المحتوى الرئيسى

عماد الدين حسين: قدرة الإخوان على الحشد تتراجع..

04/27 10:17

يرى الكاتب الصحفي عماد الدين حسين في مقاله إذا كانت قدرة جماعة الإخوان على الحشد الجماهيري قد ضعفت تماماً في داخل مصر، فإنها تضاءلت إلى حد كبير في الخارج.

منذ إخراج الإخوان من السلطة في 30 يونيو/ حزيران 2013، لجأت الجماعة إلى تجييش أنصارها والمتعاطفين معها من مصريين وعرب ومسلمين، للتظاهر في العديد من العواصم خصوصاً الغربية. في خريف وشتاء 2013 و2014 شهدت بعيني نماذج لهذه المظاهرات. الأولى في العاصمة الدانماركية  في 4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013،  تزامناً مع بدء أول جلسة لمحاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي، وذلك أمام السفارة المصرية في كوبنهاغن في إطار سلسلة مظاهرات مماثلة في العديد من العواصم الأوروبية.

والثانية بعدها بأسابيع قليلة، وكنت استقل مترو الأنفاق في العاصمة الألمانية برلين، حينما وجدت شاباً ذو ملامح عربية يقوم بتوزيع مواد دعائية باللغتين الألمانية والإنجليزية تتحدث عما اسمته المظالم التي تتعرض لها الجماعة في مصر خصوصاً بعد فض اعتصام رابعة العدوية في 14 أغسطس/ آب 2013.

في مقاله* لـ DW عربية يتناول الكاتب الصحفي عماد الدين حسين انحسار تنظيم "داعش" بشمال سيناء والعراق وليبيا وسوريا، ويتطرق إلى التساؤلات حول الشكل الجديد لهذا الإرهاب في ظل استمرار "ظاهرة الإرهاب العشوائي" في المنطقة. (20.04.2017)

في مقاله* لـDW عربية يسلط الكاتب الصحفي عماد الدين حسين الضوء على سر التقلبات الدراماتيكية لجماعة الإخوان وأخطائها التكتيكية، التي قادت فيها النهاية إلى سقوطها سريعا، وكيف أن ظاهرة "الأخونة" كانت سببا آخر في هذا السقوط. (23.03.2017)

في مقاله* لـ DW عربية يتناول الكاتب عماد الدين حسين الخطوط الفاصلة بين المعارضة والإرهاب، فالأخير لا يرتكب إجرامه من أجل الديمقراطية. ورغم أنه يحق للمعارضين انتقاد الحكومة، إلا أنه لا يبرر حيادية الموقف في مواجهة الإرهاب (13.04.2017)

في مقاله* لـDW عربية يسلط الكاتب الصحفي عماد الدين حسين الضوء على مفهوم الشفافية داخل جماعة الإخوان المسلمين ومع معارضيها، وكيف أنها تخفي أفكارها الحقيقية وبرنامجها وميزانيتها خلف لثام من السرية عملاً بمبدأ "التقية". (30.03.2017)

في مقاله* لـ DW عربية يرى الكاتب الصحفي عماد الدين حسين أن صفحة جديدة تُفتح في العلاقات المصرية الأمريكية، وأن ست دقائق بين السيسي وترامب وراء هذا التحول، فكيف حدث ذلك؟ (06.04.2017)

في سبتمبر/ أيلول 2014 كنت شاهد عيان أيضاً على قيام عشرات المتظاهرين المتعاطفين مع الإخوان، بالاعتداء على الوفد الصحفي المصري أمام مطار ج اف كنيدى في نيويورك الذي كان يقوم بتغطية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للأمم المتحدة، وبعدها بيومين حاولت نفس المجموعة الاعتداء على شخصياً أنا والزميل ياسر رزق رئيس تحرير جريدة الأخبار في أحد شوارع برونكس خارج نيويورك.

وخلال زيارات مماثلة للرئيس السيسي إلى كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا ونيويورك أيضاً، تكررت المشاهد نفسها، سواء كانت محاولات للتظاهر أو الاعتداء على إعلاميين ومرافقين للرئيس. والهدف الجوهري كان التقاط صور وفيديوهات لهذه الأنشطة أو الاعتداءات وبثها على اليوتيوب بهدف رفع الروح المعنوية لأنصار الجماعة، للإيحاء  بأن قدرتها على الحشد ما تزال مستمرة.

لكن الملاحظة الجوهرية أن هذه القدرة على أرض الواقع كانت تتراجع بصورة منتظمة.

أسباب هذا التراجع كثيرة، لكن أهمها يكمن في أن صورة الجماعة تعرضت للاهتزاز في العديد من العواصم الأوروبية والسبب الجوهري في ذلك أن كثيرين بدأوا يربطون بينها وبين العنف والإرهاب، خصوصاً بعد موجة التفجيرات التي بثتها داعش في مدن غربية مثل باريس وبروكسل وبرلين ومدن أمريكية مختلفة.

لم تستطيع الجماعة أن تقنع الرأي العام العربي بأنها جماعة سلمية فعلاً، خصوصاً أنها - أو على الأقل بعض أجنحتها - اعترفت بارتكاب أعمال عنف وإرهاب، تمثلت في اغتيال ضباط شرطة وجيش وقضاة، إضافة إلى تدمير العديد من أبراج ومحطات ومحولات الكهرباء، ومنشآت حيوية أخرى.

ومع صعود اليمين المتطرف في العديد من العواصم الغربية، لم يكن ممكناً للجماعة أن تتحرك بسهولة هناك.

أما الضربة الكبرى فكانت مع انتخاب دونالد ترامب رئيس للولايات المتحدة الأمريكية، قبل أشهر، حيث أنه لا يرى فارقاً كبيراً بين الإخوان وداعش، وقال وزير خارجيته ريكس تيلرسون، خلال عملية تثبيته أمام الكونغرس،أنه يجب اقتلاع كل جذور جماعات التطرف من داعش إلى الإخوان.

هذا التغيير المهم في البيئة الدولية منع الجماعة وأنصارها من التحرك بحرية هناك. بعد فترة من النشاط وصلت إلى حد التباهي بأنهم أقاموا الصلاة في ردهات الكونغرس وبعض مراكز الأبحاث المهمة في الولايات المتحدة!

وهكذا انتهى الأمر إلى مجرد فرقعات إعلامية لمجموعات متعاطفة مع جماعة الإخوان لا تزيد أعدادها عن العشرات، بهدف التقاط صورة أو مشهد فيديو لا يتجاوز الدقيقة، يكون مفيداً من وجهة نظرهم لـ«جمهور الدرجة التالثة أو الترسو» أو الأنصار الذين يبحثون عن نصر حتى لو كان شكلياً ومحدوداً!

ضعف قدرة الجماعة على الحشد لم يكن بسبب صعود اليمين عالمياً فقط، لكن أحد الأسباب الجوهرية أيضاً هي الانقسامات الحادة داخل الجماعة نفسها.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل