المحتوى الرئيسى

لهذه الأسباب تراجع دور أحزاب اليسار تجاه «أصحاب الياقات الزرقاء»

04/30 10:00

لن يُنشد العمال هذا العام مقطوعة اللبناني خالد البهي،" جموع تسير فى شوارع المدينة، عماها جحيم المعامل، عيون تضىء مستقبل المدينة، عيون العمال فى المعامل" التى اعتادوا عليها في كل عيد بسبب تراجع الحاضنة السياسية لهم المتمثلة في أحزاب اليسار إلا من بعض الفعاليات الرمزية، التي ستقام في الذكرى التي تحل غدا الإثنين.

لكن قيادات حزبية يسارية ينفون غيابهم عن الاوساط العمالية إلا أنهم يقرون بتراجع الدور الذي كانت تلعبه أحزابهمم في دعم الحركة العمالية قديما.

يقول مصطفي نابض أمين أمانة العمال بحزب التجمع، أعرق الأحزاب اليسارية، الموجودة بمصر، إن السبب في التراجع هو ضعف الإمكانيات، وانصراف بعض التبرعات عن الأحزاب، والتي كان يخصص جزء كبير منها لقضايا العمال.

ويضيف أن ذلك  عاد بالسلب على قضايا العمال، إضافة للتحول الكامل بعد عام 1977 من الاشتراكية الداعمة للعمال إلى الرأسمالية.

لكن نابض يستدرك قائلا"هناك دعم كبير يقدم للعمال من حزبه سواء على المستوى القانوني أو النضالي، وإن كان لا يقارن بالسابق إلا أنهم مازالوا موجودين بين العمال".

ويشير إلى أن أمانة العمال في حزب التجمع كانت الأمانة الحزبية الوحيدة التي رفضت إلغاء نسبة الخمسين في المئة من الدستور وطالبت لجنة الخمسين بعمل كوتة للعمال والفلاحين وبالفعل تم ذلك في نظام القوائم لمدة دورة برلمانية واحدة.

ولفت إلى أنهم متواجدون في كل الفعاليات العمالية ويناقشون كل القوانين واللوائح المتعلقة بهم ويحاولون إعلان موقفهم منها، كان آخرها رفض قانون العمل المقترح من قبل الحكومة.

وأوضح أن التجمع كان دائما مناصر لقضايا العمال، وداعما لها، بداية من اعتصام المحلة، وحتى الإضرابات العمالية القائمة حاليا.

آخر هذه المساهمات التضامنية بحسب قيادي التجمع هو تقديمهم الدعم القانوني لعمال هيئة النقل العام الذين تم القبض عليهم بسبب نشاطهم، إضافة إلى أنهم بعد تعرض كثير من العمال للتنكيل شكلوا تنسيقية العمال بين عدد من الأحزاب اليسارية وهي " التجمع والاشتراكي المصري، والشيوعي المصري وبعض النقابات المستقلة".

وبخصوص شعور بعض العمال بتخلى الأحزاب عنهم قال نابض إن ذلك بسبب تشويه الأحزاب دائما والترويج إلى أنها تسعى لتخريب البلاد، كما أن بعض المنظمات المدنية التي تتلقى تمويلات أجنبية تعمل على تقزيم الدور الذي تقوم به الأحزاب الوطنية.

وفي السياق ذاته قال طلعت فهمي أمين عام حزب التحالف الشعبي إن السبب في تراجع قضية العمال في الأحزاب عموما هو الازدحام الموجود على أجندة الأحزاب بسبب كثرة الأزمات التى يمر بها المجتمع المصري على رأسها الأزمة الاقتصادية.

وأضاف لـ”مصر العربية” أن قضايا العمال والفلاحين والطبقة المتوسطة باتت على رأس أولويات الأحزاب خصوصا بعد إقرار الحكومة لعملية تحرير سعر الصرف، إضافة لمواجهة الإرهاب.

وأكد أن اليسار لم يتخلى طوال تاريخه عن قضايا الشعب وفي القلب منها قضية العمال، لكن الفترة الحالية تحتم على الجميع البحث عن مخرج من الأزمة الاقتصادية التي ستطول الجميع بحسب قوله.

ولفت إلى أن الوضع الحالي يحتاج لمزيد من النقاشات التي يشارك فيها الجميع حكومة ومعارضة وأحزاب ومجتمع مدني لوضع تصورات وحلول للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تتفاقم يوم عن يوم.

وتابع أن الحديث عن تحمل الشعب المصري للأزمة في غير محله، ﻷن المصريين باتوا على حافة الانفجار، بسبب الأوضاع الاقتصادية، وعجزهم عن الوفاء بمتطلبات الطعام والشراب والدواء، والتعليم وغيرها.

وفي الاتجاه نفسه يرجع الباحث السياسي محمد أبو حامد تراجع دور الأحزاب اليسارية عن دعم العمال وقضاياهم بسبب عدم لجوء العمال أنفسهم إلى الأحزاب إلا في أضيق الحدود.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل