المحتوى الرئيسى

هروب السوريين اليومي من الحرب إلى المخدرات

05/10 18:29

بدأت رحلة مي، والتي ترفض استخدام اسمها الكامل، مع مرض الإدمان منذ نحو عامين، كما تذكر. عمرها 23 عاماً، وتنحدر من منطقة جبل العرب جنوب شرق سوريا.

"أنا طالبة جامعية من عائلة محافظة، لو عرف أهلي لقتلوني، ولصارت سمعتي سيئة بالمجتمع"، تقول لرصيف22.

تقيم في السكن الجامعي وسط العاصمة السورية دمشق، ومصروفها الشهري يكفيها بالكاد لتأمين الحد الأدنى من متطلبات حياتها.

بدأت مشوارها مع الحشيش، لكنها اتجهت إلى حبوب الكابتيكول لرخص ثمنها، إذا يبلغ سعر 5 حبات منه دولارين.

"هذا أقصى ما باستطاعتي، تكفيني (الحبوب) لأكثر من أسبوع، هذا جيد، طالما ما من حلول بديلة، سيما أنه من المستحيل أن أقصد مشفى لعلاج الإدمان، حينها ستكتمل الفضيحة"، تقول لرصيف22.

لا يتم زراعة وإنتاج المخدرات في سوريا، لكن موقعها الجغرافي يجعلها بلداً لعبورها من لبنان وأفغانستان حيث يتم زراعة الحشيش لتُباع في سوريا.

وقد شاع في الآونة الأخيرة استخدام أدوية العلاج النفسي التي يُمنع في العادة بيعها دون وصفة طبية كبدائل للمواد المخدرة، كدواء البالتان والأوبرفال وبروكسيمول، بالإضافة لأدوية السعال التي تحتوي مادة الكودئين بشكل عام في تركيبها.

يعتبر القانون السوري للعقوبات المتعاطي مريضاً صحياً، وليس مجرماً بالمعنى الدقيق. فيما تقع العقوبة على المروج والمتاجر، ويخضع لعقوبة شديدة ومحكمة قد تصل بحسب قانون العقوبات العام الصادر في عام 1949،إلى 15 سنة أشغال شاقة.

وتستقبل الدوائر العدلية وأفرع مكافحة المخدرات في سوريا 50 إلى 60 حالة يومياً بحد وسطي، تتعلق بالتعاطي والاتجار والإدمان، بحسب ما صرح به مصدر رسمي لرصيف22 رفض الكشف عن اسمه، ليتجاوز العدد الوسطي لقضايا المخدرات نحو 25 ألف قضية سنوية.

كما أكدت إحصائيات وزارة الداخلية مراراً أن محاولات التعاطي والإدمان في سوريا ليست أكثر من سلوكيات فردية، ولا تتجاوز نسبة مجربي المخدرات والمتورطين فيها 51 شخصاً بالمليون.

وقد أكدت مصادر لرصيف22 أن هذه النسبة ليست دقيقة أو واقعية، لأنها لا تشمل إلا الحالات المسجلة قضائياً.

شارك غردحال المجتمع السوري كحال الشعوب التي انتشرت المخدرات بها إبان الحرب والمعارك كلبنان واليمن والاتحاد السوفييتي

شارك غردالخطورة تكمن في ما بعد الحرب. حينذاك ستنتشر المخدرات بشكل أكثر اتساعاً وبطانة

شارك غردحال المجتمع السوري كحال الشعوب التي انتشرت المخدرات بها إبان الحرب والمعارك كلبنان واليمن والاتحاد السوفييتي

شارك غردالخطورة تكمن في ما بعد الحرب. حينذاك ستنتشر المخدرات بشكل أكثر اتساعاً وبطانة

ارتفعت نسبة التعاطي في البلاد خلال أعوام الحرب الـ6 الأخيرة بشكل كبير بحسب مصادر طبية وقضائية وداخلية تحدث معها رصيف22. فقد جعلت الفوضى التي تنتشر في الكثير من المناطق تجارتها أمراً رائجاً في العديد من الأوساط، أبرزها الطلابية.

حال المجتمع السوري كحال العديد من الشعوب التي انتشرت المخدرات بها إبان الحرب والمعارك كلبنان واليمن والاتحاد السوفييتي في الماضي.

ويرى الدكتور علي معروف اختصاصي علاج الإدمان في سوريا أن الخطورة تكمن في ما بعد الحرب. حينذاك، وفق رأيه، ستنتشر المخدرات بشكل أكثر اتساعاً وبطانة.

ويقول لرصيف22: "نحن يومياً على تماس مع الكثير من الحالات المدمنة على الحشيش والكحول والمخدرات، نبذل قصارى جهدنا في معالجة هذه الظاهرة الخطيرة".

العامل المشترك بين الكثير من المدمنين الذين بدأو التعاطي خلال السنوات الست الأخيرة هو الرغبة في الهروب من الحرب.

أحمد (24 عماً)، وهو اسم مستعار، طالب في السنة الرابعة في كلية الهندسة المدنية. بدأ تدخين الحشيش منذ عامين تقريباً.

الحصول على الحشيش في غاية الصعوبة لكنه وجد مُهرباً يؤمنه له، ويسلمه له داخل كتاب يبادله إياه في منطقة متفق عليها مسبقاً.

"الأمر غاية في الصعوبة, ولكن في حرب كهذه أنت مضطر لأي حل يجعلك سعيداً ولو قليلاً، وقادراً على الدراسة ولو قليلاً أيضاً".

أما ندى فهي صيدلانية من منطقة السويداء جنوب سوريا، فقد أدمنت حبوب الكابتاغون والحشيشة رغم عملها ومعرفتها المسبقة بمخاطر الأمر.

"سأحاول أن اتعالج من إدماني، لا استطيع المتابعة، لي مستقبل وأهل وعمل، ولكنني تورطت وما عدت قادرة على الابتعاد، ليس لدي سبيل للسعادة إلا عبر المخدرات، أنا مضطرة لذلك فعلاً". وتتابع :"تباً للحرب، لم تترك لنا أي خيار للسعادة".

يعلق الطبيب النفسي درويش سميع على ارتباط المخدرات بالحرب قائلاً أن الحروب تدفع الناس للتعاطي، ولكن ليس بالفوضى والشراهة التي يراها.

ويضيف أن الناس في زمن الحرب ما تعيش حالة اليأس أو اللاجدوى والعبث، وهي مرحلة شهيرة عاشتها أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية.

"يوم صار الناس يجدون أنه لا فائدة من حياتهم أو من أي شيء يفعلونه فانتشرت ثقافة المخدرات"، يقول درويش لرصيف22.

إذا كنت سورياً في لبنان... هذا ما سيحصل عند زيارتك لسفارتك حياة التاكسي في دمشق... حنين إلى زمن "أبوجانتي" كيف تغير الحواجز العسكرية تفكيرك وحياتك؟

العامل المشترك بين الكثير من المدمنين الذين بدأو التعاطي خلال السنوات الست الأخيرة هو الرغبة في الهروب من الحرب.

أحمد (24 عماً)، وهو اسم مستعار، طالب في السنة الرابعة في كلية الهندسة المدنية. بدأ تدخين الحشيش منذ عامين تقريباً.

الحصول على الحشيش في غاية الصعوبة لكنه وجد مُهرباً يؤمنه له، ويسلمه له داخل كتاب يبادله إياه في منطقة متفق عليها مسبقاً.

"الأمر غاية في الصعوبة, ولكن في حرب كهذه أنت مضطر لأي حل يجعلك سعيداً ولو قليلاً، وقادراً على الدراسة ولو قليلاً أيضاً".

أما ندى فهي صيدلانية من منطقة السويداء جنوب سوريا، فقد أدمنت حبوب الكابتاغون والحشيشة رغم عملها ومعرفتها المسبقة بمخاطر الأمر.

"سأحاول أن اتعالج من إدماني، لا استطيع المتابعة، لي مستقبل وأهل وعمل، ولكنني تورطت وما عدت قادرة على الابتعاد، ليس لدي سبيل للسعادة إلا عبر المخدرات، أنا مضطرة لذلك فعلاً". وتتابع :"تباً للحرب، لم تترك لنا أي خيار للسعادة".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل