المحتوى الرئيسى

السالك عبد الله يكتب: رسالة .. أوقفوا الإرهاب | ساسة بوست

04/26 20:04

منذ 8 دقائق، 26 أبريل,2017

ولدت في بلد مسلم مائة في المائة، لم أخالط أناسا من ديانات أخرى، بل تربيت على أنهم شر مطلق، لا يجب أن نأكل معهم ولا نشرب معهم، بالرغم من أن الإناء الذي نأكل فيه من صنعهم، الغطاء الذي يقينا من البرد من صنعهم، الدواء الذي نستعمله عندما نمرض من صنعهم، لكنهم – بالرغم م نكل ذلك – شر لا يجب أن نقترب منهم ولا نخالطهم.

على هذه الأفكار تربينا، شربنا منها، ونحن صغارًا، لكنني عندما كبرت، أعدت التفكير في كل شيء تعلمته من مجتمعي، خاصة بعدما عرفت أنه مجتمع يسوده التخلف والخوف من الآخر، قرأت عن الأدب الإنجليزي والقيم الأمريكية، صادقت من يؤمنون بإلاه، ومن لا يؤمنون بشيء. في النهاية هذا رأيهم وتلك حريتهم، ولست عليهم بحكيم.

عرفت أن الإنسان بغض النظر عن دينه أو جنسه أو لونه، إنسان كرمه الله، يتألم .. يفرح .. فكيف لإنسان آخر أن يحتقره أو يقتله عن سبق إصرار وترصد؟ وأكثر ما يؤلمني هو أن هؤلاء الذين يقتلون الإنسان في زمننا يقتلونه باسم الإسلام، ويكبرون تكبيرًا قبل ارتكاب أكبر جريمة في حق الإنسانية، وهي قتل نفس بغير حق.

في نفس اليوم الذي تم فيه تفجير كنيستي الإسكندرية وطنطا في مصر كانت معي صديقة مصرية مسيحية، وعندما استيقظت صباحًا على الخبر رحت لها، عندها رأيت بأمي عيني الألم الذي يعتصر هؤلاء، والذي رأيته سابقًا على التلفزيون بعد تفجيرات فرنسا وألمانيا وغيرها. ضممتها على صدري، وأنا لا أدري ماذا أقول، هل أقول لها هؤلاء لا يمثلون الإسلام؟ وهل سيخفف ذلك عنها؟ أم سيخفف عني؟ هل أعزيها؟ لم أنبس ببنت شفة، السكوت في هذه المواقف أكثر تعبيرًا من الكلام.

إن هؤلاء الذين ينظرون نظرة احتقار لمن يختلفون معنا في الدين، ويقتلونهم نهارًا جهارًا بدون سبب، هم أبعد ما يكونون من الإسلام، ومن خلق نبي الرحمة – عليه أفضل الصلاة والسلام – فالقرآن – الذي هو مرجعيتنا – نهى في أكثر من سورة عن قتل النفس، وعن الاعتداء على الإنسان، ونبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – ضرب لنا مثالًا يحتذى في التسامح، وحب الآخر عندما ذهب لزيارة جاره اليهودي عندما مرض.

ألا تتعظون وتعودون إلى رشدكم وتدعون العالم يعيش بسلام؟ إذا كنتم تنشدون الجنة وحور العين، فأبشروا أنتم مصيركم جهنم. وإن من يستغلون عقولكم لأجل القتل لفي ضلال كبير.

استيقظوا يا من تقتلون الإنسان، بأفعالكم هذه تشوهون الإسلام وتنفرون منه. بأفعالكم هذه تجعلون الإسلام دين قتل ودم وكره وبغض، بينما هو دين رحمة وأخوة وسلام وإنصاف وتسامح.

وهنا يأتي دور  العلماء والفقهاء وشباب المسلمين من أجل الحد من تنامي ظاهرة الإرهاب والقتل واستقطاب المنظمات الإرهابية لشباب المسلمين الذين يعانون من هشاشة في الفكر والمعتقد والذين يعيشون في بيئات كل شيء فيها يقود الفرد إلى التطرف.

وذلك من خلال الندوات والنشاطات الثقافية والرياضية التي تشغل الشباب عن التوجه إلى كل ماهو سلبي، والعمل على التأثير عليهم إيجابًا؛ لكي لا يتأثروا بالأفكار السلبية.

كما على الحكومات التحسين من واقع الشباب وخلق فرص عمل لهم وتمويل منتديات فكرية لنقاش الاختلاف وتقبل الآخر، وخاصة في الدول التي تتنوع فهيا الإثنيات والديانات. إذ لا سبيل لنشر ثقافة التقبل  سوى بالحوا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل