المحتوى الرئيسى

سالم عبد الجليل يعتذر للمسيحيين : لم أقصد استحلال الدم

05/11 10:32

قدم الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، اعتذارا عما صدر منه من جرح لمشاعر الأخوة المسيحيين، موضحا أنه فى الوقت ذاته أنه ليس  منزعجا من فسخ التعاقد من جانب قناة المحور وألتمس لهم العذر.

وكان الدكتور حسن راتب، رئيس مجلس إدارة قناة المحور، قد قرر وقف التعاقد مع الشيخ سالم عبدالجليل، بعد وصف المسيحيين بأن عقيدتهم فاسدة، حفاظًا على رسالة القناة التنويرية والأقباط، مقدما اعتذرا عن ما جاء فى برامج المسلمون يتساءلون على لسان الشيخ سالم.

كما أصدر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، تعليمات لكل المديريات بمنع الشيخ سالم من الصعود للمنابر، ودعا القنوات الفضائية إلى عدم استضافته بدعوى أنه لا يدرك خطورة المرحلة ويفتي بما لا يعلم.

وقال عبد الجليل فى بيان له حصلت مصر العربية على نصه، ان تصريحاته في إحدى حلقات برنامجه المذاع على قناة المحور الفضائية كان في سياق تفسيره لسورة آل عمران (ضمن تفسير للقرآن بدأ منذ أكثر من سنة) وتحديدا لقول الله تعالى في سورة آل عمران:{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ (٨٥)}، وحيث إنّ البعض اعتبر فيه جرحا لمشاعر الإخوة المسيحيين فأنا عن جرح المشاعر أعتذر.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:

ما صدر مني في إحدى حلقات برنامجي اليومي المذاع على قناة المحور الفضائية كان في سياق تفسيرنا لسورة آل عمران (ضمن تفسير للقرآن بدأ منذ أكثر من سنة) وتحديدا لقول الله تعالى في سورة آل عمران:

{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ (٨٥)}.

وحيث إنّ البعض اعتبر فيه جرحا لمشاعر الإخوة المسيحيين فأنا عن جرح المشاعر أعتذر.

وأكرّر تأكيدي على ما أكّدتُه في نفس الحلقة المشار إليها:

الحكم الشرعي بفساد عقيدة غير المسلمين ( في تصورنا ) كما أن عقيدتنا فاسدة في ( تصورهم ).. لا يعني استحلال الدم أو العرض أو المال [بأي حال من الأحوال] وقلت هذا على الهواء وأكّدته بالفعل منذ أسابيع حين عزّيت على الهواء قسيسا كان ضيفا على القناة يوم التفجيرات الإرهابية الآثمة.

[كما أنّ كلمة كفر الواردة في القرآن الكريم تعني المغايرة والتغطية وليس مقصودا بها من قريب أو من بعيد المعنى المتداوَل في مصر حديثا من كون كافر وصفا مهينا لاحتقار الشخص السيء الخلق و الفاجر في الظلم فهذا المعنى لهذه الكلمة ليس في اللغة العربية و لم يكن حتى على زمن نزول الوحي.

وكيف يكون في القرآن إهانة لغير المسلمين وهو يجرّم عليّنا سبّ أصنام المشركون، فكيف بالعقل والمنطق سيستخدم كلمة فيها إهانة وسبّ لإنسان فضلا عن أنه من أهل الكتاب:

"وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ"

إن للإنسان [في ديننا] حريته في اعتناق ما يشاء .. ولا يجوز إكراه أحد على تغيير معتقده .. والحساب على الله تعالى [، بدليل أنّ الإسلام يأمرنا بحماية كنائس المسيحيين و معابد اليهود رغم أنه يقال فيها عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كلام هو عكس ما نعتقده تماما من كونه الصادق الأمين، وهذا أكبر دليل أنّ دين الله لا يبيح الظلم ولا القتل لهم أو لغيرهم، بل لقد أوصى النبي بأهل مصر خيرا فاحترامهم آكد و إكرامهم أوجب] ..

أما في دنيا الناس فنتعامل بالإخاء الإنساني والمحبة والبر .. ونتعايش بما تعنيه الكلمة من معنى .. حتى إن الشريعة الغراء تبيح لنا أن نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم [إذا توافق الأهل]..

[إنّ] مسألة التعايش بيننا وبين أبناء الوطن من إخواننا المسيحيين.. بل بيننا وبين أبناء الجنس البشري في كل بقعة من بقاع الأرض ليست محل بحث أو نقاش .. فهي محسومة بنص القرآن الكريم في سورة الحجرات:

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)}

والعلاقة بين بني البشر تقوم على احترام الآخر .. والحفاظ له على دينه ونفسه وعقله وعرضه وماله.. وهذه مقاصد جميع الشرائع السماوية، ومعاملة غير المسلمين بالبر والقسط والمعروف هي منهجنا كما قال تعالى في سورة الممتحنة:

{لَّا يَنْهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓا۟ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ (٨)

والشركاء في الوطن لا يجوز التمييز بينهم على أساس العقيدة أو غيره .. بل هم جميعًا مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.. وهذا ما فعله النبني صلى الله عليه وسلم في المدينة مع اليهود .. واعتبرهم مع المؤمنين أمة واحدة ..

شكرًا للدكتور حسن راتب على استضافته لي على قناة المحور على مدى عام وبضعة أشهر .. وشكرًا لجميع العاملين في القناة .. أكنّ لهم كل تقدير.. حيث لم أر منهم إلا كل تقدير واحترام..

ومسألة إنهاء التعاقد ترجع لرؤية صاحب القناة .. وأنا أعذره في قراره . وأدعو الله له بالتوفيق..

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل