المحتوى الرئيسى

على من يعرف أن يعرفنا!

05/10 21:21

حار العقل واحتار لمن بقى لديه شيء من العقل بعد هذا الذى يجرى فى بلادنا المنكوبة ببعض أهلها ممن ساقتهم الأقدار ليكونوا أولياء لأمور الناس بينما هم فى الحقيقة أولياء الشيطان أو أولياء الطاغية الذى كان والذى مضى إلى العالم الآخر تاركا وراءه اتباعه وتلاميذه ومريديه وسحرته يعيثون فى الأرض الليبية فسادا ويسومون الليبيين والليبيات سوء العذاب.

لم نعد نفهم شيئا مما يجرى حولنا. ولم نعد نفهم ما يريده من نصبوا أنفسهم أولياء أمورنا. لم نعد نعرف من هم أولياء أمرنا الحقيقيين. هل هم القوى الدولية والعربية التى تسيطر على اللاعبين على مسرح العبث الليبى وتوجههم كما تشاء لتحقيق أهدافها التى تتعارض مع أهداف وطموحات شعبنا؟ هل هم المليشيات المسلحة التى تتحكم فى مدننا وقرانا ومصارفنا وأسواقنا وتفرض عليها إرادتها بقوة السلاح؟ هل هم أصحاب الأجندات السياسية المستوردة من تجار الدين والدنيا؟ هل هم حفنة من المجانين الذين كان ينبغى أن يكونوا فى مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية فأصبحوا بقوة السلاح زعماء وقادة وهم لا يفقهون من أمور الزعامة والقيادة شيئا؟ هل هم خريجو السجون الذين أخرجهم الطاغية من السجون والمعتقلات التى كانوا محتجزين فيها وتم تزويدهم بالسلاح لمواجهة الثوار فأصبحوا هم اللصوص الذين سرقوا الثورة، ثورة ١٧ فبراير؟ ماذا يريد كل هؤلاء؟

هناك من يرى أن بعضهم يخطط لعودة حكم العسكر تحت دعوى محاربة الإرهاب. وهناك من يرى أن بعضهم يبحث عن الصفقات وجمع المال الحرام. وهناك من يرى أن بعضهم فاقد للوعى ولا يعرف لا ما سيصنع هو ولا يعرف ما سوف يصنع به الآخرون.

ونبقى نحن جماهير الشعب المطحون المسلوب الإرادة نتزاحم على أبواب المصارف رجالا ونساءً وأطفالا نبحث عن المرتب ومعاش التقاعد فلا نجده. ونتزاحم على المستشفيات والعيادات فلا نجد العلاج ولا نجد الدواء. ونتزاحم على المقابر كل يوم لنودع الأهل والأحبة الوداع الأخير ونبكى حظنا التعيس. ونتزاحم على الطرقات المغلقة لنتعرض للخطف وللموت بلا سبب. ونتزاحم على ما بقى من المطارات لنبحث عن العلاج فى تونس وفى الأردن وفى تركيا.

هكذا أصبح الليبيون والليبيات هم أشقى أهل الأرض دون سبب معقول أو مفهوم سوى ما عملته أيدى الذين تولوا أو تمت توليتهم علينا دون علمنا ودون اختيارنا. بل إن الذين اخترناهم عبر صناديق الاقتراع لتحقيق دولة الدستور والقانون وإقامة الحكم الرشيد فى بلادنا صاروا جزءا من المشكلة بعد أن كان المأمول أن يكونوا هم الحل.

إلى أين ستقودنا الخلافات! إلى أين سيقودنا التنابز بالألقاب وبالرصاص! إلى أين سيقودنا الاستحواذ بالأجنبي! لقد مللنا هذا الجنون ولم يعد شعبنا قادرًا على تحمل تبعاته. لابد أن تتحرك جماهير ثورة ١٧ فبراير لاستعادة الثورة المخطوفة ووقف هذا الصراع الدامى بين أمراء الحرب وسحب السلاح من العصابات الخارجة عن القانون. لماذا يموت الليبيون الأبرياء ويقضى أمراء الحرب أيامهم ولياليهم خارج الوطن بين عواصم العرب وعواصم الغرب. لماذا نحن تائهون عاجزون نساق إلى الموت ليلا ونهارا ونحن صامتون ننظر إلى جلادينا ولا نفعل شيئا لوقف الظلم والعدوان علينا؟!

لقد فقدنا الثقة فى كل المجالس وفِى كل الحكومات وفى كل المليشيات. فقدنا الثقة فى ما يسمى بالمجتمع الدولى. فقدنا الثقة فى كل الاجتماعات وفى كل اللقاءات وفى كل الأشخاص المتصدرين للمشهد الليبى الدامى التعيس. ولم يبق أمام الليبيين والليبيات إلا أن يقرأوا سورة «الكافرون» وأن يعملوا بما جاء فيها من قول الله سبحانه وتعالى {لكم دينكم ولى دين}.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل