المحتوى الرئيسى

"ستانديكس" كان قادرا منع العمليات الإرهابية في سان بطرسبورغ وأوروبا

04/30 06:39

نشرت صحيفة "إيزفيستيا" مقالا عن المشروع المشترك بين روسيا والناتو الخاص باكتشاف المواد المتفجرة عن بعد، الذي جمد الغرب العمل به لأسباب سياسية.

صمم الخبراء في روسيا مع زملائهم في دول الناتو أول تكنولوجيا في العالم تسمح بكشف المواد المتفجرة عن بعد " STANDEKS"، لكن الناتو جمد التعاون مع روسيا في جميع المجالات بعد بدء الأزمة الأوكرانية.

يقول مندوب روسيا الدائم لدى الحلف ألكسندر غروشكو في تصريح لـ "إيزفيستيا": "حاليا لا يرغب الحلف باستئناف العمل بهذا المشروع لأسباب سياسية". وبحسب قوله: "كان قرار الحلف تجميد التعاون في مجال مكافحة الإرهاب خاطئا. لأن منظومة "ستانديكس" كانت قادرة على إنقاذ حياة الكثيرين والحؤول دون جميع العمليات الإرهابية، التي وقعت في المدن الأوروبية مؤخرا، بما فيها العملية الارهابية في سان بطرسبورغ. ويعتقد الخبراء والسياسيون أن مكافحة "الخطر الروسي" بالنسبة إلى الناتو أهم من حماية أمن مواطنيه ومكافحة التحديات الواقعية.

ويعد مجلس روسيا–الناتو، الساحة الرئيسة للتعاون بين روسيا والحلف. فحتى عام 2014، كان التعاون مع الحلف يتطور في مختلف الاتجاهات، حتى أن روسيا شاركت في تدريبات مشتركة، وسمحت بعبور قوات الحلف والمعدات العسكرية إلى أفغانستان عبر أراضيها، وطورت مشروعات أمنية مشتركة".

و "كان من بين هذه المشروعات برنامج " STANDEKS"، الذي يعدُّ أول تكنولوجيا في العالم تسمح بكشف المواد المتفجرة عن بعد. وقد اختُبرت هذه التكنولوجيا بنجاح عام 2013، حيث تبين أنها قادرة على اكتشاف ومتابعة المواقع المحتوية على مواد متفجرة. بيد أن الناتو جمد في أبريل/نيسان 2014 من جانب واحد التعاون مع موسكو في جميع الاتجاهات، ولكن بعد حين فتحت قنوات الاتصالات فقط".

ويضيف غروشكو في حديثه للصحيفة أن "الاختبارات أظهرت فعالية عالية لهذه التكنولوجيا، ولكن قرار الناتو بتجميد التعاون لم يسمح بالوصول بها إلى الشكل النهائي المطلوب. ولقد صممت هذه المنظومة لحماية الناس ووسائط النقل والبنى التحتية المهمة وأماكن التجمعات البشرية. وعندما نفكر بالمآسي، التي وقعت في سان بطرسبورغ وبروكسل والمدن الأخرى، نحس بحجم وبال قرار الناتو. صحيح أنه ليس بمقدورنا اليوم الحديث عما إذا كنا سنوصل هذه المنظومة إلى شكلها النموذجي المطلوب وننشرها في بلدان مجلس روسيا–الناتو أم لا. ومع ذلك، فإن تعليق التعاون في مجال المصالح المشتركة ذو نتائج عكسية كما تبين. والناتو بهذا لا يكتفي بتقويض الأمن الأوروبي ويضعف الأمن الإقليمي، بل وأيضا يضعف أمن مواطنيه.

وبالطبع، يتهم الناتو روسيا بما وصلت إليه الأوضاع. ففي المكتب الإعلامي للحلف قالوا للصحيفة إن "التعاون مع روسيا عمليا تم تعليقه في جميع المجالات والاتجاهات"، وإن "مستقبل علاقاتنا مع روسيا مرهون بإصلاحات واضحة وبناءة في سلوك روسيا وفقا للقانون الدولي والالتزامات الدولية".

من هنا، يظهر أن المواجهة مع روسيا بالنسبة للناتو أهم من مكافحة الإرهاب الدولي، وأن تصريحات المسؤولين في الحلف حول ضرورة تكييف الناتو لمكافحة التحديات العالمية في القرن الحادي والعشرين، ليس لهذه الكلمات سوى علاقة ضئيلة بنهج الحلف الفعلي.

فبعد انتهاء الحرب الباردة، "بدلا من أن يبدأ الناتو بعصر جديد للتعاون على قدم المساواة، بدأ بالتوسع والاقتراب من الحدود الروسية. ويجب النظر إلى هذا التوسع كعمل عدواني هدفه تعزيز النفوذ الأمريكي في أوروبا. وقد أصبحت الأزمة الأوكرانية عام 2014 ذريعة لبدء الحرب الاقتصادية ضد روسيا، وأعطت أحداث أوكرانيا مبررا للمواجهة مع الكرملين"، – بحسب نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس النمسا الوطني (أحد مجلسي البرلمان) يوهانس هوبنر.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل