المحتوى الرئيسى

«الدينكا والنوير».. 60 عامًا من الصراع بين السلطة والقوة

05/10 14:14

60 عاما من الحروب العرقية في جنوب السودان هي أحد أشكال الصراعات في الوطن العربي، حيث خلفت أكثر من مليوني قتيل، وجاءت نتيجة تقسيم الحدود الإفريقية منذ الاستعمار، لتتسبب بعد ذلك في خلق مشاكل جمة بالتوزيع العرقي والتركيبة الاجتماعية والثقافية والدينية واللغوية.

ورغم ولادة دولة الجنوب منذ 5 سنوات، إلا أن الصراعات الداخلية خلقت فوضى عارمة، ودفعت بعض جنرالات الجيش لارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

لكن لم يدم الأمر طويلًا، ليخرج رئيس البلاد سلفاكير ويعلن إقالة قائد الجيش بول مالونق؛ لتورطه في جرائم حرب ضد قبائل النوير، التي تعتبر ثان أكبر القبائل عددًا في دولة الجنوب، وتخوض منذ عقود صراعًا ساخنًا مع قبيلة الدينكا ذات النفوذ الواسع والتي ينتمي لها سلفاكير رئيس البلاد نفسه.

وتسكن عشائر النوير في أماكن متفرقة من جنوب السودان على شكل تجمعات بشرية؛ إلا أنها تتجمع بالأساس في منطقتين؛ الأولى في الشرق حيث حوض "نهر سوباط" والثانية غربًا في منطقة "غرب النوير" التي تشكل كامل مساحة ولاية الوحدة الغنية النفطية وعاصمتها "بانتيو".

أما قبيلة الدينكا فهي مجموعة عرقية، ويتوزع موطنها الأصلي بين منطقة بحر الغزال وولاية جونقلي ومناطق من ولاية جنوب كردفان وولاية أعالي النيل، ويشتغل غالبية الدينكا بالرعي والزراعة؛ و يعتمدون على رعي قطعان الماشية في مراع قريبة من الأنهار خلال موسم الجفاف، وفي موسم الأمطار يقومون بزراعة الدخن وأنواع مختلفة من الحبوب، وهي أكبر مجموعة عرقية في جنوب السودان، تنحدر من فروع الشعوب النيلية وتتحدث باللغات النيلية وهم من أكثر الأفارقة سمرة وطولًا.

وبعد استقلال السودان في 1956 وقعت معارك وحروب طويلة في الجنوب كان أشرسها بين 1983و 2005 بين النوير وقبيلة الدينكا التي ينتمي إليها جون قرنق زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، وانخرطت فيها النوير بانضمام رياك مشار إلى هذه الحركة الانفصالية عام 1984، وبقيادته دخلت القبيلة طوال العقود الثلاثة التالية في مسيرة حافلة بعمليات التحالف والانشقاق وإعادة التحالف مع رفاقه وخصومه على حد سواء.

وفي 2005 أبرم اتفاق للسلام بين الشمال والجنوب أنهى واحدًا من أطول وأفظع الصراعات في أفريقيا والذي قتل فيها نحو  2 مليون شخص ونزح 4 ملايين آخرين، ولم تنته هذه الصراعات التي تتفاوت أسبابها بين النزاع على قطعان الماشية ومنافع السلطة بانفصال الجنوب عن الشمال عام 2011، في حين وقع صراع مسلح في ديسمبر2013 بين سلفاكير ونائبه رياك مشار؛ وصفه المراقبون لأسباب "عرقية"؛ وذلك لتذمر النوير من سيطرة الدينكا على جميع الأمور، رغم أن رئيسة بعثة الأمم المتحدة في البلاد هيلد جونسون أكدت آنذاك أن الأزمة "سياسية وليست عرقية".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل