المحتوى الرئيسى

الفراغ والانتكاس

05/09 20:50

الفراغ هو إحدى أكبر الحالات المحفزة للانتكاس؛ لذا ينبغي على كل من يسلك طريق التعافي من الإباحيات أن يصنع بينه وبين الفراغ سياجاً من الانشغال.. من حشد اليوم منذ صباحه وحتى مسائه بأعمال ونشاطات محددة موقوتة بمواقيتها لئلا يترك لنفسه المجال لتشعر بالخواء.

فالفراغ الخارجي من الأعمال تربطه النفس بحالة الفراغ الداخلي، والتي هي السبب الرئيسي في إدمان الإباحيات، فأنت تهرع للمشاهدة فقط لتشعر ببعض الامتلاء عبر هذه الصور والأحداث والتخيلات والاندماج.

إنك ببساطة تهرب عن هذا الثقب الأسود الذي يملأك من الخواء عبر الإلهاء بالمشاهدات؛ لذا كان الحصول على معنى للحياة وقيمة للوقت ولعمرك ولأنفاسك هو إحدى الطرق العميقة للتعافي، فأنت تجد أهل الإدمان ما إن يحصلوا علي فرصة جيدة لصقل شغفهم أو لتفريغ طاقاتهم المعطلة حتى يسهل عليهم التعافي.

لذا فرغ طاقتك في شغف ما، واحصل على معنى ليومك.

١- استخدم طاقة البدايات في بدء مشروع تنفيذي يشغلك

حبذا لو كان متعلقاً بالتعافي، كالقراءة المتبحرة في الإدمان أو علم النفس أو الالتزام النفسي أو التنمية الذاتية ومساعدة الذات.

٢- ربما الرياضة بأن تبدأ في ممارسة الرياضة أو التعامل مع السمنة مثلاً، ربما الجري أو ركوب العجل.

اصنع لنفسك هواية رياضية جديدة.

فإن تأمل الشاب لجسمه وبهجته بتناسقه يفوق كل أجساد الإناث في عينه كما يقول الشيخ علي الطنطاوي، وربما مثلاً تعلم لغة ما جديدة.. فإن لتعلم اللغات بهجة كبرى،وربما ممارسة اليوغا أو التأمل أو غيرها من الممارسات التي بلا شك تؤثر في ثبات الحالة الانفعالية والسلام النفسي.

ربما تحديد قائمة محددة بالقراءة أو البحث في موضوع معين، واكرر.. يفضل أن تكون تلك التجربة والمشروع متعلقة بالتعافي ويستوجب بذل الطاقة.

ويجب أن تعلم أن مشاركة صديق أو حبيب في هذا المشروع أفضل من خوضه فردياً.. فهو أبعث على التحفيز والثبات.

وأخيراً.. استخدم أحد برامج تنظيم الوقت أو كتابة أهداف اليوم المنتشرة علي مواقع تحميل الابليكشنز فهي تساعدك على الانخراط في مشاريع اليوم وواجباته، وتجعل تأهبك ومتابعتك الذاتية أكثر التزاماً واستمرارية.

يكفيك برنامج واحد أو اثنان لئلا تتكاسل، واعلم أن بناء العادات يستغرق وقتاً وتفانياً وتكراراً ومداومة.. وهكذا كسر العادات الثابتة لدينا.. فلا تغتر ببضعة أيام من الالتزام.. وتصالح مع الفتور النابت بعد فترة تجاه مشروعك.. ودواعي نفسك المتعقلنة بعدم جدواه والانسحاب منه، واجعل ممارسة شيء متعلق بهذا المشروع واجباً يومياً وطقسا وشعيرة مقدسة لا سبيل لتركها أو التغافل عنها.

وأنا عن نفسي أنصح عملائي دوما بشيء له علاقة بالتعافي كقراءات أو مشاهدات بعينها أو كتابة تأملات عمومية يومية حول التعافي... وكأني أسعى لجعل المتعافي لا مجرد خائض في المسلك إنما يكون متخصصاً فيه عالماً بزواياه خبيراً بأموره.. فهذا يمنحه مناعة أعظم.. ومانعاً أقوى من الانتكاس.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل