المحتوى الرئيسى

في مستشفى القيارة.. تجميع "أشلاء" العراقيين وعلاج نفسي لمن تبقى

04/27 16:30

حالات إنسانية صعبة؛ مصابون فقدوا الكثير من أشلائهم، وأشلاء لم تعد تعرف أصحابها، مرضى يموتون بالبطيء جراء سوء التغذية، وصدمات نفسية تتناسب وفظاعة الحرب.. هكذا الحال في مستشفى القيارة بالعراق.

وتستقبل المستشفى الذي افتتحته منظمة "أطباء بلا حدود" بالقيارة في ديسمبر الماضي، المصابين ممن لم تتسع لهم المراكز الطبية الأقرب إلى الجبهات.

وتقع "القيارة" على مسافة 60 كيلو مترًا جنوب الموصل، بعيدًا عن صوت الغارات الجوية والصواريخ، لكنه في الوقت نفسه قريب من الأحداث المستعرة في الموصل.

وفي الثامن عشر من فبراير الماضي، أطلق الجيش العراقي حملة - بدعم من التحالف الدولي -  لاستعادة غرب الموصل، وهو الجزء المتبقي من المدينة تحت سيطرة تنظيم داعش.

وتقول أطباء بلا حدود، إنها تشهد حالات صعبة فقد فيها بعض الناس عائلتهم بأكملها والبعض الآخر جزءًا من أطرافها؛ بسبب القتال المستمر أو المتفجرات الموجودة على الطريق.

كما استقبلت المنظمة في مستشفى القيارة الكثير من الحالات التي تعاني من سوء التغذية وتعالج المرضى من صدمات نفسية شديدة.

بعيدًا عن الطرق الرئيسية مازالت هناك ألغام تتسبب بين وقت وآخر في إصابة الأطفال والمزارعين والرعاة.

في الصورة شاب عراقي تقول المنظمة إنه وصل إلى المستشفى برفقة والده، ويعاني من جروح ناتجة عن شظايا.

وتؤكد أطباء بلا حدود أنها تستقبل أيضًا عائلات بأكملها تذهب ضحية للقتال المستمر في غرب مدينة الموصل.

الصورة لرجل مصاب بجروح خطيرة في يده بسبب انفجار لغم.

تقول "آنا ليتيشيا"طبيبة طوارئ المستشفى: "من القصص التي كثيرا ما نتذكرها في القيارة كانت قصة أسرة استقبلناها وكانوا قادمين من خط الجبهة في غرب الموصل، كان الأب والأم وأطفالها الخمسة يحاولون الهروب من الحرب".

وبحسب الطبيبة، الهرب من المناطق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات العراقية توجد هناك منطقة مشاع مليئة بذخائر غير منفجرة، وأثناء هروبهم داس الأب على ذخيرة غير منفجرة واختفى ضمن غيمة من الدخان.

وأضافت: عند وصولها، كانت هذه الأم في حالة صدمة، وكانت ابنتها ذات الـ12 عاماً تتولى رعاية إخوتها وأخواتها الأصغر سناً، بينما تقوم هي بمراجعة الطبيب النفسي التابع لأطباء بلا حدود على أمل تحسُّن وضعها.

أقامت منظمة أطباء بلا حدود مؤخرًا نقطة استشارة صحة نفسية لمرضى مستشفى منطقة القيارة ومخيمات النازحين.

ويتكون الفريق المشرف على النقطة من طبيب نفسي، وأخصائيَين نفسيًين اثنين، ومقدم استشارات – ويعالج هذا الفريق البالغين والأطفال على حد سواء.

وتصف جويل فيرينه، وهي طبيبة نفسية تعمل مع أطباء بلا حدود، الصعوبات التي تواجهها بعض الأمهات مع أطفالهن المتأثرين من العنف.

من بين 192 مريضًا حصلوا على مشورة الصحة النفسية بين بداية فبراير وحتى منتصف أبريل، كان هناك 30 طفلاً دون سن 13 عامًا.

وبحسب المنظمة، يعتبر مستشفى القيارة الوحيد المجهز بشكل جيد لاستقبال الأطفال في منطقة نينوى حتى الآن، ونحو نصف المرضى الذين يتلقون العلاج في غرفة العمليات هم أطفال دون سن الخامسة عشرة.

في الصورة ضحى الفتاة الصغيرة في الثامنة من العمر، كانت تعيش مع عائلتها في غرب الموصل. تعرض منزلهم للقصف بغارة جوية الشهر الماضي، قُتِل على إثرها أمها وأبوها إلى جانب 16 شخصًا آخرين كانوا في المنزل وقتها.

وضحى هي الناجية الوحيدة بعد أن انتشلها أحد الجيران من بين الأنقاض حيث أصيبت بحروق شديدة في الرأس واليدين والساق، وهي تعيش الآن في شرق الموصل مع عمها الذي يحضرها إلى المستشفى بانتظام لتغيير الضمادات.

مع تقدم الجيش العراقي في غرب الموصل تمكنت الأسر من الخروج من المنطقة، ما جعل الكثير من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، تأثرا بوضع نقص الغذاء في الجزء الغربي المحاصر من الموصل.

ولمعالجة هؤلاء الأطفال، قامت المنظمة بتأسيس مركز للتغذية العلاجية في مستشفى القيارة بسعة 12 سريرًا، ومعظم الأطفال هم دون سن الستة أشهر، حسب ما أوضحت آنا ليتيشيا، طبيبة الطوارئ.

ويقدم فريق منظمة أطباء بلا حدود العلاج لحالات الطوارئ الطبية والجراحية؛ حيث يحتوي مستشفى منطقة القيارة على غرفة طوارئ، وغرفة للعمليات بالإضافة إلى أقسام للاستشفاء في المستشفى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل