا فمن يسبقها؟

تحركات الصين مرعبة لأمريكا لذلك دعت واشنطن الهند لدخول مربع عمليات الصين في بحر الصين الجنوبي، فهناك مناورات أمريكية هندية حدثت مؤخرا في منطقة بعيدة عن الهند ولكن أمريكا من تملك حق إدخال وإخراج حلفاء أو شركاء في هذه المنطقة.

العملاق الصيني يحاول السيطرة على بحاره الإقليمية ومن ثم السيطرة على المنطقة هناك بشكل كامل، فتسعى بكين بشكل تكتيكي السيطرة على بحر الصين الجنوبي عن طريق الجزر الصناعية رغم قرارات الشرعية الدولية بعدم شرعيتها ولكن الصين سائرة قدما في طريقها رغم هذا.

المعضلة الثانية لأمريكا هي تايوان وحماية أمنها فهي  حليف أمني وتجاري مهم لواشنطن  وصاحبة اقتصاد يتعدى الترليون ونصف دولار في السنة، وتايوان دولة غير معترف بها بشكل كلي والصين تعتبرها جزء من شرق الصين وهناك مشكلات كثيرة حول هذا الإطار.

هناك تحركات مكثفة ومقلقة متبادلة بين روسيا والناتو .. كيف ترى هذه التحركات؟

أود التنويه في البداية أن بذور النزاع برزت مع نهاية الحرب العالمية الثانية، خاصة في معركة برلين حين دخل الجيش الأحمر السوفيتي قبل قوات الحلفاء، فالمشاكل الحالية بين روسيا والناتو لها بعد تاريخي.

ومنذ التوقيت ظهر عدم صدق النوايا بين الطرفين، ومن ثم الحرب الباردة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية كنتيجة للريبة والحذر، وكان هناك حالة صبر استراتيجي من الطرفين بسبب رغبة كل طرف في تغيير سياسات الآخر ليكون هناك مجال للوفاق فلم يكن هناك رغبة في حرب مفتوحة.

وبناء على التاريخ بين الجانبين تتجدد المواجهات الآن، فهناك دول تم ضمها بشكل مستفز من جانب الناتو والأمريكان، وأقطار كان متنازع عليها هل هي أوروبية أم روسية، ما كون عند الروس كدولة رغبة في الثأر، فتحاول موسكو تعويض ما نزعته أمريكا وأوروبا منها، والمواجهات بين الجانبين الآن لها طبيعة الحرب الباردة.

اذكر لنا تفاصيل هذه المواجهات .. وهل ينفجر عنها صراعا عسكريا مباشرا؟

في القرم مثلا يعد جيش روسي وقواعد بحرية أنشئت حديثا لخدمة الجيش الروسي في القرم، ونصبت منظمة صواريخ إسكندر الروسية هناك، على الجانب الآخر في بولندا ورومانيا نشر الناتو منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الحديثة ثاد.

وفي 2009 أقر أوباما إدخال البحر المتوسط داخل عمليات الناتو وأدخل منظومة الدفاع الجوي إي إكس، وأصبح البحر المتوسط حتى بحر البلطيق منطقة عمليات، ونشر صواريخ بين الجانبين في أماكن مختلفة، وإن كانت روسيا ليست دولة عظمى كما يجب أن يكون لأنها لديها مشاكل داخلية واقتصادية ولكن النظام الدولي لا يحدده القدرات الاقتصادية ولكن القوة العسكرية.

لو مدت أمريكا دول البلطيق ليتوانيا ولاتفيا واستونيا بمنظومات الصواريخ سيحدث انفجار للصراع الدولي، ونفس الأمر سيحدث لو نشرت منظومات في أوكرانيا، رغم أن هناك مساع حتى لا ينفجر الصراع لأنه كارثي على الجميع.

هل نفهم من ذلك أن شرارة الحرب العالمية الثالثة ليست الشرق الأوسط كما يعتقد الكثيرون؟

هناك خمس مناطق فتيل للحرب العالمية الثالثة وهو ما أكده تقرير للجنة الأزمات داخل مجلس الأمن القومي الأمريكي، والخمس مناطق أولها شرق أوروبا، ثم يأتي البحر الأصفر عند كوريا الشمالية والجنوبية في المركز الثاني، وثالثا منطقة الشرق الأوسط والرابعة في وسط آسيا والخامسة في آسيا أيضًا.

أخطر انفجار الذي قد يحدث في شرق أوروبا  فالقارة صاحبة اقتصاد قوي وقدرات عسكرية كبيرة ووجود أمريكي يدعم هذه الدول، فمثلا أمريكا لها قواعد في ألمانيا تقدر بـ44 قاعدة، ولها وجود عسكري في إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وبولندا إذن الجيش الأمريكي موجود بثقله داخل أوروبا من جانب.

 ومن الجانب الآخر روسيا قوة لا يستهان، وخطورة أي صراع في أوروبا أنها حاضر فيها القوة الاقتصادية والأمنية معا، بينما في المناطق الأخرى إن وجد الاقتصاد يغيب القوة العسكرية والعكس، مثل الخليج وإيران.

ألا ترى أن اتفاق المناطق الآمنة في سوريا يقرب وجهات النظر بين أمريكا وروسيا ويهدئ احتمالات الصدام؟

المناطق الآمنة في سوريا هي بؤرة صراع وليست حلا، فروسيا ترفضها بشكل مقنع، في اعتقادي من قرر هذا الاتفاق ليس دونالد ترامب ولا إدارته ولكن الجيش الأمريكي والسي أي إيه.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل