المحتوى الرئيسى

مصطفى ابوالسعود يكتب: إسماعيل هنية رئيسًا لحماس | ساسة بوست

05/10 22:48

منذ 1 دقيقة، 10 مايو,2017

من القصر إلى القبر. قناعة ترسخت في العقل الجمعي لدى سكان جمهورية عربستان بأن الرئيس لا يغادر مقامه إلا بإحدى اثنتين: وفاة أو انقلاب! وهذه المغادرة لا علاقة للمواطن العربي بها؛ لأن الوفاة بيد الله، والانقلاب بيد الدول الكبرى، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

فالرئيس العربي يحاول منذ اليوم الأول أن يستأثر بكل شئٍ وكأنه يضمن أن يعيش للأبد وأنه محصن ضد قدر الله، ونسى أو تناسى: أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ. ونسى أنه لو دامت لغيرك ما وصلت اليك.

الواجب التأكيد عليه أن الاسثئتار بالسلطة ليس حكرًا على الأنظمة العربية فقط، بل امتد ليصل إلى التنظيمات العربية من المحيط إلى الخليج حيث نجد فلانًا قد بلغ من العمر عتيًا واشتعل رأسه شيبًا وانحنى ظهره ولا زال يجثم على قلب التنظيم ويتحكم في جميع مفاصله.

وللإنصاف فلا يمكن إنكار وجود نماذج من قادة أنظمة وتنظيمات عربية تركوا الحكم وهم على قيد الحياة وبدون انقلابات، ولكن هذه النماذج تبقى قليلة وشاذة، والشاذ في الشرع لا يقاس عليه.

الداعي لما سبق هو أن الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس الاستاذ خالد مشعل أكد في خطبة الوداع أنه رفض عروض قادة حماس بالبقاء في منصبه على رأس المكتب السياسي وأنه آثر إفساح المجال لقادة جدد لأنه يؤمن بأن ضخ دماء جديدة في شرايين المؤسسات الحركية هو عامل نهضة ويمنع تكلس أفكارها ومبادئها، طالما أن الجميع يعرف حقوقه وواجباته ولسان حاله يقول: ماض وأعرف ما دربي وما هدفي.

حينما استمعت لخطاب مشعل وهو يعلن بنفسه فوز الاستاذ اسماعيل هنية برئاسة المكتب السياسي لحماس شعرت أنني أمام رئيس دولة غربية حيث هناك يتم تداول السلطة الحزبية والرئاسية بشكل سلس دون أي اشكاليات طالما أن الأمر ثم في إطار القانون الحركي، عكس الكثير من التنظيمات الفلسطينية وغيرها فإن فيها من التجاوزات والتيارات ما يعكس عدم توافقها على فكرة أو مبدأ، لأن الكل يريد السيطرة من باب: أنا ربكم الأعلى.

المتأمل في انتخابات حماس يلحظ أنها جاءت في ظل ظروف صعبة وبالغة التعقيد، سواء حركيًا، وما تواجهه الحركة من ضغوط فلسطينية وعربية ودولية، وفي ظل ظروف دولية عربية سيئة، وهذا يعكس قدرة الحركة على إنجاز أهدافها وبرامجها، بالرغم من شدة الصعوبات وعدم التذرع بالظروف الخارجية، وأن الأمر فيها يخضع لمبدأ المشاركة الجماعية في صياغة القرار، عكس تنظيمات اخرى فإن لها حرية الحركة والتنقل، لكنها تفشل في إبداء رأيها بصراحة خوفًا من غضب الزعيم.

إن انتخاب هنية على رأس حماس ليؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن القيادة ليست مرتبطة بجغرافية معينة أو مرتبطة بسن معين بل هي مرتبطة بقرار جماعي يرى أن وضع الشخص المناسب في المكان المناسب هي مسئولية جميع أبناء الحركة، وهديهم في ذلك ما فعله الرسول – عليه الصلاة والسلام – حينما وضع أسامة بن زيد وهو الفتى الذي لم يبلغ 17 عامًا على رأس جيش ضم خيرة وكبار الصحابة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل