المحتوى الرئيسى

Rital Mohammed يكتب: كيف تكادين؟ | ساسة بوست

04/26 21:14

منذ 11 دقيقة، 26 أبريل,2017

ولعل العنوان مضحك، ولكني تمنيت لو وجدت كتابًا بهذا الشأن أيام فتوتي – أي قبل العشرين – إذ إنني – ولشدة سذاجتي – لم أظن أن هذا الكيد يمارس في أيامي، بل ظننته في كتب العرب القدامى، أو مقتصرا على العسكريين والسياسيين، ولا يصل إلى المدنيين البسطاء مثلي.

على أية حال، فقد تعرضت للتعامل مع الكثير من المكارين والمخادعين والمحتالين والمكيدين، وأضف لكل منها تاء مربوطة، فما سأقوله يشمل الجنسين. تعلمت هذه الحيل مما مررت به من مواقف كنت فيها الضحية، ولكن دعني أخبرك مبدئيًا أن المكر يختلف عن الخديعة؛ إذ إنك تعلم أن المخادع عدوك، أما المكار فقد يكون أقرب الناس إليك ممن عشت معهم سنوات طويلة وعمرًا مديدًا ولا تعلم من هم على حقيقتهم. الكيد هو أن تجبر الآخر على فعل ما، فتخلي نفسك من مسؤوليته، وتوقعه في الفخ الذي نصبته له. أما الخداع فهو أن يتفاجأ الفرد بأمر معاكس لظاهره.

أولًا: إن أردت لمشكلة ما أن تنشب، اترك الأمور بدون تدخل، وسترى كيف تتطور المشكلات وتنبع. بعض السذج مثلي يظنون أنه مع الصبر على وضع ما سيتعدل أو يتحسن، أو أنه مؤقت، ولكن عدم التدخل في أي وضع كان يعني أنه يتفاقم إلى مشكلات لست بقادر على إصلاحها.

من الكيد بمكان أن تدخل الآخرين في أمور لا قبل لها بها، وتغرر بهم ليبدأوا عملًا ما، إذ إن للأمور سحرًا، فتظهر أنها أسهل مما هي حقيقة. على سبيل المثال فقد انجرف العديدون وراء ترك وظائفهم بداعي التجريب للعمل الحر.

من الكيد بمكان أن تحاول إرضاء الجميع، وتغري المسؤولين بذلك، بينما الحقيقة هي أنه عليك أن تغضب أحدهم، ومن الذكاء والحيلة أن تختار من تريد أن تغضب وتتخلص منه كعصفورين بحجر واحد.

كل حل جديد يولد مشكلات، لذا استمع للاقتراحات أكثر وادعم تطبيق المزيد من الخواطر والأفكار، وطبعًا لا تنس أن تجعل الحمقى والسذج أمثالي يتولون المسؤولية، وبالتالي فهناك دومًا ألف طريقة لإفساد الأمور تمامًا، كما هناك مشكلات تنشأ من كل حل جديد وإبداعي.

الانتظار هو مفتاح الكيد الأكبر ويسمونه عادة الصبر، وانتظار النتيجة التي يمكنك بناء عليها قياس الأثر، وبالتالي أخذ إجراءات جديدة لتثبت جدوى الحلول المطروحة الكثيرة.

من الأكيد أن تجعل الأمور غاية في الوضوح فتجعل الأخر يرتبك ولا يدرك ماعليه فعله و يحصل تشويش نتيجة لهذا عادة.

من الكيد بمكان أن تستبدل الأجزاء بحيث يفترض نظريًا أن التبادل ممكن لأقسام إدارية مثلًا وموارد بشرية، وعندها فقط لن تعمل. كثيرون يستخدمون هذه الحيلة؛ مما يدفع بالكثير من المؤسسات إلى الفشل في مشاريعها جراء فكرة الاستبدال وحدها محاولين إقناع أنفسهم وطاقم العمل بأنه سينجح.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل