«شطورة».. قرية العلم والعلماء: 500 عضو هيئة تدريس فى الجامعات و1500 حاصلون على الماجستير والدكتوراه و150 صحفياً و800 طبيب وصيدلى

قرية «شطورة»، التابعة لمدينة طهطا بسوهاج، من أكبر قرى المحافظة وأقدمها، يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة تقع إلى الشمال من مدينة طهطا، ويحدها من الشرق نهر النيل ومن الغرب قرى، المدمر وبنجا وقاو الغربية، ومن الشمال قرية مشطا ومن الجنوب قرية عرب بخواج وقرية الشيخ زين الدين، وتشتهر القرية بكثرة عدد المتعلمين، حيث يوجد بالقرية وحدها ما يقرب من 500 عضو هيئة تدريس بالجامعات المصرية والدول العربية، كما أن من حصلوا على رسائل الماجستير فى القرية بلغ عددهم نحو 1500 شخص، وبها نحو 150 صحفياً وعدد كبير من الأطباء الصيادلة تجاوز عددهم 800 طبيب وصيدلى، وبها عدد كبير من مشايخ وعلماء الأزهر، على رأسهم الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، وأصبحت «شطورة» القرية الوحيدة فى المحافظ بلا أمية فلا يوجد شخص من أبنائها لا يجيد القراءة والكتابة.

وتضم قرية شطورة قرى، عرب بخواج، والسوالم، والشيخ زين الدين، واهتم أبناء القرية بالتعليم منذ القرن الماضى، وحدث تنافس بين العائلات على حصد مراكز متميزة، والحصول على تعليم جيد، وهذا التنافس بين العائلات صب فى مصلحة الأهالى فخرج من قريتهم عدد كبير من المتعلمين فى شتى المجالات، وعلى الرغم من وجود عدد كبير من الصحفيين والمتعلمين القادرين على حل مشاكل قريتهم، إلا أن القرية تعانى من نقص الخدمات، حيث يوجد بها مستشفى تكاملى متوقف عن العمل منذ إنشائه وتكتفى القرية بوحدة صحية لقرى الغرب وأخرى لقرى الشرق، وتوجد بها محطة سكة حديد، التى ساهم فى إنشائها إسماعيل كوكب، سكرتير حزب الوفد أيام النحاس باشا، كما يوجد بها أكثر من 12 مدرسة ابتدائى و7 مدارس تعليم أساسى وإعدادى ومدرسة ثانوية وأخرى للتجارة 3 سنوات، ومدرسة للتربية الفكرية، للصم والبكم، ومدرسة لغات تجريبية، بالإضافة إلى 3 معاهد أزهرية.

وبرز اسم شطورة فى الحياة السياسية الإخوانية فى عام 2005 عندما صدرت القرية مرشحاً إخوانياً هو محمد يوسف ليفوز بعضوية مجلس الشعب عن جماعة الإخوان بعد أن وقف أغلب أهالى قريته خلفه، ليبدأ الشك من قبل الأجهزة الأمنية فى أهالى القرية وميولهم الإخوانية، كما وقفت شطورة خلف قائمة «الحرية والعدالة» ليحصل أعضاؤها على 75% من أصوات الأهالى، كما حصل حزب النور على 20% من أصوات الناخبين فى الوقت الذى حصل فيه محمد مرسى، على 13520 صوتاً من أهالى القرية، بنسبة 86% من إجمالى الناخبين، ليعود السؤال عن مدى تأثير العناصر الإخوانية على توجه الأجيال الجديدة بالقرية؟

ومن أعلام قرية شطورة الشيخ عمر عبدالراضى، ولد فى عام 1893 وحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة ثم التحق بالأزهر الشريف، حيث تعلم العلوم الشرعية والدينية بصحن الأزهر الشريف، فتعلم القرآن والفقه والسيرة ونبغ فى علم المواريث، ثم أصبح مرجعاً للفتوى بعد أن أتم دراسته الأزهرية وحصل على الشهادة العالمية، وكان بناية للعلم يقتدى ويهتدى برأيه، حصل على إجازة الفتوى من الأزهر، حيث رخص له الأزهر الشريف إجازة الفتوى على مستوى العالم الإسلامى، وتتلمذ على يديه الكثير فى شطورة، وتوفى فى موسم الحج عام 1961م، ليدفن فى «البقيع».