المحتوى الرئيسى

محمد صبحى: وزارة الثقافة مش مجرد شوية حفلات ومؤتمرات

05/09 21:48

يعيش الفنان محمد صبحى حالة من النشاط الفنى مؤخرًا، خاصة مع تجهيزه عدة أعمال جديدة، تنضم لأرشيفه الفنى الكبير، فهو يجهز لمهرجان المسرح للجميع الثانى، على أن يقام فى سبتمبر المقبل، كما يجهز لمسرحية «خيبتنا لما تفرقنا» ومسرحية «غزل البنات» التى يقول إنها معالجة حديثة لرائعة الراحل نجيب الريحانى «لعبة الست».

الحوار مع محمد صبحى لابد أن يتطرق للكثير من الأمور المتعلقة بالفن بكل أشكاله، سواء السينما أو الدراما أو المسرح أيضًا، فهو شخصية مثقفة وذات اهتمام بالفن كقيمة، وفى حوارنا معه تحدث عن رأيه فى الإعلام والسياسة وبعض مؤسسات الدولة وغيرها من الموضوعات.. وإلى نص الحوار:

■ ما أسباب تأخر مشروعك «مهرجان المسرح للجميع» الثانى؟

- الأعمال المسرحية التى أقوم بتحضيرها للمهرجان كان من المفترض تقديمها فى مارس 2011، إلا أن قيام الثورة منعنى من تقديمها، فاتجهت للعمل المدنى والخدمى من خلال مؤسسة معًا لتطوير العشوائيات، ثم عدت واتخذت القرار مرة أخرى لتجهيز نفسى فى 2012، فبدأت بعمل دعاية وبروفات ولكن للأسف أصيبت زوجتى بمرض السرطان، فرافقتها إلى أمريكا ومكثت خمس سنين لا أفكر فى أى شيء سوى زوجتى، باستثناء برنامجى «مفيش مشكلة خالص»، فهو يعطينى الفرصة لتقديم شىء مفيد.

فى سبتمبر 2016 أعلنت عن مهرجان المسرح للجميع الثانى، بناء على رغبة زوجتى التى قالت لي: أتمنى أن أراك على المسرح مرة أخرى، لكن للأسف بعد أن بدأت تحضير البروفات دخلت المستشفى فى حالة متأخرة من المرض وتوفيت فى ديسمبر 2016.

والآن أحاول أن أخرج من هذه الحالة قدر المستطاع، والرجوع لعمل مهرجان المسرح للجميع، وأتمنى أن أنجح فى أن يكون فى سبتمبر المقبل.

■ هل هناك متغيرات حدثت فى تفاصيل المهرجان؟

- حدثت متغيرات كثيرة داخل الفرقة، من ضمنها وفاة فنانين مثل محمود أبوزيد، ونادية عزت، وشعبان حسين، مما أصاب الفرقة بحالة نفسية سيئة، غير أننا سنقدم مسرحية «غزل البنات» وهى معالجة حديثة لرائعة الفنان نجيب الريحانى «لعبة الست»، بالإضافة إلى مسرحية «خيبتنا لما تفرقنا»، بعد تغيير اسمها من «خيبتنا» إلى «خيبتنا لما تفرقنا».

■ ما المقصود من تغيير الاسم من خيبتنا إلى خيبتنا لما تفرقنا؟

- لا أستطيع الإفصاح عن تفاصيلها إلا أنك ستكتشفين ذلك حين تشاهدين المسرحية، وللعلم بعد الثورة كنت سأقدمها إلا أننى لو قمت بذلك سيعتقد المشاهد أننى أصف الثورة بالخيبة، فلم أرد أن يتم فهمها بالخطأ، حتى الآن لا أستطيع أن أقول إننا فى خيبة بل نحن فى أحسن حال، ولكن المسرحية كتبت عام 2004 وكنت أتمنى عرضها فى عصر حكم مبارك قبل الثورة، لأن قيمتها فى عرضها قبل الثورة، لأنها تنبأت بكل شىء حدث.

■ معنى ذلك أنك توقعت كل ما حدث فى مصر؟

- ليس موضوع توقع أو تنجيم، ولكن ما جرى فى المنطقة معروف منذ أول إعلان لمشروع برنارد لويس لتقسيم المنطقة، كل هذا مكتوب، ودائمًا ما كنت أقول إن نفس السيناريو يحدث لنا دائمًا وباستمرار وبغباء منا نساعد فى تنفيذه، والمؤامرات كانت فى التاريخ موجودة وعلى الوطن العربى منذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور.

■ من كاتب سيناريو هذه المسرحية؟

- أنا كتبتها بعد مسرحية ماما أمريكا، ففى عام 1992 كتبت أنا ومهدى يوسف «ماما أمريكا»، وكنت أرى وقتها أن التهمة القادمة للمسلمين وللعرب تهمه الإرهاب حتى يحتلونا ويقسمونا، وهذا ما حدث حين تم تفجير تمثال الحرية فى آخر مشهد بالمسرحية، واتهمت كمصرى عربى وأنا هناك أنى مفجر التمثال، وأؤكد أن هذا ليس تنجيمًا وإنما قراءة للتاريخ.

■ «هنوريكم نجوم الظهر».. ما مضمون هذه المسرحية؟

- المسرحية هذه لا تحكى تاريخا أو سياسة بقدر ما تتناول مسألة فكرية، فنحن دائمًا منقسمون بين أشخاص يعيشون بوعى وآخرين دون وعى، يعتقدون أن النجوم تظهر بالليل وتختفى فى النهار، ولا يعلمون أن النجوم موجودة خلال النهار فى مكانها لكن الذى يجعلنا لا نراها هو وجود شمس ساطعة، والمسرحية كتبت بين 2008 و2009.

■ هل هذا يعنى أن مسرحية هنوريكم نجوم الظهر فيها رموز سياسية؟

- ممكن يكون بها إيحاء أو يخرج المشاهد بمائة انطباع، كل شخص حر بانطباعه عن شكل العمل الفنى، فالعمل الفنى الجيد لابد أن يكون ثريًا، لا يجعلك تخرجين بفكرة واحدة فقط.

■ حدثنا عن فريق عمل المسرحية؟

- الفرقة بها هناء الشوربجى وعبدالله مشرف وسماح السعيد وعبد الرحيم حسن وشريف محسن وريم أحمد، ولم تكتمل إلى الآن باقى الأسماء، وأنا منتظر مجموعة الشباب المستجدين، متبقٍ لهم أسبوعان على التخرج فى الكورس الذى افتتحته هنا.

■ قلت قبل ذلك إن المسرح مات؟

- هناك فرق بين أن يحتضر أو فى وعكة وأنه مات، وأنا أتمنى أن يكون مات أفضل من ترقيعه وتصليحه، فالمسرح مات بمعنى أننا نحتاج للرجوع لنقطة الصفر، والعمل على مسرح يبنى الإنسان، فهناك فرق بين أن أحترم عقلك كمشاهد وبين أن أقوم بإضحاكك فقط.

■ وأين الدولة من هذه العملية؟

- لا تتحدثى عن دولة بها وزارة ثقافة عبارة عن صندوق يوزع أموالا فقط، الوزارة غير فاهمة أن الثقافة ليست مجرد حفلات ومؤتمرات، فليس لديهم اهتمام بالمسرح، كلامى ليس مطلقًا فطبعًا هناك استثناءات، فيحيى الفخرانى عمل عرضًا على المسرح القومى وشىء جميل ولكن له استثناءات قليلة جدا بالنسبة لحجم مصر من الريادة الثقافة.

فلابد لوزارة الثقافة أن تراعى أن هناك كثيرين تحت خط الفقر وتحت خط الجهل وعندى جهل وعندى متعلم جاهل وعندى متعلم بلا ثقافة، فمثلًا عبدالقادر حاتم حين جاء وزيرا فى بلد خارج للتو من احتلال بعد ثورة يوليو، وقال إنه يريد بناء الشخصية، فكان يعتمد على التليفزيون فى بث برنامج للباليه، تشاهده الست أم حسن وأم فاطمة وهى غير قادرة على فهمه ولكن كانوا يتابعونه كشكل من أشكال الفن، بالإضافة إلى برامج للأوبرا والموسيقى العربية وبرنامج للسلوكيات وبرنامج للأطفال، هذا ما كان يشاهده جيلنا.

أما الآن لا تجدين مسلسلًا واحدًا فى رمضان لا يحتوى على ألفاظ بذيئة، وأقول لهم لابد أن تفرقوا بين حرية الإبداع وحرية قلة الأدب.

■ كيف ترى التصنيف العمرى على المسلسلات؟

- حين نتحدث عن أى شيء نأخذ أمريكا كمثال، وأنا أقول إننا لسنا فى أمريكا، فالمرأة الآن فى السينما المصرية عاهرة، اذكرى مسلسلا واحدا يقدم نموذجا للمرأة المصرية بعيدا عن تجارة المخدرات والعهر وخلافه.

عندما سألت مواطنا عربيا: ليه بتشتم فى ناس مصر برغم من إنك غريب عن البلد.. ليه تتهم على فيس بوك نساء مصر بأنهن عاهرات؟، قال لي: يا أخى أنا ما جتش مصر علشان أشوف نساء أنا بشوف المرأة المصرية من خلال أعمالكم الفنية.

تكلمى الفنان يقول: هو أنا جبت ده منين مش من الواقع.. وهل يعقل أنه عندما تقع جريمة فى نطاق ضيق لا يراها أو يسمع بها إلا 10 أشخاص أن أتناولها كفنان وأضخمها فى عمل فنى يشاهده 300 مليون عربى؟

لو وافقت على فكرة التصنيف العمرى يكون على الدولة أن تسمح بترخيص بيوت الدعارة وأن تترك بيع المخدرات.. وعليك كمواطن ألا تذهب ناحيتهم لو كنت لا تريد مخدرات، هذا قول حق يراد به باطل.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل