المحتوى الرئيسى

فيديو| شيخ قبيلة سيوية: العُزلة سبب حفاظنا على التراث.. ونرحّب بالاستثمار المسؤول

05/10 14:16

واحة سيوة، واحدة من أجمل البقاع المصرية على الإطلاق لما تتمتع به من طبيعة خلابة وتاريخ ضارب في عمق جذور التاريخ، لكن لا شئ يبقى على حال، فيعاني المهتمون بأمر الواحة من شيوخ القبائل من محاولات لتشويه التراث والطبيعة بإقحام المنازل الخرسانية في القلب من المنازل البدوية، ومحاولة إقامة مصانع لا تحافظ على طبيعة الواحة وخصوصيتها.

الشيخ عمر راجح، شيخ قبيلة أولاد موسى، أحد قبائل واحة سيوة، حاورناه للتعرف على طبيعة الواحة وخصوصيتها، والمخاطر والتحديات التي تواجهها. فقال راجح إن بُعد الواحة عن التمدن طوال سنوات مديدة ساهم في حفاظها على التراث البدوي، مطالبًا أن يكون الاستثمار سواء صناعي أو زراعي مسؤولًا وبعيدًا عن التلوث.

وأضاف أن الواحة تضم 10 قبائل، وأن بعض السياح بنوا بيوتا قبلية بيننا لراحتهم في التعامل معنا، وحبهم للطبيعة البدوية والتي هي مصدر دخل لنا وللدولة المصرية.

حدثنا عن مكونات المجتمع السيوي؟

المجتمع السيوي خليط من البدو والأمازيغ، امتزجوا في هذه البقعة الطيبة من أرض مصر واحة سيوة، وعاشوا في قلعة شالي، يعتمدون على الزراعة ولم يكن لديهم طريق يربطهم بأي من المدن الأخرى، وهو ما ساعدهم على الموروث الخاص بالواحة.

ما هي الحضارات المتعاقبة على الواحة وتأثيرها على السكان؟

من المعروف أن للواحة تاريخ طويل بداية من الفراعنة، وذلك يظهر في المعابد وقاعة تتويج الإسكندر الأكبر، وكان لهذه الحضارة زخم كبير في الواحة، ويذكر أنه حين جاء جيش قمبيز قاصدًا الاعتداء على كهنة آمون هلك في بحر الرمال الموجود في جنوب الواحة، كما زار الإسكندر الأكبر سيوة وقصد زيارة كهنة آمون، ليعرف أسرار حكمه من كبير الكهنة، كذلك الحضارة الرومانية خلفت لنا 240 بئرًا، كانت تستخدم في الزراعة، ومازال بعضها يستغل حتى اليوم في الزراعة، وبعضها تحول لمزارات سياحية.

ما هو أكثر ما يميز الواحة؟

تتميز الواحة بطبيعتها الخلابة فهي لوحة متناقضة من اللون الأخضر من الزراعات المختلفة والنخيل والزيتون المنتشر بكثيرة، والأصفر من صحراء وجبال وبحر الرمال.

واحة سيوة من الواحات الفريدة الموجودة في مصر، حيث تحافظ على تراثها وعاداتها وتقاليدها وكل موروثاتها الشعبية، ومن العادات والتقاليد التي تمتاز بها الواحة، اللغة السيوية والمعروفة عالميا بالأمازيغية، كذلك نحتفل سنويا بعيد السياحة حيث يجتمع أهل الواحة لمدة 3 أيام في جبل الدكرور، يأكل فيه أهل الواحة في مائدة واحدة وفي المساء تكون حلقات الذكر.

وكيف حافظتم على هذه العادات؟

الانعزال عن المدنية هي سبب الحفاظ على الموروثات الخاصة بالواحة، وعدم وجود طريق يربط بين الواحة والمحافظات المختلفة.

وخلال السنوات الماضية، ما الذي تغيّر في العادات والتقاليد؟

هناك احتفالات اختفت تماما، مثل عيد الحصاد، عقب حصاد القمح، الزيتون، غيرها من الثمار، كنا نقيم هذا العيد بهدف تبادل الثمار بين الجيران، حيث يصنع كل منا الوجبة المفضلة لديه ونجتمع في ميدان سيدي سليمان في وسط السوق، يضع كل منا طبق أمام جاره، وكل فرق الفنون الشعوية أو الدراويش، أو الطرق المختلفة يشاركون في الاحتفال في هذا المكان.

ما الذي يميز أفراحكم عن غيركم؟

تختلف الواحة عن غيرها في الأفراح والمآتم حيث يقام لمدة 3 أيام، كل يوم منهم يختلف عن الآخر، وهو ما يبرز جمال الواحة، وحتى في تعاملنا مع الكوارث متوحدين، ففي حالة وقوع حريق مثلا ينسى الجميع خلافهم ويكون الهدف هو إخماد الحريق.

أكثر ما يميز الواحة هي رحلات السفاري، حيث تمتد صحراء بحر الرمال الأعظم حتى دولة ليبيا، وتضمّ آبار كثيرة، منها الباردة والساخنة، وهذه الرحلات تكون بسيارات الدفع الرباعي أو الجمال.

كم عدد القبائل المتواجدة حاليا في الواحة؟

سيوة تضمّ 10 قبائل في مركز سيوة والقرى المجاورة لها، كل قبيلة لها شيخ ومجلس عقلاء لإدارة شئون القبيلة وحل الخلافات التي تحدث داخل القبيلة أو بين القبيلة وغيرها، والقبائل لها مجلس يجمع مشايخ الواحة ويدرس أمور الواحة والمتغيرات التي تحدث فيها.

هل تعاني الواحة من تعديات على الطبيعة؟

ما يجذب السائح للواحة الطبيعة البكر، لكن الطبيعة تأثرت بفعل الإنسان الذي دائما ما يميل للمدنية والتطوير، وهو ما يأتي أحيانا مناقض للطبيعة، فالأطلال القديمة من قلعة شالي والمنازل المتاخمة لها تمثل التراث السيوي الملائم لطبيعة الواحة، بين الحرارة الشديدة والبرد القارص، كذلك لها شكل جمالي حيث يتشابه لون مادة "الكرشيف" مع لون الصحراء، وحينما حدثت السيول في أول الثمانينيات لجأ البعض للمباني الخرسانية فجاء إلى الواحة أناس من مناطق مختلفة في مصر أدخلوا أشكال كثيرة تناقض طبيعة المكان.

وكذلك بعض المستثمرين يلجئون لعمل بعض المباني في وسط النخيل، أو إزالة النخيل وإقامة قرى سياحية، ما يمثّل إيذاء للطبيعة بشكل مباشر، والبناء داخل البحيرات، والارتفاعات التي تغير من طبيعة الواحة فلابد أن يكون التوسع بشكل أفقي وليس رأسي حتى لا نغير من طبيعة البيئة.

وما الإجراءات التي تتخذوها، إزاء ذلك؟

اعتقد أن محاولة تغيير الإنسان السيوي والطبيعة شيء لابد من محاربته، وهذا يلزمه بعض القوانين من الدولة فواحة سيوة تعتبر جوهرة فلابد أن يكون هناك قوانين خاصة بالواحة للحفاظ عليها وبقائها واستدامتها لجذب العملة الصعبة والسائح الذي يأتي لزيارة واحة فيها من التاريخ والطبيعة ما يجذب السائح المحلي والأجنبي.

حدثنا عن اختلاط الأجانب بأهل الواحة؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل