المحتوى الرئيسى

أحمد صبرى عفيفي يكتب: عدِّل من شخصية طفلك وليس من سلوكه | ساسة بوست

05/09 13:36

منذ 27 دقيقة، 9 مايو,2017

تعتبر قضية التربية من أعظم الأمور في الحياة الأسرية ولكن هل مجرد وضع الموانع والمحظورات كاف لتستقيم حياة أطفالنا؟ في السطور التالية سنحاول توضيح بعض المفاهيم التي نغفل عنها جميعًا ولها بالغ الأثر على مستقبل فلذات أكبادنا.

مثلما قسم العالم ماسلو هرم الاحتياجات لخمسة أقسام متضمنة الاحتياجات الأساسية وصولًا لتحقيق الذات والتقدير الاجتماعي، لذلك فعدم إشباع هذه الاحتياجات يتسبب في حدوث المشكلات السلوكية داخل المجتمعات.

تبدأ من الطمأنينة (والحد الأدنى منها هو الشعور بالأمان) وتتحقق بالعديد من الأفعال والمواقف التي تُبرز أهمية الطفل في حياتنا وألا يكون مجرد رقم كما أنه يجب علينا تقبُّل أولادنا بدون أية شروط لنزع التوتر من نفسيتهم، وأخيرًا مشاركة أطفالنا هواياتهم واهتماماتهم مما يساعد على التقارب فيما بيننا وبينهم.

الحاجة هي المحرك والمولد للسلوك الإنساني بينما المبادئ هي التي تعطي قيمة ومعنى للقيم في حياتنا مثل (الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وأبيات الشعر وغيرها).

تساهم تربية الوالدين (كرسائل أنت المباشرة للطفل ووصف ذاته والحديث عنه أمام الآخرين) مع نمطية المجتمع (العادات والتقاليد) إلى جانب الجينات الواراثية في تشكيل معتقدات الطفل.

يُمكن القول إن حوالي 90% من القيم تتشكل قبل نهاية السنوات السبع الأولى من حياة الطفل كالمبادرة والمسئولية وزرع الثقة وغيرها.

يتم ذلك ببساطة عن طريق ثلاثة أشياء:

· تعريف الطفل بالقيمة واستثارته وحثه على الإقدام عليها.

· التدريب العملي على القيمة في مواقف معينة.

· مدح سلوك الطفل عند إقدامه على فعل القيمة.

يختلف باختلاف طريقة معالجته للأمور؛ فالنوع الإطفائي وهو الذي يقتصر دوره على الحالات الطارئة فقط، أما النوع المروض وهو الذي يتعامل بالمعاقبة والضرب، وأفضلهم هو النوع الإيحائي الذي يتفاعل مع المشكلات كعرض وعلاقته جيدة بطفله وجل حرصه على أن يُنمي شخصية قوية لطفله أما تهذيب السلوك فسوف يأتي تباعًا.

يُعد المربي مصدر المشكلة إذا كان يعاني من حساسية تجاه تصرفات الطفل التي تكون مزعجة في بعض الأحيان ولكنها تصرفات عادية كما أن عدم معرفة المُربي بطبيعة النمو يجعله سيئ الظن بخصوص تصرفات الطفل، أضف لذلك حاجات الطفل النفسية التي لها دور كبير على المشكلات السلوكية لدى الأطفال واستجابته لرد الفعل القاسي من قبل الأهل مما قد يُبرز أسلوب الانتقام على نفسه أو على من حوله تعويضًا لما يُجابه من أسلوب سيئ في التربية.

بعكس ما سبق فلو صدر من الطفل الأشياء التالية يقع اللوم عليه كأن يتسبب فعله في إحداث خطورة لنفسه أو للآخرين، أو أن يقوم الطفل بتدمير الممتلكات أو يخرق النظام والذوق العام، أو يتصرف بصورة مقززة أو يقوم بتصرفات غير ملائمة لمرحلة نموه.

يجب على المربي أن يبدأ بنفسه أولًا قبل الشروع في تعديل شخصية ابنه عن طريق التخلص من الصفات الآتية: القمع، الصراخ، التأنيب، اللوم، التهديد، السخرية، الشتم، المقارنة، المبالغة في الوعظ، الاتهام، سوء الظن، العقاب، الانتقاد المستمر، والتحذير.

بعد ذلك يقوم بتحديد نوع السلوك ويتبين مصدر السلوك هل هو من المربي أو من الطفل ويُعين حدته وينظُر إليه بموضوعية، فأنت تحب طفلك ولكن تُنكر السلوك فقط ولا تنجرف لصراع مع الطفل، ثم أخيرًا فتش عن أسلوب هادئ للتعامل مع السلوك.

استراتيجيات التدخل مع مشكلات السلوك

لتتغلب على المشكلات السلوكية فإن توطيد علاقتك بطفلك سيُسهل لك الكثير من الأمور فيجب عليك أن تتواصل معهم وتشاركهم اهتماماتهم واللعب وغيرها من الأمور، واطلب منهم أن يدنوا منك عند الحديث إليهم وقم بسؤالهم برفق عن سبب السلوك المرفوض أو غيرها من الأمور، مما يحفز من الفكر ويُثير فضولهم وقم بالإنصات إليهم جيدًا ووضح لهم أن عواقب السلوك غير المرغوب فيه وخيمة.

ومن أمثلة تقنيات حل المشكلات ما يلي:

ابتسم، اقترب من طفلك، قم بمناداته باسمه المفضل لديه، قم بمدحه لذاته وافتخر بسلوك إيجابي لديه ثم اطلب منه ما تريد، وأخيرًا توقع منه أن يقوم بفعل ما تريد خلال 20 دقيقة.

وتقوم بدفع الطفل لفعل ما لا يرغب مع عدم استخدام أي أسلوب عقابي بل هو من يحدد شكل التعامل مثل (لو لم تُفرش أسنانك فلن تلعب) ويكون في الأمور المتكررة يوميًا.

تتم عن طريق أنك مُتفهم لمشاعر طفلك ثم تقوم بإبلاغه بأن السلوك مرفوض وفي النهاية تختار معه بديلًا آخر مثل الكتابة على الجدران فتقوم بتوفير ورقة للرسم عليها من قبل الطفل.

يظن الجميع أنهم يحبون أطفالهم ولكن في حال قيامك بواحد من هذه الأشياء فأنت تحتاج لإعادة النظر في علاقتك بطفلك:

· الإرغام والإجبار (تُخبر طفلك بأن كل ما تقوله صحيح).

· المحاباة (توفير كل ما يشتهيه الطفل والأولى هو توفير ما يحتاجه).

· المبالغة في النُصح (تحدث مع طفلك كصديق).

· الانتقاد الزائد (رصد المخالفات فقط).

فى حال وجود مشكلات مضاعفة يكون اللجوء للمعالج النفسي الذي قد يوصي بما يلي:

1- التخلص من الصفات التي تدمر علاقة الآباء بالأبناء كالصراخ وغيره.

2- القيام بعمل حوار إيجابي مع الطفل لمدة 20 دقيقة يوميًا.

3- القيام بمدح السلوكيات المرغوبة للطفل خمس مرات يوميًا بالمنزل ومرة واحدة أسبوعيًا أمام الآخرين لتعزيز ثقته بنفسه.

4- القيام بالتعليق بشكل إيجابي على مظهر الطفل الخارجي خمس مرات يوميًا.

5- القيام بالخروج في رحلة خلوية مع الطفل وتنصيبه قائدًا ليتحمل المسئولية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل