المحتوى الرئيسى

محمود سالم: ليس للبطن الجائع أذن تسمع!

04/29 10:47

هناك مثل إنجليزى يقول «ليس للبطن الجائع أذن تسمع».. وهو مايعنى أن الجوع والفقر وفقدان العدالة الاجتماعية وراء كل الثورات فى العالم، ومن هنا تبرز أهمية وزارة مثل التموين فى الحفاظ على الأمن القومى لكونها طوق النجاة لمحدودى الدخل فى ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر.. هؤلاء لن تستمع آذانهم لأقوال من عينة «كله تمام» يطلقها المسئول الحكومى من حين إلى آخر بشأن السيطرة على الأسعار التى انفلت عيارها بشكل لم يحدث من قبل وخاصة عقب قرارات تعويم الجنيه ورفع أسعار الوقود، والتى أثقلت كاهل الغلابة وسط حالة من العجز فى السيطرة على الأسواق والتصدى لجشع التجار واحتكار السلع!

المثل الإنجليزى اياه كان المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى موفقا عندما استعان به فى محاولة للإستماع إلى أقوال «واقعية» من مسئول حكومى استضافه المجلس هو وزير التموين د. على المصيلحى.. أقوال يمكن أن ينصت إليها أصحاب البطون الجائعة وتجعلهم يبصرون ضوءا فى نهاية النفق خاصة وأن الأزمات طالت الكثير من السلع الاستراتيجية وهى أزمات ليست وليدة اليوم بل متكررة منذ سنوات طويلة ومع ذلك نفاجأ بها بين الحين والآخر!.. والحقيقة أن كلام الوزير لم يختلف كثيرا عن تصريحات الوزراء الآخرين وخاصة ما يرتبط بالحديث عن «كبح» جماح الأسعار لكنه كان واقعيا نوعا ما عندما اعترف بأن المشكلة تكمن فى أن الدخول لم تزد بمعدل زيادة الأسعار، بالإضافة إلى أهمية محاربة الاحتكار فى إشارة إلى سلعة مثل الأرز الذى تنتج مصر منه ضعف حجم استهلاكها ومع ذلك فإن هيئة السلع التموينية عندما تعلن عن مناقصة لتوريده لا يتقدم أحد وهو مايعنى حجب للسلعة عن التداول وهو أمر مجرم بالقانون، وقوله أيضا إن أعراض المرض موجودة ولن يختلق الأعذار لتبريرها وهو المسئول عن العلاج اقتناعا بأن تغيير الواقع لا يتم بقرارات بل بقراءة هذا الواقع والتعامل معه بواقعية.. «ياريت»!

ومن جانبها نالت د. منى الجرف رئيسة جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية قسطا وافرا من تأييد المشاركين فى لقاء مجلس الأعمال عندما تناولت القضية التى رفعها الجهاز ضد عيسى حياتو الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم الأفريقى لسماحه لإحدى القنوات الفضائية الأجنبية باحتكار بث مباريات الكرة والحصول على قيمة اشتراكات سنوية من المصريين لمجرد مشاهدة عدد من المباريات خلال فترة لا تتجاوز شهرا.. لكن د. علاء عز أمين عام اتحاد الغرف التجارية يبدو أنه كان يتحدث باسم أصوات 4 ملايين و300 ألف تاجر وصانع وكأنهم ملائكة ولا يخاطب المستهلكين خاصة أصحاب البطون الجائعة حيث صب تركيزه على ضرورة تغيير ثقافة الشراء وقوله إن الأغنياء هم الذين يوفرون بعكس الفقراء الذين يشترون السلعة بالكيلو جرام وليس بالقطعة.. ويبدو أنه لا يدرى أن الفقراء اضطروا مؤخرا إلى مقاطعة الشراء من أساسه لضيق ذات اليد!

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل