المحتوى الرئيسى

أمل دنقل.. أيقونة الرفض

05/10 10:13

«المجد للشيطان معبود الرياح.. من قال لا فى وجه من قالوا نعم».. يطل الشاب الجنوبى الأسمر، ذو الوجه الممصوص، على التجمعات الثقافية فى القاهرة مقبلاً من قرية القلعة بمحافظة قنا، يعرفونه باسم «أمل دنقل»، ويعرّف نفسه: «أعرف أن العالم فى قلبى مات»، يصفع «الجنوبى» المدينة الصاخبة بكل ما أوتى من تمرد لم تعرفه فى تاريخها: «خصومة قلبى مع الله.. ليس سواه»، تبدو النغمة غريبة على الآذان، لا يعرفون أنه تلقاها صغيراً من بلدته النائية، هناك حيث يتعلم المرء التمرد قبل أن يتعلم المشى، يتمسك بها هو فى مواجهة من يعتقد أنهم يهادنون ويخفضون رؤوسهم «أبانا الذى فى المباحث.. نحن رعاياك.. باقٍ لك الجبروت.. وباقٍ لنا السكوت.. وباق لمن تحرس الرهبوت»، تزيد النغمة ارتفاعاً ووضوحاً مع الأحداث التى تمر بها مصر.. فيكتب عن الهزيمة: «نامت نواطير مصر عن عساكرها.. وحاربت بدلاً منها الأناشيد»، وعن انتفاضة الطلبة فى عام 1972 اعتراضاً على التلكؤ فى الحرب: «دقت الساعة المتعبة.. صفعته يد.. أدخلته يد الله فى التجربة».. وعن «فك الاشتباك»: «لا تصالح ولو منحوك الذهب». لا يصمد الجسد النحيل طويلاً، سرعان ما يطوله المرض ليسكن غرفة صغيرة فى أحد المستشفيات يعالج من ورم خبيث، غير أن اللسان يواصل: «عم صباحاً أيها الصقر المجنح.. سنة تمضى وأخرى سوف تأتى.. فمتى يقبل موتى.. قبل أن أصبح مثل الصقر.. صقراً مستباحاً».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل