المحتوى الرئيسى

مفتاح بن منين يكتب: رسالة من مطلقة | ساسة بوست

05/11 19:22

منذ 2 دقيقتين، 11 مايو,2017

أعلم أن صوتي لن يبلغ آذانكم، وحتى لو بلغ فإنه لن يبلغ نظرتكم التي آمنت بصورة واحدة دون تحليل مدى صدقها أو كذبها، حقيقتها أو وهمها، ودون بذل عناء البحث فربما كانت صورة من تركيب أمراض النفوس التي تنخر في المجتمع من كل جهة وجانب، أكيد ليس كل المجتمع له الصورة نفسها، ولكن هم الأغلبية الذين سقطوا في شباك أولئك الذين نصب لهم المجتمع منابر حتى تنتشر إشاعاتهم هنا وهناك كانتشار النار في الهشيم.

أن تكوني امراة مطلقة فهذا أمر صعب يتطلب جلدًا وصلابة لتقبل الانتقادات ممن تعرفهم وحتى ممن لا تعرف، حال المطلقة في وسط مجتمعها يجعلها في مواجته وجهًا لوجه، في مواجهة إشاعاتهم المغلفة بآلاف من القصص المكذوبة والمزيفة، قصص الحقيقية فيها معدومة والنزاهة في نقل أحداثها مقلوبة رأسًا على عقب.

أن تكوني مطلقة عليك أن تنتظري الهمز واللمز في أغلب مجالسك، وعليك أن تكوني مهيأة لسيل جارف من الافتراءات والأكاذيب حتى أصحاب الخيال الواسع تصعب عليهم نسجها من عالم الخيال.

فيا أيها المجتمع أتعلم شعور أن تكون بريئًا متهمًا وإن لم تثبت إدانتك، بل أكثر من ذلك أن تكون الضحية المتهم وهو الجلاد البريء أمام عدالتك؟

أتعلم أي حرقة تصيب القلب وأنت ترى أصابع الاتهام موجهة إليك بخراب بيتك وتفكك عائلتك وأنت دفعت حياتك لأجل أن لا يحدث ذلك ثم تجد نفسك تدفع مرة ثانية ثمن تلك الجناية؟

أتعلم مدى صعوبة أن ينالك الظلم مرتين؟ مرة حين دافعت عن تماسك أسرتك وضحيت بسلامة عيشك وهناء مقامك معه إلا أن ذلك لم يشفع لك، ثم تجد نفسك تحمل وزر الطلاق وحدك.

أيها المجتمع متى تغير نظرتك الدونية تجاهنا؟، متى تغير تلك الصورة المشوهة التي صنعتها داخل خيالك بدون تثبت ولا دراية؟، متى تتخلى عن تلك الوساوس التي هاجمت منطقك فجعلته منطقًا مُحرفًا من الحقيقة، متى تنهي ذلك الحديث المشبوه داخل نفسك وترى الحقيقة بنفس منصفة؟

أيها المجتمع متى تهدم قلعة الاستبداد الذكورية لديك ومتى تتخلى عن عرشك الذي ملكته على أنقاض حقوقهن؟، فإنه ليس عليك إلا أن تنزل إلى عدالة دينك فترى بشريعتها وتقضي بحكمها بينك وبينهن لتكون بحق منصفًا.

أيها المجتمع أمن الرجولة أن تجهز على جريح ينزف دمًا مما لاقاه خلال معركته المصيرية التي بذل فيها كل ما يملك من أجل التوافق مع شريك حياته؟، ألا يكفي الهزيمة التي لاقاها في هاته المعركة لتضيف عليه حربًا غير منصفة؟

أيها الزوج أين وصية الله إليك حين خاطبك بقوله «الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ» وأين وصية الرسول إليك عليهن في قوله «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خيرًا، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ» أين سيرة نبيك في التعامل مع أزواجه في سيرتك الزوجية وأين تقمصك لحياة صحابته في تعاملاتهم مع زوجاتهم حتى حين طلاقهم، أين خطاب الدين في نفسك وأين أثر السيرة في حياتك.

ألا يكفي للمطلقة أنها دفعت الثمن حين هدم بيتها وتفرق أبنائها بينها وببن طليقها؟، ألا يكفيها أن ترى أبناءها بلا أب يسهر على حمايتهم من طرق الانحراف والضياع من ظلم المجتمع الذي لا يرحم الضعيف فيهم؟

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل