كيف أصبح أتالانتا الحصان الأسود في إيطاليا؟ - Goal.com

رؤية | حسين ممدوح | فيس بوك | تويتر التفاهم القوي ما بين ثلاثي الدفاع وابتكار مركز جديدابتكر جيان بييرو جاسبيريني بعض الأساليب الجديدة والتوظيفات المختلفة للاعبيه، ففي حالة الدفاع نرى أنه اعتمد على 3 لاعبين، ووضع أندريا مازيلو وهو أكثر لاعبي الخط الدفاعي خبرة وخفة في التحرك كلاعب صائد للكرات يُشبه في توظيفه مثلًا لاعب تشيلسي كانتي ولكن في موقع أكثر عُمقًا، وأحيانًا كان يتبادل هو وكالدارا هذا الدور، هذه مخاطرة نوعًا ما ولكن عندما تمتلك مواهب كبيرة في الهجوم فيُمكن تقبلها.في أسلوب الـ3-4-2-1 نجح أتالانتا خاصة بسبب الاصطفاف الجيد في خط الوسط في إبقاء الكرة بحوذتهم وتدويرها بشكل إيجابي، ساعد على ذلك تميز لاعب الوسط ريمو فريولر القادم من لوزرين السويسري والذي كان التعويض لخروج دي رون للدوري الإنجليزي، لكنه لاعب بخصال مختلفة حيث يملك جهد بدني أعلى وإن كانت تمريراته أقل جودة، بجانبه يأتي الاكتشاف الأهم وهو فرانك كيسي - 20 عامًا- وهو أعلى اللاعبين بدنيًا وأكثر قدرة على التحرك في عمق دفاعات المنافس لأنه غالبًا لا يكون محاطًا بالرقابة.العمل البدني هام للغاية في إيطاليا كذلك بجانب المهارات، وهى متوفرة في الأرجنتيني أليخاندرو جوميز والذي قد يعاني أتالانتا كثيرًا الموسم القادم إن لم يأتي بلاعب في نفس مستواه وسرعته وسماته الفنية، لكن في خط الوسط لا قلق على الفريق البيرجاميسكي (حتى في حالة بيع كيسي) لأن لديه مجموعة جيدة من المواهب وهم جراتسي، كريستانتي وميليجوني وكورتيتش كلاعب وسط هجومي مُلتزم، المشكلة الحقيقة ربما تكمن في حالة رحيل ماتيا كالدارا.سياسة الأكاديمية والابتعاد عن الخبراءكانت هناك سمة في بعض فرق وسط الترتيب بالدوري الإيطالي في سنوات طويلة وهى الاعتماد على اللاعبين الخبراء واللذين لديهم تجربة طويلة في الدرجة الأولى الإيطالية، لكن هذا ما لم ينتهجه أتالانتا حيث قرر جاسبيريني استثمار الأكاديمية المهمة في الكرة الإيطالية وتصعيد عديد من اللاعبين ليكونوا بمراكز أساسية، ودائمًا ما أثبتت أكاديمية أتالانتا جودتها، وأخيرًا تم الاعتماد عليها بصورة أصيلة.أمام الفرق الكبيرة والأعلى فنيًا والتي تملك لاعبين أكثر تجربة بالمقام الأول، لم نرى أتالانتا يُعاني كثيرًا ففي حالة فقدان الكرة والضغط عليهم في وسط الميدان يعتمد الفريق على نقل نفسه من حالة الثبات في التمركز والتغطية على الظهيرين كونتي وسبينازولا ليتم تطبيق مرتدات في غاية الإتقان، الإعداد البدني الجيد والسرعات المتواجدة أعطت الفريق فرصة لرفع الرتم في الأوقات التي يرى جاسبيريني أنها مناسبة، صحيح وقع في بعض القرارات الخاطئة أحيانًا ورفع الرتم في مباريات كانت تحتاج لبعض الهدوء لكنه انتصر بفكرته في النهاية.جاسبيريني حاول خلق نموذج أتالانتا في جنوى ولكنه لم ينجح لتكرار عمليات البيع والشراء التي يقوم بها الرئيس المُدمن للتسوق والمكاسب "إنريكو بريتسيوزي"، فقد حاول اللعب على القوة البدنية، السرعة والتعويل على تكوين دفاع صلب وهذا ما توفر له في بيرجامو فرأينا ظهيرًا كأندريا كونتي يحرز 8 أهداف ورأينا الخوانيتو جوميز يقدم أفضل مواسمه إضافة لاكتشاف مواهب الأكاديمية.أكاديمية أتالانتا لا تنضب ولا تتوقف عن إنتاج خط جديد من المواهب كل ثلاثة أو أربعة سنوات، وففي فريق الشباب حاليًا هناك بعض العناصر التي ستنخرط في الفريق الأول برأيي في السنة أو السنتين القادمتين، بدأت الاستراتيجية تُنفذ في منتصف الموسم بالفعل بتصعيد المدافع باستوني.أبرز تلك المواهب هو المهاجم وصانع الألعاب كريستيان كابوني، لاعب يجيد اللعب بشكل رائع بالقدمين وقام بتمثيل كافة الفئات السنية الوطنية حتى الآن، إضافة لذلك هناك ميليجوني الذي لعب بعض المباريات مع الفريق الأول بالفعل وكذلك الإيفواري لاتي لات الذي سجل هدفًا في مرمى يوفنتوس بملعب يوفي ستاديوم قبل عدة شهور، يجيد اللعب كجناح أيمن وكمهاجم مُساعد.وأهم موهبة تمت إعارتها في الصيف الماضي هو تيزيانو توليسي وهو جناح ممتاز يبلغ من العمر 19 عامًا وقد تمت إعارته لبياتشنزا وشارك في 27 مباراة مسجلًا هدفين وصنع 3 أهداف، ربما يحتاج لبعض الوقت أو إعارة أخرى.كذلك ظهر في الآونة الأخيرة المهاجم الزامبي موسى بارو الذي سجل ثلاثية "هاتريك" في مرمى فريق شباب روما، وقد شارك في 10 مباريات مع فريق الشباب حتى الآن وسجل 7 أهداف وهى نسبة ممتازة، فريق الشباب يعتمد على أسلوب هجومي وعلى اللعب بجناحين أكثر قربًا لمنطقة الجزاء بطريقة الـ4-3-3 لذا فإنه لا يوجد أي تناقض تكتيكي ما بين الفريق الأول وفريق الشباب البيرجاميسكي الذي يقوده المدرب فالتر بوناكينا والذي يتنافس على صدارة البطولة بجانب الإنتر.