المحتوى الرئيسى

المستثمرون والاتحاد الأوروبي والمسلمون.. هؤلاء أبرز المستفيدين من فوز ماكرون - ساسة بوست

05/10 00:11

منذ 1 دقيقة، 10 مايو,2017

قرر شعب فرنسا أول أمس الأحد إقصاء مرشحة اليمين المتطرف «ماري لوبان» لصالح المرشح الليبرالي ووزير الاقتصاد السابق «إيمانويل ماكرون» بنسبةٍ تصويتيةٍ كبيرة تجاوزت 65% من مجمل الأصوات الانتخابية، وكانت هذه الانتخابات مليئة بالمفاجآت، إذ رفض الشعب الفرنسي أكبر حزبين في فرنسا، اللذين حكما فرنسا لعقود، وهما «الحزب الاشتراكي والحزب الجمهوري»، فالأول ينتمي له رئيس الجمهورية الحالي فرانسوا أولاند، والثاني يملك الأغلبية في البرلمان.

ودائمًا ما تعني أجندة المرشح الانتخابي الكثير للناخبين، من الاتحادات والأقليات والأحزاب السياسية والأسواق والاستثمار؛ فماذا يعني «الرئيس إيمانويل ماكرون»؟

ماذا يعني فوز ماكرون للاقتصاد؟

بعد ساعاتٍ قليلة فقط من فوز ماكرون بالرئاسة وصل سعر اليورو إلى 1.1023 دولار وهو أعلى سعر وصل إليه اليورو في آخر 6 أشهر، لا سيما وأن خسارة ماكرون كانت ستعني استغناء فرنسا عن استخدام اليورو، كما قالت منافسته ماري لوبان إنها سوف تتخلى عن اليورو وتعود إلى الفرنك – العملة الفرنسية القديمة-، وأيضًا فوز ماري لوبان كان ليصبح كابوسًا للمستثمرين الأوربيين الذين يمتلكون شركات واستثمارات في فرنسا، ويستفيدون من وجودها في الاتحاد الأوروبي من حيث نقل بضائعهم من وإلى فرنسا بدون ضرائب، وإمكانية توظيف عمالة أوروبية بحرية، بالإضافة إلى عدم وجود مشكلة في تغيير العملة لأن العملة واحدة هي اليورو، وفوز ماكرون يعني استمرار تمتع المستثمرين بهذه الامتيازات لأنه يؤمن بأهمية تواجد فرنسا داخل الاتحاد الأوروبي، ووجود الاتحاد الأوروبي لما يوفره من دعم اقتصادي قوي لدول أوروبا، على عكس لوبان التي كانت ستعمل على خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي؛ مما يطيح بآمال وأحلام المستثمرين، ويضرب بها عرض الحائط.

وبجانب أن ماكرون رجل اقتصادي بالأساس؛ فقد وعد أنه سيعمل على ثبات عمل الأسواق بشكلٍ حر دون سيطرة من الحكومة، وقد لعب ماكرون دورًا كبيرًا في الإصلاحات الاقتصادية التي حدثت عندما كان وزيرًا في عهد الرئيس الحالي فرانسوا هولاند، غير أنه في وقت سابق دعا لأهمية وجود ميزانية تشاركية بين فرنسا، ودول الاتحاد الأوروبي.

فوز إيمانويل ماكرون بالرئاسة يمنح الأمل للمسلمين في فرنسا. * إمام الجامع الكبير بباريس

فوز ماكرون قد لا يغير الكثير بالنسبة للمسلمين في فرنسا، ولكن خسارته كانت تعني الكثير لهم، حيث إنّ السيدة لوبان ترى أن من أجل المحافظة على «روح فرنسا» يجب منع الحجاب في المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى وضع قيود على المطاعم التي تقدم «الطعام الحلال»، وإجبار المتاجر التي تتبع القيم الإسلامية ببيع الخمور من أجل أن تخدم كافة القيم الموجودة في المجتمع الفرنسي.

ورسم ماكرون منذ البداية الخط السياسي الوسطي لكي يستهدف أصوات الجميع، وفي إحدى ندواته الشهيرة مع مؤيديه قال: «إنّ الدين ليس مشكلة في فرنسا الآن»، دون أن يعادي المسلمين لكي يستهدف أصوات الذين يخافون منهم، كما فعلت مارين لوبان، بل اتبع ماكرون الخطاب الذي يتحدث به الاتجاه الليبرالي في أمريكا وفي بريطانيا عندما يتحدثون عن الإسلام والمسلمين.

اقرأ أيضًا: «مسلمو فرنسا»: أحد أسباب هزيمة ساركوزي 2012.. فهل يتسببون في هزيمة لوبان؟

قبيل المرحلة النهائية من الانتخابات أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما تأييده للمرشح إيمانويل ماكرون، وبرر أوباما تصريحاته بأن انتصار فرنسا يعود بالفائدة على أوروبا وعلى العالم أجمع، وأن ماكرون يسعى لمصلحة اتحاد أوروبا، على عكس منافسته اليمينية المحافظة التي تسعى لتفريق العلاقات بين فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي، وكما هو المتوقع مدح الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب ماري لوبان ووصفها بأنها المرشح الأقوى في الانتخابات، والتي يمكن أن تقود فرنسا خلال الأزمات الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها في الوقت الحالي.

ومن المتوقع أن عدم توافق قد يحدث بين أمريكا وفرنسا عقب فوز ماكرون؛ لأنه يمثل الاتجاه المعاكس بشكل تام لقيم ترامب السياسية، فهو يتبنى مبدأ أن الأفكار والقرارات السياسية يجب أن تُبنى من خلال الإجماع بين القوى والتيارات السياسية المختلفة، وأن يكون نظام الحكم مبنيًا على التشاركية لا على قرار الفرد أو الاتجاه الواحد، فهو مؤيد وبشدة لمبادئ الاتحاد الأوروبي، ومن أنصار العولمة، على عكس دونالد ترامب الذي يرى بالأساس أن الاتحاد الأوروبي تم تأسيسه لكي ينافس الولايات المتحدة، ولا يفوت فرصة ليدعو فيها الدول للخروج منه؛ لأنه يخرب اقتصاداتها المحلية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل