المحتوى الرئيسى

معلقة الغضب.. هكذا رد شعراء موريتانيا على الرئيس

04/27 10:20

وكانت تصريحات للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز اعتبر فيها أن السبب الرئيسي لتردي المنظومة التعليمية في البلاد هو توجّه أغلب الشباب للتخصصات الأدبية والعلوم الإنسانية، قد أثارت جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والشعبية.

وقال ولد عبد العزيز خلال مؤتمر صحفي في مارس/آذار 2017 إن الجامعات الموريتانية باتت تخرج آلاف الشعراء والأدباء وأصحاب تخصصات العلوم الإنسانية، وذلك أصبح يشكل "عبئا على البلاد"، مطالبا بالتوجه للتخصصات العلمية.

ولم يتأخر الشعراء في الرد على تلك التصريحات التي اعتبروها مهينة ليس فقط للشعراء والأدباء، وإنما لهوية البلاد وثقافتها، حيث لم تعرف موريتانيا في وسطها العربي بثروتها ولا بصناعتها ولا بتجارتها، وإنما بشعرها وثقافتها وكونها حارسة للبوابة الغربية للعالم العربي شعرا وثقافة وهوية، بحسب الشعراء المناهضين للرئيس.

جاءت البداية من الشاعر الشاب محمد ولد إدومو الذي نظم قصيدة قال فيها:

يا سَيِّدي.. أُفُقُ الأشعارِ مُتَّسِعٌ

لا تَقْفُ في شَطَطٍ ما لَسْتَ تَعْلمُهُ

وجاء بعده الشاعر مولاي عبد الله بقصيدة أخرى قال فيها:

تَـنَـحّ عن طرقاتِ الشعر يا ولدي

فـليـس ثمّةَ إلا اللُّجُّ والغرقُ

واذهب إلى حيثُ أموالٌ تجمّعها

وحيثُ تَهديك في تجميعك الطُّـرّق

ثم تبعه الشاعر أدي ولد آدب الذي يعتبر من أشهر شعراء موريتانيا، بقصيدة قال فيها:

شنْقيط.. مَمْلَكَةُ الشِّعْرِ الجَمِيلِ.. ثِـــقُوا!

أنَّ السَّلاطِينَ -دُونَ الشِّعْرِ- مَا خُلِقُوا!

علَى السَّلاطِينِ -فوْقَ الأرْضِ- تَنْطَـبِقُ!

وأنّ كلَّ كرَاسِي المُلْكِ.. أجْمَلُــــــــهـا

عرْشٌ.. بِوُسْعِ جَماهيرٍ.. لنَا.. عَشِقُـوا!

وأنَّ أبْـهَى قُصُـورِ الأرْض.. مُنَدِهشٌ

لحُسْنِ مَا مِنْ بُيُــــوتِ الشِّعْرِ.. نَخْتِلقُ!

شِعْرٌ.. ولسْنَا.. بذلِّ الشِّعْر.. نرْتَــزِقُ!

وأنَّنَا نَمْنَحُ الدُّنْـيَا الجَـمَــــــــــالَ.. إذَا

شِئْنَا.. ونَسْـلُبُه.. أنّى نَشَاءُ.. ثِـقُـوا!

ثم تتالى الشعراء بعد ذلك ينظمون القصائد ردا على الرئيس، معتبرين تصريحاته "إساءة" متعمدة للشعراء، خصوصا أنها المرة الثانية التي ينتقد فيها كثرة الشعراء في موريتانيا الملقّبة بـ"بلد المليون شاعر".

فقد سبق للرئيس الموريتاني أن انتقد عام 2012 كثرة أعداد الشعراء والأدباء في بلاده، وحذر من أن البلاد ستظل بعيدة عن النهوض إذا لم تكن قادرة على تخريج كفاءات علمية، لا شعراء وأدباء.

ويرى رئيس "جمعية الضاد" الشاعر والأديب ناجي محمد الإمام أن النقاش الذي دار بشأن تصريحات الرئيس حول الشعر والشعراء "حاد عن طريق النقاش الهادئ الرصين الذي تبرز من خلاله أفكار ومدارس ورؤى تسهم في وضع تصور جامع لتنظيم الخلاف وتبويب الاختلاف".

ولفت الإمام في مقال نشره على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، إلى أن مسألة موقف الحاكم من الشعر لم تكن مطروحة يوما في أي بلد في الدنيا قبل هذه "النازلة"، وأنه ليس من المألوف أو المقبول أن يحدد مسؤول موقفه من اختصاص أو فن أو مهنة أو حرفة سلبا ،"لأنه معنيٌّ حتما برعايتها وليس بهوايتها".

وأضاف "إذا قُدِّرَ لهُ (يقصد أي مسؤول حكومي) أن يتخذ موقفا غير ذلك، فإن الرد عليه يجب أن يتم بالأساليب العصرية الراقية الحازمة التي تناسب سمو الحرف ومكانة سدنته صُنّاع الحكمة وحراس عتباتها المقدسة".

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل