المحتوى الرئيسى

والآن مع فقرة الجيش العربي السوري

04/29 08:05

باسم الله، وقبل أن أستفيض في الحكي أو الكتابة، كما تود أن تسميها، عليك أن تضع في حسبانك احتمالاً بأنني قد لا أكون مؤيداً للضربة الأميركية التي استهدفت مطاراً حربياً لنظام ظلَّ يقتل شعبه أكثر من 7 أعوام، بل قام بجلب قوة خارجية مثل الحرس الثوري الإيراني وعناصر من حزب الله، وجيش موسكو، للتصدي لشعبه الذي خرج ليطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي فيما سُمي آنذاك بالربيع العربي، الذي أنت جزء من المحتفين به عزيزي القومي، أو أياً كان المسمى المستخدم في دولتك.

لقد لفت انتباهي دفاعك عما تطلق عليه الجيش العربي السوري رغم ما رأينا من جرائمه منذ 2011، وربما لو كان دفاعك هذا جاء عقب مجزرة حماة الأولى التي ارتكبها الأسد الأب قبل ظهور التواصل الاجتماعي وإمكانية توثيق هذه الجرائم، لربما استطعت أن تثير تعاطفي تجاه هذا المجرم، ولكنك تحاول أن تفعل ذلك بعد أن ظللت أرى قتل الأبرياء لمدة تجاوزت الـ7 أعوام، بعد ما رأيت الميليشيات المأجورة وغير السورية أيضاً يأمرون الناس بالسجود لبشار، بعد أن رأيت قرى يُباد أهلها لمجرد خروجهم للمطالبة بالإصلاح.

عزيزي صاحب المصطلح المذكور أعلاه، لنعُد إلى الوراء قليلاً وتحديداً مارس/آذار 2011 بعد اعتقال 15 طفلاً وتعذيبهم؛ لأنهم كتبوا عبارات مناهضة للنظام، متأثرين باحتجاجات الوطن العربي، وخاصة الثورة التونسية، وثورة 25 يناير/كانون الثاني، السوريون الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ورفعوا مجموعة من شعارات الحرية والكرامة، لكن قوات الأمن والمخابرات السورية واجهتهم بالرصاص الحي في مدينة درعا البلد، ما أدى لمقتل أربعة أشخاص، وعمَّت المظاهرات معظم المدن السورية، إلا أن أول تشكيل لقوة معارضة مسلحة جاوز ذلك بـ4 أشهر ارتكب خلالها جيشكم العربي السوري مجازر بحق مدنيين عزل، بينهم أطفال ونساء وعجائز، بل بلغ به الأمر أن استدعى أبناء مذهبه من إيران ولبنان، لقتل أبناء شعبه الذين رفضوا ظلمه، ولما ازداد شعوره بالترنح تقدم بطلب دعم روسي آخر، وأنت وأنا نعلم أن ثمن هذا الدعم ربما قد يكون جزءاً من أرضنا العربية.

لم أخُض في إحصاءات تأخذنا في طريق أبعد مما سلكناه، ولن أدافع عن الضربة الأميركية حتى، ولكني سأنقل لك رؤية مخالفة لرؤيتك أنت ومن سمَّيته الجيش العربي السوري.

استدعى بشار الأسد ونظامه قوات من أكثر من دولة للدفاع عن سلطته ونفوذ عائلته، ودفع ثمن ذلك السوريون من تهجير وقتل وتعذيب داخل مسالخ الأسد، وهناك توثيق لتلك الجرائم إن كنت باحثاً عن حقيقة، آخر تلك الجرائم مجزرة خان شيخون التي استخدم فيها النظام أسلحة كيماوية ضد أبناء شعبه.

في المقابل، كانت الضربة الأميركية للمطار الحربي الذي خرجت منه طائرات المجرم دفاعاً عن هذا الشعب المغلوب على أمره، ذلك ليس تأكيداً على نية الأميركان الحسنة، أو تأييداً لقصفهم لدولة أخرى، إنما هي دعوة للتوقف عن استخدام مصطلحات زائفة للدفاع عن مجرمين باسم العروبة، أو أي اسم يدفعنا لغض النظر عن جرم تلك الأنظمة التي لا أنكر عروبتها ولا جرائمها بحق شعوبها أيضاً.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل