المحتوى الرئيسى

إعدامات أبريل

05/09 20:50

السياسي الماهر هو مَن يحتفظ دائماً بأوراق ضغط لأعوانه قبل خصومه؛ ليجبرهم على الرضوخ والتراجع.

كنا نعتقد أن هناك عواطف داخل عالم السياسة، بل وتعاملنا على ذلك الأساس، ولكن يفتقر هذا العالم إلى المبادئ أو الشفقة فلا مجال للإنسانية حتى.

نجح الانقلاب العسكري في مصر بإشراك كل الجهات والهيئات ومؤسسات الدولة في حالة الاحتقان التي تعيشها الدولة المصرية، بل ووضع تلك المؤسسات في مواجهة الشعب المصري، وتظهر الأيام عمالة وخيانة المؤسسات للحفاظ على النظام رغماً عن الشعب ونكايةً فيه.

من النجاح الذي يذكر للانقلاب هو وضعه تلك المؤسسات في عزلة داخل أقفاص مناسبة، كلاً حسب حجمه، وترويضه كيفما شاء لتنفيذ أوامره وسمعه وطاعته، حتى لو كان المقابل دماء تراق في سبيل السيطرة واستمرار حالة الإرهاب التي تعيشها الدولة.

فنرى أن المؤسسة التي قد تفكر في الخروج عن السيناريو المراد لها تأديته، يتم توريطها والضغط عليها بكافة الأساليب القذرة من تسوية وتضليل وتنكيل وحل إدارات وعزل وسجن وقتل؛ لتعاود دربها من جديد.

فصراع الأزهر الشريف خير دليل بعد أن قرر ألا يرضخ لجنون قائد الانقلاب في مسألة الطلاق الشفوي، وإذ به يتحمل كافة الجرائم الإرهابية حتى أصبح الأزهر منارة العالم مصنعاً للإرهاب الفكري كما أطلق عليه كلاب السلطة (إعلاميو النظام)، فنرى تلك الأبواق التي تعيش على خدمة الاستبداد تطالب بحله ومحاسبته، واستقباله للطلبة المسيحيين والسماح بالاختلاط، بل وزاد الفجر بتبنّي حذف مادة التربية الإسلامية واستبدالها بمادة الأخلاق.

أي أخلاق بعد حذف قصص أبطال ورايات الإسلام كأمثال عقبة بن نافع وصلاح الدين الأيوبي بحجة تبنيهم للعنف والتطرف في محتوى سِيَرهم الذاتية؟!

الآن وقد حان دور ترويض المؤسسة القضائية بعد أن حسبناها حالة من حالات استيقاظ الضمير لأبناء تلك المؤسسة؛ لنرى حالات من التنحّي عن النظر في القضايا المسيّسة بل وكثيراً من الإخلاءات.

لنجد تصعيراً من برلمان الانقلاب على الهيئات القضائية والشروع في طرح قوانين لتقييدها وترويضها وجعل المناصب القضائية الهامة تحت أعين قائد الانقلاب العسكري؛ ليضع فيها مَن يراه مناسباً ليخدم قضاياه الدموية لمزيد من التكيف والقمع.

فبعد لفت النظر هذا نجد الْيَوْمَ حالات إعدام بالجملة.

لنستمتع بباقي فصل هذا المشهد بوقف المناقشات المطروحة والمتداولة داخل أروقة برلمان الانقلاب عن قوانين الهيئات القضائية.

في قانون الفيزياء تعلمنا أن "لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الاتجاه".

ما أصاب النظام في خلال الأيام الماضية جعله يفكر في ضربة استباقية للتغطية على الأحداث المتداولة خصوصاً على صفحات السوشيال ميديا.

أُسلوب من أساليب الأنظمة القمعية في تسييس الرأي العام، وشغله، خصوصاً عن تسريبات قناة مكملين التي ضربت الانقلابيين في صميم عقيدة المؤسسة العسكرية.

حالة من حالات الانتقام بعد الاستنفار الدولي ضد ما حدث في سيناء، مما يخالف كافة الأعراف الدولية والإنسانية، وما قد نتنبأه من موجة قوية داخل العائلات القبلية في سيناء بعد مشاهد الذل والعار التي نفذتها قوات الكتيبة رقم 301.

ولا يخفى علينا ما حدث في قضية مؤسسة بلادي، خصوصاً مع آية حجازي وبراءتها بعد عودة قائد الانقلاب من زيارة لواشنطن، والعرض الإعلامي الذي قام به ترامب في إخفاء فشله الداخلي والتصريحات من المخابرات الأميركية والبيت الأبيض التي مفادها تبعية الدولة المصرية للبيت الأبيض.

- إعدمات للتخويف والترويع والتشتيت والتضليل.

- فشل أمني واقتصادي وسياسي.

- زيادة توريط للمؤسسة القضائية.

- تمرير قضية تيران وصنافير.

- صفقة حلايب وشلاتين لتسليم المعارضين.

- خلق حالة من اليأس والخوف.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل