صور| تركوه ينزف 16 ساعة.. الإهمال الطبي يغتال «تلميذ تلا»

الأب: أصيب في حادث وظل ينزف.. وأطباء مستشفى تلا "قالوا اتصل بالمحافظ"

«ده ابنى الوحيد اللى طلعت بيه من الدنيا مات علشان ماحدش بيسأل فى الغلابة أو بمعنى تانى علشان الفقير فى البلد دى لازم يموت»..  بتلك الكلمات الموجعة بدأ رضا الجندى، سرد تفاصيل وفاة ابنه الوحيد "محمد"، تلميذ الثانوي، بعدما تعرض لحادث سير بدراجة بخارية بمحافظة المنوفية، وظل ينزف لمدة طويلة، قبل أن يخضع لجراحة داخل مستشفى تلا العام، تبين للأطباء احتياجه إلى جراح متخصص، ووضعه على جهاز التنفس الصناعى بالرعاية المركزة، لتبدأ من هنا حكاية موت الصبي بالبطيء، حتى صعدت روحه نتيجة نزيف استمر 16 ساعة متواصلة.. وإلى التفاصيل.

يقول الأب إن سبب المعاناة الكبرى بالنسبة له هو عدم قدرته على انقاذ ابنه "محمد"، 16 سنة، تلميذ بالثانوي، الذي شاهده لمدة يوم كامل يموت بالبطيء، وكل ذلك بسبب تخاذل الأطباء المسؤولين عن حالة ابنه، حسب قوله، وعدم الاهتمام به بالقدر الكافي، وهو ما دفعه إلى تحرير شكوى رسمية ومحضر الذى يحمل رقم 2946 إدارى تلا، واتهام وكيل وزارة الصحة بالمنوفية بالإهمال الجسيم وعدد من الأطباء فى وفاة نجله الوحيد.

وأضاف "رضا"، فى حديثه لـ"التحرير"، أنه ورد إليه اتصال يخبره بإصابة نجله في حادث سير بدراجة نارية وتم نقله للمستشفى، وهناك أخبره أحد الأطباء بالطوارئ بوجود نزيف داخل بطن نجله، ولا بد من خضوعه سريعا لعملية استكشافية، ومن المرجح أن يكون الطحال السبب فى النزيف، وبعد فترة خرج الطبيب من العمليات وهو يحمل الطحال، بين يديه وقال: "شوفت أنا قولتلك الطحال السبب وعلى العموم إحنا شلناه أهو"، فكان رد الأب بتلقائية عليه: «إعمل اللى إنت شايفه صح يا دكتور، اعتبره ابنك نايم تحت إيدك».

أوضح والد محمد، أنه بمرور ساعة أخرى أخبره نفس الطبيب بوجود نزيف على الرئة، ويحتاج إلى طبيب جراح متخصص فى هذا الشأن، كما أنه في حاجة ماسة إلى دخول غرفة رعاية مركزة ووضعه على جهاز التنفس، وكانت المفاجأة عندما أخبره أن كل الغرف مشغولة بالمستشفى، وقال له بالنص :«يا ريت تساعدنى أنا سألت كل الدكاترة اللى اعرفهم وماحدش عنده مكان فاضي، لو انت تعرف المحافظ أو حد مسئول أكيد هيساعدك إنك تنقذ ابنك».

واستكمل الأب مأساته أنه بالبحث عن جميع المستشفيات فى المحافظة، لم يصل إلى شيء، فقام بالاتصال بجميع المسئولين بمن فيهم وكيل وزارة الصحة بالمنوفية، وبعد معاناة تمكن من نقله إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي، وهناك تم حجز سرير رعاية مركزة، وعند الساعة 12 منتصف الليل، وطوال تلك المدة ظل ابنه ينزف فتم نقل كيسين دم له في أثناء وجوده بمستشفى تلا، وثالث داخل سيارة الإسعاف، ولكن الكارثة الحقيقية عندما وصل إلى المستشفى الجديد.