المحتوى الرئيسى

أشرف شلبي يكتب: لماذا الدين الإسلامي هو الدين الحق؟ | ساسة بوست

04/28 10:32

منذ 35 دقيقة، 28 أبريل,2017

يتصف الدين الإسلامي بعدة مزايا تجعله الدين الحق. قبل الخوض في هذه المزايا فلنبدأ ببيان خطة البحث:

غرض من آمن بوجود إله ثم وجوب إرسال رسالة إلهية هو البحث عنها لاعتناق رسالة الإله الصحيحة. رغم وجود آلاف الأديان على سطح كوكبنا فهذا لا يمثل أدنى إشكال بما أن الأغلبية الكاسحة من هذه الأديان أديان أرضية من اختراع البشر أو أديان وثنية أو أديان تلفيقية كالسيخية والبهائية بدون أي دليل معتبر.(25) (26) ثم نحصر الأديان التي تتمتع بالقدرة على نشر وتبليغ الرسالة الصحيحة سواء كانت القدرة عددية (27) أو سياسية أو اقتصادية أو غيرها حتى تكون حجة على البشر في اختبارهم الدنيوي. فلذلك سيتم استبعاد ديانة مثل المندائية لأن عدد أتباعها يمثل تقريبًا 70 ألفًا ولا يتجاوز 300 ألف (15) (16)  مما يجعلها عرضة للانقراض في عصرنا الحالي إلى جانب طبيعتها العرقية القومية غير التبشيرية. (1) (2) (3) يتبقى في بحثنا الأديان التي تقول إنها موحاة من الإله ولم تستبعد بعد مثل: الإسلام والمسيحية واليهودية والهندوسية. كذلك يمكننا استبعاد الديانة اليهودية بسبب طبيعتها القومية غير التبشيرية في ظل وجود مثالب إضافية سيتم ذكرها مع المسيحية. (4) (5) أخيرًا سنستبعد أيضًا الهندوسية لكونها ديانة مليئة بالأساطير والأخطاء العلمية الصريحة، ليس لها مؤسس محدد، ليس لديهم مرجع ديني محدد، تعتبر مكونة من اندماجات عديدة من مختلف الثقافات والفلسفات والعادات القبلية، ليس لها سند. (23) (24) (18) (19)

بعد هذه المقدمة هيا بنا ندخل في مزايا الدين الإسلامي.

ما هو أول شيء نسأل عنه إذا تم العرض علينا عدة كتب تفترض أنها منزلة من عند الله؟

 أول سؤال هو: من أين لك هذا؟

أي حدثني عن سند هذه الكتب التي تضمن لي أنها لم ينَلْها التحريف! ثم سنجد أن كل الديانات ستسقط في أول امتحان وهو امتحان السند وسنرى أن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي سيجتاز هذه العقبة.

1) الدين الإسلامي (القرآن والسنة) هو الدين الوحيد الذي له سند متصل بدون وجود رواة مجهولين، ومعروف أين كتب ومتى كتب. (6) (7) (8) (9) (10) (11) (12) (13) (17)

2) الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي كتب في أحضان دولة قوية متماسكة كي تكون عاملًا مهمًا في حمايته من التحريف عكس أديان أخري. (14) (20)

3) اللغة التي نزل بها الدين الإسلامي ما زالت لغة حية يتكلم بها عدد ضخم جدًا من الخلق فلا يتطلب ذلك الترجمة مما يؤدي إلى حدوث مزيد من التحريف. (6)

4) ميزة أخرى بخصوص اتصال سند الدين الإسلامي هو إيصال مراد الرسول عليه الصلاة والسلام من الكثير من الآيات والأحاديث التي قد تحتمل أكثر من معنى أو يمكن فهمها بطريقة غير صحيحة. تتم هذه العملية عن طريق صحابته الكرام الذين عاصروا نزول الوحي وبالتالي هم الأقدر على فهم المراد منه على وجه الدقة. ثم يتم نقل كل ذلك عن طريق السند المتصل إلينا.

ثاني سؤال: ما هي صفات الإله المذكورة في كل دين؟

5) الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي نجد فيه الإله الأحد الصمد الكامل المنزه عن كل نقص ولا يوجد فيه أي استحالات منطقية. (21) فنجد أن أصحاب الديانات المنتقصة من الإله تضطر إلى افتراض افتراضات متناقضة مستحيلة منطقيًا أو لي عنق الآيات أو البعد عن ظاهر اللفظ المشين في حق الإله بتأويله تأويلات متعسفة لا تحتملها اللغة ولا يحتملها المنطق.

ثالث سؤال: ما حال رسل كل دين؟

6) الدين الإسلامي هو الوحيد الذي يتصف بالواقعية ويصف الرسل بصفات تليق بمقامهم. لله المثل الأعلى: إذا أراد كيان ما (سواء دولة أو شركة أو غير ذلك)  إرسال مبعوث يمثلهم: هل سيرسلون خيارهم أم سيرسلون من يتصف بكبائر مشينة كزنا المحارم مثلًا! (22)

7) يعتبر الدين الإسلامي هو الدين الأكثر شمولًا وواقعية من حيث التشريع. (28)

8) يتميز الدين الإسلامي بمعجزات كثيرة أهمها تحديه لكفار العرب في عقر دارهم في أمر هم الأشد إتقانًا له ألا وهو اللغة العربية. هذه معجزة سارية حتى يومنا هذا. بالإضافة إلى إعجازات غيبية وعلمية كثيرة موجودة في القرآن والسنة.

البديهي لو كان هناك خطأ لغوي أو غيبي في القرآن لاغتنم الكفار هذه الفرصة الذهبية لهدم دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام من أجل المحافظة على مكانتهم ونفوذهم المهدد من قبل دعوته.

9) يتميز الدين الإسلامي بظاهرة عجيبة جدًا: دخول المسلمين في معارك مع أعدائهم الذين يفوقوهم من حيث العدد والعتاد أضعافًا مضاعفة ومع ذلك ينتصر المسلمون! فهذه ظاهرة عجيبة تشير إلى وجود عقيدة صلبة وراء هذه الانتصارات الإعجازية! (29)

10) الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الآن الذي يقف كالجبل أمام النظام العالمي ويجهر بعقيدته وبتعاليمه بكل عزة بدون «مداهنة» مع أن النظام العالمي يعتبر في أوج قوته العسكرية الاقتصادية السياسية الإعلامية، فهذه إشارة أخرى إلى صلابة العقيدة الإسلامية وتميزها عن باقي الديانات.

نختم بمجموعة من الأسئلة الشائعة بخصوص موضوعنا:

1) مقومات الإسلام المميزة رائعة جدًا فعلًا، ولكن هذا لا يمنع تحريفه بشكل مطلق أيضًا من قبل عصابة في غاية المكر والدهاء بطريقة خارقة للعادة في ظل حقيقة كون الإنسان – مهما بلغ صلاحه – كائنًا ناقصًا غير معصوم؟

الإجابة: بما أننا أقررنا بوجوب إرسال رسالة فسنختار أكثر رسالة ملائمة كي تكون هي رسالة الإله. إذًا فهي الرسالة التي تستحق العناية الإلهية التي تحميها من أي تحريف بشكل مطلق لأن فكرة تحريف رسالة الإله تعد نقصًا في الإله مما يؤدي إلى نفي ألوهيته تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا. إذًا لماذا سمح الله عز وجل بتحريف رسائل أخرى مثل اليهودية والنصرانية؟ الإجابة المعتادة إنه لا يسأل عما يفعل ما دام هذا التساؤل لا يمثل تناقضًا مع الواقع البشري ثم إن هذا قد يعد من معايير الاختبار الإلهي للجنس البشري بعدما أوكل مهمة حفظ رسالة أهل الكتاب لرهبانهم وعلمائهم ففشلوا فيها فتكفل الله عز وجل بحفظ رسالة الإسلام لتكون الرسالة الخاتمة. بالإضافة إلى إشارة الله عز وجل في الأديان المحرفة إلى بعث نبي آخر من عنده سواء للإكمال أو للتقويم أو لغير ذلك من المهام. (32) (33) (34) (35)

2) بخصوص التشريع: كيف يمكن أن يتم وضع تشريع من 1400 سنة تقريبًا يكون صالحًا لحياتنا حتى اليوم بل ولأعوام مديدة لا يعلم مداها إلا الله؟

الإجابة: من تمام كمال الله عز وجل أنه قادر على كل شيء فلا يعجزه بكل تأكيد وضع تشريع للإنسان يكون مناسبًا له لمليارات لا متناهية من السنين. فما بالك أن طبيعة الإنسان وحاجاته المادية والنفسية لم تتغير منذ بدء الخليقة فما الذي يمنع صلاح تشريع واحد للإنسان مهما مرت القرون «خاصة» مع عدم تغير هذه الطبيعة؟!

3) سؤال عام: حسن نفترض لو هناك فعلًا دين موجود في قلب أدغال إفريقيا أكثر تكاملًا من الدين الإسلامي، ماذا سيكون الوضع حينئذ؟

الإجابة: مبدئيًا هذا من العبث المحض الذي يتعارض مع حكمة الإله! كيف تكون رسالة الإله التي تعد حجة على عباده في مسألة تتعلق «بخلود» في جنة أو نار لا تكون ظاهرة منتشرة بل مخفية في أدغال إفريقيا!

ثم إن هذا السؤال أشبه بمن يترك اجتماعًا مهمًا في شركة هربًا من هجوم طائر الرخ عليها في خلال خمس دقائق!

المنطق الواقعي هو أن الإنسان يتعامل مع الذي يظهر له وما هو ماثل أمامه من حقائق. فإذا اتبع شخص مثل هذا التفكير في حياته فسيفشل فشلًا ذريعًا لأنه لن يتخذ قرارًا حاسمًا – أو حتى عاديًا – في حياته خوفًا من افتراضات مستقبلية لا حصر لها!

فلنفترض جدلًا صحة هذا الافتراض، بما أن المرء بذل قصارى جهده لتحري الحق فهذه ستكون حجة له إذا صح هذا الافتراض بعكس لو أنه تشكك في الدين الإسلامي من أجل افتراض وهمي فماذا ستكون حجته حينئذ؟!

4) «أنا عندي شبهة كذا كذا وأريد إجابة عليها لو سمحتم؟».

عندما نمر على مثل هذه المناقشات في عالمنا الواقعي أو الافتراضي، نجد الأغلبية الكاسحة تذهب مباشرة إلى الرد على الشبهة. وهذا جهد مشكور ولكنه للأسف ناقص. في الحقيقة فصاحب الشبهة شبهته «الأصلية» قد تكون أعمق مما ذكره.

في البداية معنى الإسلام هو الاستسلام لأوامر الله ونواهيه (30) (31). لذا لا بد أن نفكّر بذهن مرتب ومنطقي. بما أن المرء قد سلّم بوجود إله ووجوب إرسال رسالة إلهية ثم رضي بالإسلام دينًا، سيصبح لا مكان لديه لأي شبهة لخلل أو خطأ في الدين الإسلامي لأن هذا معناه وجود نقص في رسالة الإله وهذا مستحيل في حق الله عز وجل. هذا ليس معناه عدم السؤال عن الشبهات بل المقصود عدم السماح للشبهات بزعزعة إيمان المسلم وتكون نفسية السائل هي البحث عن إجابة للشبهة للاستئناس وزيادة تثبيت اليقين فقط لا غير.(36) من هو مقتنع ومؤمن بذلك ويجد صعوبة في التخلص من شبهته ننصحه بملازمة الدعاء والاستغفار والتوبة من أي ذنب سواء كان ذنبًا ظاهريًا أو باطنيًا من أمراض القلوب ولا يقنط من رحمة الله عز وجل حتى يهديه إلى الحق مطمئنًا متنعمًا به.

5)  الدين الإسلامي به الكثير من القضايا الخلافية ألا يقدح هذا فيه؟

يحتم علينا الواقع والمنطق السليم ألا نقارن الدين الإسلامي بالمطلق بل بمنافسيه من الأديان الأخرى بعد الإقرار بضرورة إرسال رسالة وقبل ذلك طبعًا الإقرار بوجود إله. زائد أن إنزال الله سبحانه وتعالى الدين الإسلامي بقضاياه الخلافية قد يعتبر من لوازم الاختبار الذي أعده للبشر وقد يعتبر أيضًا رحمة للبشر؛ تخيل أن الغالبية من البشر ما زالت تجادل في أساسيات مثل وجود الإله، صفات رسله، وجوب إرسال رسالة، أي رسالة تستحق أن تكون هي رسالة الإله. فهل الكائن البشري بهذه المواصفات قادر على تطبيق دين ليس فيه أي خلاف أي دين ينزل قولًا واحدًا في تحديد حتى أبسط حركات طقوسه وتحديد حلاله من حرامه؟! معنى ذلك إذا أنكر إنسان حركة في طقس من طقوس العبادات أو أنكر حلالًا واحدًا أو حرامًا واحدًا أو أنكر أي تفصيلة من تفاصيل حياته الكثيرة جدًا فسيكون ذلك خطأ عقائديًا مما قد يؤدي إلى الكفر والخروج من الملة! (38) وإذا أخطأ فيهم فستحسب عليه سيئات ليس لها أول من آخر!

فمن رحمة الله عز وجل أنه ترك للإنسان فسحة للخطأ ما دام أخذ بخلاف «سائغ» في المسألة الشرعية لأن الحق في الأول والآخر واحد فقط (37)، في ظل أن الله عز وجل – من رحمته – أنزل أساسيات عقائدية وعبادية وفقهية قولًا واحدًا كي تكون سببًا في حمايتنا من الاختلال الشديد وتسهّل علينا المرور بسلام من دار الابتلاء الدنيوي.

                                                                                     ________________________________

1) أن المندائية هي ديانة عِرقية أي الأنتماء لها خاص / وسام بريجي

2) قراءة كتيب الدين الاول للترميذا عصام الزهيري

5) محاضرة الدكتور بارت أير مان عن أخطاء الكتاب المقدس

6) محاضرة الدكتور بارت أير مان عن أخطاء الكتاب المقدس

7) د. بارت ايرمان أستاذ اللاهوت— من هم كتبة الاناجيل؟

8) Are the Gospels Anonymous?

10) Scholars seek to correct ‘mistakes in bible’

11) Bart Ehrman and his Bible

12) Did the Gospel Authors Think They Were Writing Scripture?

13) من قدس الكتاب المُقدس … من حرفه ولماذا حرفه ؟؟ (القصة كاملة )

14) Christianity and the Roman Empire

15) رئيس الصابئة المندائية لـCNN: التنظيمات الإرهابية تهدد استمرار ديانتنا

20) كيف وصل إلينا العهد القديم سالماً وبدون تحريف؟

21) أوصاف الله في الكتاب المقدس لا تتفق مع الأسلوب الذي نتحدث به عن الله

22) صفات الانبياء حسب الكتاب المقدس

23) المحاضرة الثالثة: كيف تدعو هندوسياً الى الإسلام

26) ” السيخ ” ، عقيدتهم ، منهجهم ، موقفهم من المسلمين

27) List of religious populations

28) الشريعة في الإسلام والنصرانية واليهودية

29) أعظم 10 معارك للمسلمين كان تعدداهم أقل من نصف عدد العدو

31) معنى هذه الأسماء : ” عائشة ، ” إسلام ” ، ” جرير ” ، إقبال ” .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل