المحتوى الرئيسى

حوار│باحث جزائري: المشهد السياسي ديكور.. ولا دور للأحزاب

05/10 16:21

بعد انتهاء السجال الانتخابي وهدوء الشارع الجزائري من صخب الاقتراع والدعوة للمرشحين، يكشف الأكاديمي والباحث الحزائري يعقوب صيد لـ"التحرير" دهاليز ما بعد عملية التصويت:

ما قراءتك لنسبة المشاركة التي تقدّر بـ38,25%؟

أعتقد أن نسبة المشاركة وإن كان الكثير من المتابعين يرون أنه تمّ تضخيمها، فهي ليست بتلك الطريقة الفجّة التي كان يتم التعامل بها من قبل مع الأرقام والنسب الانتخابية؛ فهي هذه المرة (أي النسبة 38,25%) أقرب ما تكون للواقع.

-حقق حزب التحرير الوطني أقل من 221 مقعدًا مقارنة بعام 2012.. كيف ترى ذلك؟

تحقيقه لتلك المقاعد، يعني تراجعًا في الانتشار والتأثير وعدم قدرته على الاستقطاب. 

- ما الخطوة المقبلة للحزب سواء فيما يتعلق بالتحالفات أو ترتيب البيت الداخلي؟

كحزب سياسي يجب أن يكون له برنامج وخطط وأهداف مستقلة نابعة من وثيقته السياسية ومبادئه التي تأسس عليها ونتاج للتفكير داخل أطره وبين كوادره، إضافة إلى علاقته بالمكونات السياسية الأخرى، حيث يجب أن تبنى على أساس التنافس والندّية لا على أساس أن "الحكم ملك له" وهم ينازعونه فيما يملك .. فهذا التفكير اللامنطقي الذي ورثه الحزب من الشرعية الثورية لم يتغير أبدًا، ولا يزال ينظر لنفسه على أنه صاحب الحكم والأحق به.

أما التحالفات والاتفاقات في إطار اللعبة السياسية، فهي تخضع دومًا لعوامل متغيرة مثل "الاتفاق في وجهات النظر، القدرة على تحقيق منافع متبادلة، التأثير والوزن السياسي"، وهي بطبيعة الحال تخضع دومًا لإعادة الترتيب وفق ما تقتضيه الظروف والضرورة.

- كيف ستؤثر النتائج على المشهد السياسي بالجزائر؟

هذه النتائج سيكون لها تأثير فقط على الأحزاب السياسية المشاركة وخريطة التحالفات في الفترة المقبلة، لكنها قطعًا لن تؤثر لا من قريب ولا من بعيد في النظام السياسي وعملية صناعة القرار، لأن صُنَّاع القرار ليسوا داخل أسوار البرلمان، وإن كان لهم فيه أذرع أو ممثلين عنهم.. فالمشهد السياسي في الجزائر هو عبارة عن ديكور فقط، يتم وضعه ليناسب المشاهد لا أكثر، فالعملية الحقيقية ليست عملية سياسية بل لعبة توازنات وحسابات وعض أصابع.

- ما تقييمك لمشاركة 57 حزبًا بالانتخابات؟.. وهل لها تأثير على الحراك السياسي بالبلاد؟

لا ننكر وجود أحزاب لها قواعد شعبية وامتدادات (مثل الافالان، الارندي، حمس، حزب العمال والأفافاس).. لكنها لا تلعب الدور الحقيقي للحزب السياسي المتمثل في التنشئة السياسية والتثقيف السياسي والتعبئة والتأطير وغيرها من وظائف الحزب السياسي المتعارف عليها.

ولكن التأثير الوحيد للأحزاب السياسية حدث فقط في أول انتخابات تعددية بعد إقرار "التعددية الحزبية" في الجزائر، وكان ذلك عام 1991.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل