المحتوى الرئيسى

استخراج الجثة يهدم منزلين.. قصة شاب مات داخل حفرة عمقها 22 مترًا

04/29 17:46

«الحقوني..»، صرخةٌ مدويةٌ، أطلقها «محمد.أ»، من أعماق 22 مترًا تحت الأرض، ظلّ يرددها أكثر من أربع ساعات متواصلة، لكن لم ينقذه أحد عقب سقوطه، في حفرة بالمنزل رقم «41 د»، خرج من كانوا برفقته، يهرولون، يستغيثون بالجيران والشرطة لإنقاذه، سرعان ما حضرت الحماية المدنية، حاولت إنقاذه، لكن محيط قطر الدائرة الضيق، منعها من ذلك.. فتدخلت 4 شركات مقاولات لمحاولة إنقاذه، لكن محاولتها فشلت أيضًا، فانهارت أجزاء من المنزل فوقه، فهرب الجميع.

استغاثات «محمد.أ»، طوال الساعات الأربع باءت جميعها بالفشل، فلم تستطع جهود الحماية المدنية انتشاله «حيًّا.. ولا حتى ميتًا»، حتى الآن.. عشرة أيام مرت على وجود جثة الشاب أسفل الأنقاض، الذي لم يتجاوز عمره 33 سنة، ولديه اثنان من الأطفال، أكبرهما ثلاث سنوات، والثاني رضيع عمره أربعة شهور، وزوجة 24 عامًا.

«محمد.أ»، المقيم بدار السلام، يذهب يوميًّا إلى مدينة 6 أكتوبر، بحثًا عن رزق أبنائه وزوجته، يعمل كهربائيًّا بإحدى الشركات المتخصصة في أعمال «الكمباوند واللاند سكيب»، شأنه شأن الكثير من الشباب الذي ضاق في وجوههم زحام القاهرة وقلة فرص العمل، فتوجهوا إلى العمل بالمدن الجديدة.

ألفا جنيه ليس أكثر، مرتب «محمد.أ»، يصرف ثلثها في المواصلات، ويصرف الباقي على طفليه وزوجته.

نيابة أكتوبر أول، انتدبت خبيرًا من كلية الهندسة و4 شركات مقاولات، بفحص الحفرة، وتحديد إمكانية استخراج الجثة، إلا أنهما أكد أن ناتج الحفر المستخرج من الحفرة على عمق 18 مترًا عبارة عن تربة رملية مفككة مشبعة بالمياه الجوفية، وهو الأمر الذى يستحيل معه استخراج كميات الرمل المنهارة على الجثة بقاع الحفرة، والتى تصل إلى عمق 22 مترًا ونصف المتر، وهو ما يصعب معه استخدام الطرق العادية دون انهيار الحفرة بالكامل.

كذلك على الجانب الآخر أفادت اللجان المكلفة بأن استخراج الجثة قد يؤدى إلى هدم العقار والعقارين المجاورين نتيجة حدوث انهيارات أرضية، نظرًا لطبيعة التربة فى تلك المنطقة.

أسرته: «هذا لا يرضي الله»

أسرة الشاب الثلاثيني، لم تيأس من الحصول على جثة ابنها، لغسلها وتكفينها ودفنها، إلا أنها أصبحت على يقين من استحالة ذلك، ففكروا في شراء البيت الذي سقط فيه ابنهم، ولكن ضيق ذات اليد قد تمنعهم من ذلك.

«هذا لا يرضي الله»، بهذه الجملة وصفت أسرة الضحية، رفض النيابة منحهم حتى شهادة وفاة ابنهم، قبل مشاهدة الجثة، أو مرور خمس سنوات، لاعتباره من المفقودين، رغم أن تحقيقات النيابة ذكرت أن عددًا كبيرًا من الشركات المختلفة أكدت استحالة خروج جثة الشاب الثلاثيني، من تحت الأنقاض، حسب أمير ابن أخت الضحية.

قالت تحريات النقيب أحمد العزبي من قوات أمن مدينة "ابني بيتك"، أن الشاب الثلاثيني استأجر العمارة «41 د»، بمنطقة ابنى بيتك 2، بحدائق أكتوبر، منذ عدة أشهر، وقام بالحفر على عمق 20 مترًا، للتنقيب عن الآثار، فسقط في هذه الحفرة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل