المحتوى الرئيسى

رزان السعافين تكتب: سيناريو: مشهد من مطبخ السياسة   | ساسة بوست

04/30 18:33

منذ 5 دقائق، 30 أبريل,2017

وضعنا الحالي في قطاع غزة .. مشهد بندورة تحتل شخصية إيجاد حلول بنتائج ربما ترضي أو تقهر الممثلين .. البندورة هي الحلول الممكنة. السوق السياسي خال من البندورة .. هل هناك بديل؟

إن احتار أو اختلف النباتيون خاصة، أو الناس بشكل عام، عن كون البندورة فاكهة أم خضار .. فبكل الأحوال لا غنى عنها ولا بديل في السلطات أو بمفردها أو استخدامها كصوص أو عصير للطبخات.

لكن حين يخلو مطبخنا السياسي الفلسطيني من البندورة .. فهل ستتعرقل وصفات الطعام وتذهب لذتها أو فائدتها؟!

إن البحث عن حلول للأزمة التي يمر بها قطاع غزة تمامًا مثل مشهد البندورة الذي يبدو طريفًا في ظاهره!

لكن من المؤسف، بالرغم من صعوبة المنال لوجود الحلول الممكنة إلى جانب الخيارات المتعددة المستهلكة وغير المستهلكة منها، ستظهر فئة كبيرة تقول: نريد حلًا حتى وإن كان رماديًا .. المهم اسمه حل.

وهذا مثل تمني طماطم فاسدة، وبلهجتنا الفلسطينية بندورة مخمجة، من أجل استخدامها كبديل يقنعون به أنفسهم، بالرغم من المعرفة المسبقة بضرره ومصائبه على أجهزة جسم الإنسان، مع العلم بالنتيجة القاتلة المخيبة للآمال، دون تفاصيل!

وبعدها تصل بهم المرحلة لتمني استخدام هذه البندورة الفاسدة في شيء ربما أكثر فائدة وهو رجم النفس، أو رجم بعضهم بعضًا به .. عبرة للمواقف .. للحقبة التاريخية .. بل للزمن!

وإن سألتهم عن ماهية العبرة، فلن ولم يستعدوا لمعرفتها وتعلمها كمصطلح قبل أن تكون تطبيقًا. ألم نقل أنهم يريدون حلًا أيا كان؟!

كمثل البندورة الفاسدة التي حتمًا ستصيب بضررها أجهزة جسم المجتمع الواحد، حيث سيسهر جميع أفراده بالسهر والحمى، بل طاعون ليس له دواء، إلا بموت النفوس بعد كلل وتعب لا يُحمد عقباه.

حينما قال الله تعالى وصدق جل جلاله في كتابه العزيز: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون.

لم يترك وحده المدبر لأمورنا كلها الأمور هكذا عبثًا .. يذكر عباده بأنه سينبئونهم بما كانوا يعملون .. وأن العمل له رؤية واستراتيجية ونتيجة مدروسة دون الغرق في شبر مياه في كل خطوة، واتخاذ العشوائية أسلوبًا، والصبر على النتائج القاسية منهجًا بحجة أن ذلك ابتلاء واختبارًا ومؤامرة أعداء من كل حدب وصوب.

يعني مفاد ذلك أن ميزان العمل بالتخطيط له ودراسة نتائجه بحكمة ودراية دون تهميش ذوي الألباب، من المستشارين وغيرهم الذين هم أصلح وأقدر وأكثر أمانة على تقديم أجود أنواع الطعام وأصلحه بعد فحص دقيق في مطبخكم السياسي العابر!

إذن وضع الحلول لمشاكل القطاع، تحتاج إلى عمل وليس لأمل!

تحتاج لرؤية واضحة ذات أرضية صلبة وقاعدة متينة للانطلاق .. وليس كما يدعون عبر أبواق الإعلام برؤية مشتركة، لا أرضية لها سوى الهواء .. وإن كان لها بناء له قواعد وأعمدة، فخيوط بيت العنكبوت أمتن من قاعدتها، وأعمدتها بلا عماد فكرٍ قبل أي شيء!

يضيع الوقت من عمر الجيل الناشئ، ويقتلون الحماسة في قلوب الشباب نحو مستقبلهم الواعد، ولا خطة مرسومة لهم سوى الموت أو بلا هالعيشة، أو الهجرة بلا عودة.

في زمن أجدادنا كان يهاجر الشباب حتى يعود يومًا إلى موطنه، ويبني من جديد ما ضاع من يد آبائه الذين عاشوا النكبة، حيث التمكين وحس الوطنية. أما اليوم، حينما أصبحوا آباء، صار الخوف على مستقبل أبنائهم المجهول في هذه البقعة الضيقة من الكرة الأرضية يتزايد بشكل غير طبيعي، فالنتيجة هجرة وبدء حياة خارج هذه البلاد، أو الإقامة وانتظار المجهول داخلها من باب: لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا. هذا بالفعل هو ما نتعايش معه ونعيشه اليوم.

أيها الساسة، ارحمونا وأريحوا أنفسكم من عناء شعبكم لأنكم سبب هذا العناء، فما عاد بنا أمل بكم، لأن أملنا بالله وحده، ومن ثم بأنفسنا نحو الخلاص الفردي بالإخلاص الذاتي، باكتساب ذاتي الصنع!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل