المحتوى الرئيسى

"عم رمضان" ما بين الرضى بالقدر ومرارة الحياة

04/27 18:35

الحياة التي نعيشها مليئة بقصص الكادحين الذين خاضوا غمار الحياة بنفوس راضية مطمئنة، فالظروف التى يحياها الكثيرون، والظلم الذي يقع عليهم، يمكن أن يحولهم إلى فاسدين، لكنهم قاوموا تلك الظروف هذا ما رأيناه في أحد شوارع بني محمد بمنطقة بشتيل.

اشارات وكلمات للمارة وسط الصخب والضجيج المحيط به للحصول على قوت يومة، الجميع يعرفة من ابتسامته التي لا تفارق وجهه، هو رمضان حسن توفيق، الذي خلق بظروف خاصة ليفقد قدمية وتتلاصق اصابع يديه.

استطاع "حسن"، مقاومة الحياة لكي يعيش، فتزوج وأنجب 4 أولاد نجح في تربيتهم حتى يكونوا السند والعون على المعيشة بعد وصوله مرحلة الشيخوخة ولكن القدر كان عائقًا بينة وبين تحقيق مسيرتة التى بدأها منذ طفولتة وحتى بلغ 56 عامًا، ليعود به العمر وكأنه لم ينجب بل ازدادت همومة واسودت الحياة في وجهه.

في وسط الطريق والسيارات المارة من حوله يجلس "توفيق" على كارتون وبيده اليمني سبحه لذكر "الله سبحانه وتعالي"، ويضع أمامة المناديل لبيعها حتى يتمكن من العيش هو وأبنتة وزوجة أخوة وأولادها الخمسة.

يتحدث بطريقة تشعرك بأنه يمتلك ما لا يملكة أحد من المال، ولا يتسطيع اطلاق جملة قبل أن يحمد الله على ما يعيشة، فيقول عم رمضان حسن، ربنا خلقني بدون أطراف وتلاصق في اصابع اليد، كنت ببيع قمح وأرز في المنوفية، وأمي كانت مسؤلة عن تربية أولادي لمدة 20 سنة حتى استطيع الحصول على المال لتربيتهم واقدر اعيش.

وأستكمل، ربنا كرمني وقدرت احقق واجمع فلوس حتى تمكنت من الحصول علي قطعة أرض بنيت عليها بيت صغير وفتحت فيه محل فى "شبرا الخيمة"، وبعدها إشتريت سيارة أجرة، وأولادى كبروا واشتغلوا وبدأوا يكملوا الحياة، هذا مخلص لبداية حياة الرجل منذ الطفولة.

"قوتة وارادتة وإيمانة بالله سلاح يقاوم به الظروف، يقاوم الدموع بالذكر اثناء الحديث، فيقول "كان لي اخ شغال أمين شرطة في روض الفرج كان ساكن في شبرا الخيمة، وحصلت مشكلة مع البيت اللي قدامة واتجمعوا علية وضربوة ودخلوا ولادي يفكوا الإشتباك، لكن لسوء الحظ مات أحد المتشاجرين، وحكموا على اولادي بالسجن 10سنوات واخويا 25 سنة وهم ملهمش أي ذنب ولا قتلوا ولا يعرفوا حاجة.

وأستطرد بوجه شاحب وعين لامعة من أثر الحزن، "سابولي مرات أخويا وخمس عيال وبنتي بصرف عليهم وأنا معاق، والشرطة عملتلي استبعاد من المنطقة علشان أهل الولد اللي مات، وحرقوا بيتي وعربيتي، جيت عشت في بني محمد والاهالي ساعدوني ووقفوا جنبي.

الاطفال بيدوني فلوس وبيساعدونى وبيشتروا المناديل منى والاهالى بيساعدونى، اللي بيدينى خمسة واللي بيدينى جنية، تلك الكلمات التي إعتاد "توفيق" على الشعور بها وليس التلفظ بها فقط.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل