المحتوى الرئيسى

أحمد الفليت: التغذية القسرية وسيلة الاحتلال لكسر الإضراب

05/10 21:40

محكمة مصرية تقضي بحبس الإعلامي المثير للجدل توفيق عكاشة لمدة سنة

بالفيديو والصور "عناية".. رعاية صحية بمواصفات عالمية كأول مركز بالعالم العربي

بالصور.. رئيس الوزراء يشهد حفل تخريج الدورة التأهيلية لخريجي الجامعات المدنية

صاحب السمو يرعى منتدى الدوحة الأحد المقبل

فيديو صادم.. نادلة تسكب الماء الساخن على طفل سوري لإرضاء الزبائن

أسير محرر يروي لـ"الشرق" كيف يدير الأسرى إضرابهم في السجون الإسرائيلية..

أخبار عربية الأربعاء 10-05-2017 الساعة 09:35 م

مصادرة الملح سياسة جديدة تفاقم معاناة الأسرى

أبرز المطالب انهاء سياسات الاعتقال الإدارى والعزل الإنفرادي

إضراب الكرامة الآن رقم (27) في تاريخ الحركة الفلسطينية

من مبادئ الأسرى لمنع الالتفاف على المطالب أن من بدأ الإضراب هو من ينهيه

الأسرى قادرون على كشف عصافير الاحتلال داخل السجون

بأمعائهم الخاوية يواجهون جبروت السجان، لينالوا أبسط ما توفره وتنص عليه الاتفاقيات والقوانين الدولية، الأسرى الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية ومنذ السابع عشر من شهر ابريل من العام الجاري، ما زالوا يخوضون اضرابهم المفتوح عن الطعام الذى أطلق عليه "اضراب الكرامة".

قرابة الـ1800 أسير يقبعون خلف قضبان الاحتلال قد انخرطوا في الاضراب، الذى تزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، من أجل انتزاع حقوقهم الانسانية التى سلبها المحتل، التى حققوها سابقاً وعبر تاريخ الحركة الأسيرة خلال العديد من الاضرابات المتنوعة في مختلف السجون الاسرائيلية.

وتتمثل أبرز مطالب الأسرى في: انهاء سياسات الاعتقال الاداري، والعزل الانفرادي، ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، والاهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة.

استمرار الوقفات التضامنية مع الأسرى

"الشرق" التقت الأسير المحرر أحمد الفليت، الذى أطلق سراحه ضمن صفقة شاليط — وفاء الأحرار — التى تمت بين كتائب القسام الذراع العسكرى لحركة "حماس" و"اسرائيل" بوساطة مصرية في أكتوبر من عام 2011، للتعرف أكثر عن ادارة الأسرى للاضرابات في السجون، والممارسات التى تتخذها مصلحة السجون بحق الأسرى لكسر اضرابهم، وكيف تتشكل قيادة الاضراب المفتوح عن الطعام.

يشار الى أن الاحتلال الاسرائيلى يعتقل حوالى 6 آلاف و500 فلسطيني، وهم موزعون على 22 سجنًا، من بينهم 29 معتقلًا منذ ما قبل توقيع اتفاقية "أوسلو" بين "اسرائيل" ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، بالاضافة الى 13 نائبًا، و57 فلسطينية، من ضمنهن 13 فتاة قاصر.

استهل المحرر الفليت حديثه لـ"الشرق" بالتعريف عن أقسام الاضراب والتى قسمها الى ثلاثة اقسام، حيث أوضح أن الأول يحمل عنوان "الاضراب الاستراتيجي" وهو اضراب غير محدد بسقف زمني، والثانى "اضراب تكتيكي" والذى يبدأ بخطوات احتجاجية ومحدد بسقف زمني، والثالث "السياسي".

ولفت الى أن الأسرى خاضوا الاضراب السياسى في عام 1995 وكذلك في عام 1998، وذلك من أجل تحسين شروط الافراجات بعد اتفاقية أوسلو، ولمدة اسبوعين.

وذكر الفليت أن الاضراب الاستراتيجى هو الأخطر والأصعب والأكثر تجهيزاً، حيث يستمر تنفيذه عدة أشهر قد تصل الى عام أو عامين، وقد يتم تأجيل البداية حسب الظروف، مشيراً الى أن اضراب "الكرامة" الذى يخوضه الأسرى الآن هو رقم (27) في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة.

ونوه بان عوامل نجاح الاضرابات تتعلق بمدى قدرة الأسير بالاستمرار في اضرابه، وعدم التوقف عن المطالبة بحقوقه، الى جانب قياسهم لحجم ملاءمة الظروف على الساحة الفلسطينية خارج السجون بخوض اضرابات جديدة، مؤكداً أن في تاريخ الأسرى لم يحدث أن يتراجع أو يتوقف أى أسير عن الاضراب "وأغلبها انتهت بنجاح".

وأوضح أن قبل الخوض في الاضراب عن الطعام يتم تشكيل قيادة لادارته، والتى بدورها تضع متطلبات الحد الأدنى، مكملاً حديثه:"لا يخول أى أسير يدخل في الاضراب الحديث عن زملائه باستثناء من كلف بذلك، وهناك قيادة لا يمكن للأسرى تجاوزها، ولا يشترط أن تكون قيادة الاضراب من الهيئة القيادية المنتخبة".

وقال الفليت ان القيادة المشكلة تعمل فقط فترة الاضراب وادارته، مشيراً الى أن الدخول في الاضرابات اختيارى لأى أسير بشكل كامل، حيث يعفي منع الأسرى القدامى وكبار السن والمرضى، في حين أن الخروج منه ليس اختيارياً "بل يجب أن توافق عليه لجنة الاضراب وبقرار قيادي".

وذكر أن اضراب الأسرى ينطلق من أحد السجون ومن ثم يبدأ رويداً رويداً في السجون الاسرائيلية الأخرى، اذا لم تستجب ادارة مصلحة السجون لمطالبهم، مشيراً الى أن اضراب "الكرامة" كان من المقرر أن يبدأ من سجن هداريم لكن انطلق من سجن ريمون في 16 ابريل المنصرم.

وفي حال استمرت ادارة السجون في ممارساتها من أجل كسر الاضراب، يبدأ الأسرى المرضى وكبار السن والقدامى وكل من لم يشارك بالاضراب بالدخول التدريجى — تحديداً في الأسبوع الثالث من الاضراب — كى يتم الوصول للحد المطلوب من حقوقهم.

وعن آلية تواصل الأسرى فيما بينهم، اوضح الفليت أن الأسرى يستطيعون تدبر أمورهم في السجون، موضحاً أن هناك مجموعة من الوسائل والآليات التى يعتمد عليها المضربون عن الطعام في التواصل مع بعضهم حيث تبرز الوسيلة الأولى عن طريق المراسلات السرية عبر كبسولة تحوى رسائل مكتوبة.

وأضاف أن الوسيلة الثانية عبر لقاء الأسرى بعضهم البعض في "البوسطة" وهى مكان يتم نقلهم من خلالها للسجون، مشيراً الى أن الأسرى يلجأون حديثاً لاستخدام الجوالات المهربة لكن لا يتم استخدامها في الاضرابات الاستراتيجية "لأنهم يدركون جيداً أنها مراقبة من ادارة السجون".

وأضاف أن الأسرى يحتاطون من الانقطاع الكامل فيما بينهم، لذلك يعملون على تحديد طلبات الحد الأدنى والاتفاق عليها، ومن ثم توزيعها على قيادات الاضرابات، ويمنع باقى الأسرى من التفاوض مع مصلحة السجون " بمعنى من بدأ الاضراب هو من ينهيه وفي حال تم الاستجابة للمطالب يتم التواصل مع الادارة ومن ثم يتم التواصل مع باقى السجون لانهاء الاضراب".

وذكر أن الهيئة القيادية للاضرابات تعمل خلال فترة الاعداد على تعيين "وحدة ظل" التى يكمن دورها في ادارتها ومتابعتها في حال تم اعتقال قيادة الاضراب، ووضعهم في العزل الانفرادى أو نقلهم الى سجون أخرى.

ويعتبر الأسير في السجون الاسرائيلية أن معركة "الأمعاء الخاوية" هو سلاحه الوحيد والأخير من أجل تحسين ظروف اعتقاله، في وقت لا يعترف الاحتلال بالأسرى الفلسطينيين كأسرى "حرب أو جنائى أو رأى عام"، ضارباً بعرض الحائط الاتفاقيات الدولية.

ويشير المحرر الفليت الى أن العدو الصهيونى يطلق على من يعتقلهم "أسير أمن فلسطيني"، موضحاً أن المحتل لا يطبق الاتفاقيات في الأراضى التى يسيطر عليها.

وبين أن الاضرابات المتتالية تسببت في سقوط عدد من الشهداء، حيث وصل عددهم الى 210 من عام 1970 والى الآن، جزء منهم استشهدوا أثناء وبعد الاضرابات المفتوحة عن الطعام.

وأضاف أن تاريخ الاضرابات وبشكل تراكمي، استطاع الأسرى خلالها من تحقيق مطالبهم وتحسين ظروفهم، مبيناً أن ما بين فترة ثلاث الى خمس سنوات يخوض الأسرى اضرابا جماعيا مفتوحا عن الطعام.

وعن دور عملاء الاحتلال في السجون "العصافير"، قال الفليت ان استخدامهم يكون في بداية عملية الاعتقال وفي غرف التحقيق، ولهم دور ثانوى في افشال فعاليات وأنشطة أخرى للأسرى "لكن ليس لهم دور في الاضرابات".

ولفت الى أن الأسرى قادرون على كشفهم وذلك حسب خبرتهم في السجون "ويستطيعون التغلب على هذه المعضلة".

وفي الحديث عن وسائل الاحتلال الاسرائيلي، ومصلحة السجون على وجه التحديد في مواجهة اضرابات الأسرى، استعرض الأسير المحرر أحمد الفليت جملة من الممارسات التى يتخذها المحتل في كسر ارادة وعزيمة المضربين عن الطعام من أبرزها وأشدها خطورة "التغذية القسرية".

وقد لجأت مصلحة السجون لها في سنوات 70 — 80، ويكمل:"حيث تعمل على ادخال طعام مذاب الى معدة الأسير بواسطة أنبوب سواءً عن طريق الفم أو الأنف"، موضحاً أنها توقفت في أواسط التسعينيات "واستبدلت فيما بعد بالمحاليل الطبية أو المدعمات".

ونوه بان ادارة السجون تعتمد على قانون وصفه بالغريب، ينص على منع الأسير من الموت خلال اضرابه عن الطعام، مشيراً الى أنها تشكل لجنة لمتابعة المضربين عن الطعام وبابقائهم على قيد الحياة تحت أى ظرف كان وبأى شكل من الأشكال.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل