المحتوى الرئيسى

لا يمكن التنبؤ بسياسة ترامب حتى بعد مائة يوم من حكمه

04/29 12:28

التقييم الأكثر تسامحا - في حوارات DW مع باحثين في الولايات المتحدة - تجاه سياسة ترامب في البيت الأبيض يدلي به الباحث إريك غوميز من مركز "كاتو" الأمريكي البحثي ذي الاتجاه المحافظ، حين يقول إن "تعامل ترامب في مجال السياسة الخارجية يكاد لا يختلف عن تعامل الرئيس السابق باراك أوباما".

ويرى غوميز أن سياسة ترامب تقوم على استخدام خليط من الضغوط السياسية والدبلوماسية والعسكرية. لكن الأمر الأكثر إشكاليةً هو أنه لا يمكن التنبؤ بسياساته. وذلك لأن ترامب يغير رأيه باستمرار. والسبب في ذلك هو أن ترامب لا يفهم سياقات السياسة الخارجية الأمريكية، بحسب رأي غوميز.

ميشائيل فيرتس من مركز أبحاث التقدم الأمريكي ذي التوجه الليبرالي يرى ذلك أيضا. فقد بدأ ترامب العلاقات الصينية الأمريكية بتساؤل صادم حين ألقى سؤالا شائكا حول ما إن كانت تيوان  تنتمي إلى الصين أم لا.

ماكماستر مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي.

ويقول فيرتس إن ترامب محاط بمستشارين لديهم أجندة محافظة ويمينية متطرفة. ومنهم الكثير من العسكريين مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس، بالإضافة إلى مستشاره لشؤون الأمن القومي ماكماستر وغيره من العسكريين المحيطين مباشرةً بترامب. فهل تهدد العسكرة السياسة الخارجية الأمريكية؟

السياسة الخارجية الأمريكية.. إلى أين؟

ويرى الباحث إريك غوميز أن ترامب لن يتردد في استخدام القوة العسكرية، "وقد رأينا ذلك جليا في استخدام ترامب للقوة العسكرية ضد قاعدة جوية سورية وضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانسان"، كما أن الولايات المتحدة تدعم المملكة العربية السعودية بالأسلحة، بحسب تعبيره، مضيفاً أن استخدام ترامب للقوة - في أفغانستان وقبلها في سوريا بعد الهجوم الكيماوي في خان شيخون - لا يدل على سياسة خارجية متسقة ومحددة.

تشابه مع الأزمة الكوبية-الأمريكية عام 1962

قصفت الولايات المتحدة في نيسان/ أبريل 2017 قاعدة الشعيرات الجوية السورية.

ويحذر جاك جيمس - الباحث في المعهد الأمريكي للدراسات الألمانية المعاصرة - من تفاقم التوتر الأمريكي مع كوريا الشمالية. فكوريا الشمالية تمتلك قنابل نووية، وليس ذلك فقط، بل إنها تطور صواريخ بعيدة المدى. ويشبّه جيمس مشكلة كوريا الشمالية بالأزمة الأمريكية - الكوبية عام 1962، حين أرادت الحكومة الأمريكية منع إقامة صواريخ سوفييتية حاملة للرؤوس النووية في كوبا. غير أن الرئيس الأمريكي الأسبق في ذلك الوقت جون كينيدي طلب الاستشارة من عدد كبير جدا من الخبراء وموظفي الوزارات.

لكن ترامب يفتقر إلى استشاريين لديهم خبرة  في هذا المجال وكما أنه يفتقر إلى خيارات المبادرة، بحسب جيمس. ناهيك عن أن هناك الكثير من المناصب الوزارية ما زالت شاغرة، ولذلك فإن "الغريزة هي ما يوجه حتى عملية اتخاذ القرار لدى ترامب"، كما يقول جاك جيمس.

حبس العالم أنفاسة عام 1962 إبان الأزمة الأمريكية-الكوبية.

ويصف ميشائيل فيرتس الرئيس الأمريكي ترامب بأنه "غير قابل للتعلم بنيوياً"، ويرى أن مدى تركيزه قصير وأنه يفتقر إلى التعليم وإلى الفضول الإيجابي والاهتمام بالعالم، وأنه ما زال - كما كان في السابق - يتلقى معلوماته من القنوات التلفزيونية الأمريكية المحافظة، وأن دوافعه مرتكزة على حب الذات والحاجة النفسية لأن يعترف الآخرون بإنجازاته. مضيفا أن ترامب إنسان غير سياسي تماما، وأن هذه "خاصية فتاكة لشخص يتحكم بأهم منصب في العالم".

"اُنظروا إلى ما حدث الليلة الماضية في السويد، من يصدق ما جرى"، كلام لترامب ردت صحيفة واشنطن بوست عليه بالقول: "كان هذا تعليقا غريبا جدا، لأنّ شيئاً لم يحدث في السويد في الليلة الماضية، وقد رد عليه السويديون بمن فيهم رئيس الحكومة كارل بلدت". الصورة التقطت في مدينة ماينز بألمانيا لقناع كرنفالي يمثل ترامب بأنف بينوكيو الكذاب.

" الإعلام غير الشريف، ما برح ينشر قصصا كاذبة، دون الاعتماد على مصدر، هم يلفقونها في الغالب"، قال الرئيس ترامب هذا في جولته بولاية فلوريدا في (18 شباط/ فبراير 2017) ، فردت عليه صحيفة "ذا واشنطن بوست" أنّ منافذ الإعلام الدولية جميعها لا تنشر أي قصة دون مصدر، ولا تلفق قصصا كما ادعى ترامب". ومكتوب على الجدارية: "أرض اِكذب اِكذب"، وبجانبها رسم يظهر فيه ترامب وهو يراقص رئيسة الوزراء البريطانية.

"إنهم يعودون (إلى أمريكا) كما لم يحدث من قبل، فورد، جنرال موتورز، فيات كرايسلر، ومعهم تعود ملايين فرص العمل". ردت صحيفة "ذا واشنطن بوست" على عبارة ترامب هذه بنقل ما قاله رئيس مصنع فورد في المكسيك: "السبب الحقيقي لعدم بنائنا مصنع في المكسيك هو تناقص الطلب على السيارات الصغيرة".

"سمحنا لآلاف الناس بدخول بلدنا، ولم يكن ثمة سبيل للتأكد من هوياتهم وشخصياتهم". ردت الواشنطن بوست بشدة على عبارة ترامب الآنفة الذكر بالقول: "هذا غير حقيقي، لأنّ التأكد من هويات وشخصيات اللاجئين يستغرق نحو سنتين ويشمل ذلك تحقيقات إف بي آي، وقسم الأمن الوطني". الصورة ساخرة في كرنفال مدينة دوسلدورف بألمانيا لرأس قرصان على شكل ترامب مكتوب على قبعته: "اِجعلوا الفاشية عظيمة مرة أخرى".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل