المحتوى الرئيسى

فيسك: زيارة بابا الفاتيكان لن تقنع المسيحيين بالبقاء في الشرق الأوسط

04/29 11:38

"المسيحيون يتعرضون لهجمات في الشرق الأوسط وزيارة للبابا لن تقنعهم بالبقاء"..

هكذا عنون الكاتب الصحفي البريطاني روبرت فيسك مقالته في صحيفة "إندبندنت" البريطانية والتي علق فيها على الزيارة التي يقوم بها البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان لمصر التي تنتهي اليوم السبت.

وتناول المقال الهدف المنشود من الزيارة والمتمثل في تعزيز الوحدة مع المسيحيين في الشرق الأوسط ورفع روحهم المعنوية، في ظل ما يتعرضون له من هجمات إرهابية زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة.

قبل رُبع قرن تقريبا، كتبت قصة نُشرت في الصفحة الرئيسية لصحيفة إندبندنت" والتي كانت تحمل آنذاك اسم "إندبندنت ويك إند ريفيو" . وتروي القصة التي حملت عنوان "هجرة جماعية: قصة مسيحيين" مأساة الاقباط الذين لاذوا بالفرار من أراضي أبائهم وأجدادهم. وقمت، في هذه القصة، بمحاورة راهب كان يعيش في كهف شمالي لبنان، وقال لي:" أنا الراهب الوحيد الذي تبقى في الشرق الأوسط بأكمله.

وأضاف الراهب:" لن أترك لبنان أبدا. فلا يجب على أي مسيحي أن يهجر الأرض المقدسة. ومن غادر سيعود يوما."

  كان الراهب يتحدث بنبرة كلها إيمان، وتبدو عليه براءة الأطفال، لكنه كان مخطئا بكل تأكيد فيما يقول.

لقد كتبت في وقت -  من العراق، والضفة الغربية ولبنان ومصر وسوريا- كان يغادر فيه المسيحيون أرضهم.  فمجتمع يصل تعداد سكانه 14 مليون شخصا هم أحفاد المسيح، يهجرون أراضيهم.

والآن يصل عدد المسيحيين في مصر إلى 15 مليون شخصا، لكنهم لا يشكلون سوى 10% فقط من إجمالي تعداد السكان في البلد العربي. وتحت وطأة الهجمات التي يتعرضون لها من قبل المسلحين المتشددين، يضطر هؤلاء أيضا إلى مغادرة البلاد قاصدين الدول الغربية- أحد الاسباب التي تفسر الزيارة الحالية التي يقوم بها البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان لمصر والتي يُعول عليها كثيرا في نشر قيم التسامح والإخاء بين المسلمين والمسيحيين.

وبحلول العام 1999، كان 10% فقط من سكان القدس مسيحيين، كما مثل المسيحيون ما نسبته 30% فقط من إجمالي عدد السكان في مدينة الناصرة والبالغ 172 ألف شخصا.

وخلال فترة الوصاية البريطانية على فلسطين، كان يُقدر عدد المسيحيين بنسبة 9.6% من السكان. وبحلول العام 1999، تناقصت هذه النسبة إلى 2.9%. في غضون ذلك، غادر 35% من المسيحيين في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الفترة ما بين 1967 و 1999.

ولفترة طويلة دخلت في جدل محتدم مع شخصيات فكرية مرموقة في الشرق الأوسط حول فكرة إذا ما كان تناقص أعداد المسيحيين يعزى إلى الحملات الصليبية. وفي العام 1996، دخلت في حوار طويل مع هبة رؤوف عزت، المفكرة المصرية المسلمة والناشطة السياسية وقالت لي بالحرف الواحد:" لدينا ثقافة مختلفة. ولدينا حضارة مختلفة. وفي العادة يعتقد الأشخاص أن من يختلف عنهم يكون غريبا أو أحيانا شاذا أو حتى مبهما بل وأحيانا (خصما)."

ولهذا فإني أعتقد أن ذلك كان بداية الخيط لفهم ما يجري للمسيحيين في الشرق الأوسط..

وأضافت عزت: " كان لديكم تاريخ من العلاقات الاستعمارية مع منطقتنا، وكان ثمة دائما علاقة قائمة على الصراع كنا فيها (العدو)- لاسيما خلال الحملات الصليبية- وأعتقد أن الحملات الصليبية هي الكلمة الرئيسية. هذا تاريخ لا يمكن أن تلقوه من النافذة. هذا تاريخ لا يمكن إسقاطه من الذاكرة. فقد أريقت الدماء."

وتابعت:" عبر قرون، بدأ كلا الجانبين- ليس فقط أنتم بل نحن أيضا- في نسج أساطير تتعلق بـ (العدو)... واستمر ذلك لقرنين أو نحو ذلك، ولا يمكنكم أن تنسوا هذا أو تدعون أنه غير مهم، أو حتى يمثل قضية غير جوهرية. فهناك تاريخ، وكلا الثقافتين لديها تاريخ. والناس لا ينسون."

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل