المحتوى الرئيسى

الصليب الأحمر: تداعيات خطيرة لانقطاع الكهرباء بغزة

04/26 11:41

حذر مدير مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة جيلان ديفورن من عواقب وخيمة تمس حياة سكان القطاع جراء أزمة الكهرباء الحالية ونقص الوقود في المستشفيات. ودعا في مقابلة خاصة للجزيرة نت إلى إيجاد حل عاجل لهذه الأزمة، معربا عن قلقه إزاء التداعيات الإنسانية الكبيرة على الحياة اليومية لسكان غزة.

 في ظل أزمة الكهرباء الحالية ونقص الوقود كيف ترى الوضع الحالي في غزة اليوم؟ هل لديك أي معلومات جديدة؟

إنني أشعر بقلق متزايد إزاء الوضع الراهن، إن أزمة الكهرباء وما ترتب عليها من وصول التيار الكهربائي من أربع إلى ست ساعات يوميا في جميع أنحاء قطاع غزة لها تداعيات إنسانية كبيرة على الحياة اليومية لكل مواطن في غزة، كما أن لها تأثيرا على البنى التحتية الرئيسية مثل محطات المياه والصرف الصحي.

وعلى مستوى الأوضاع الصحية فإن الوضع مقلق بشكل خاص، إن صحة وأرواح الأطفال والنساء والرجال الذين يدخلون المستشفيات في غزة معرضة للخطر بسبب الانقطاع الحالي للتيار الكهربائي وكميات الوقود المحدودة جدا والمتبقية في المستشفيات الحكومية لتشغيل المولدات الاحتياطية.

ووفقا لوزارة الصحة، فإنه وبدون تمويل إضافي فإن كميات الوقود ستنفد في معظم المستشفيات في غضون أسبوع تقريبا، وهذا يعني أن المستشفيات لن يكون أمامها خيار آخر سوى إيقاف بعض الخدمات جزئيا أو كليا.

لا يجب أن يدفع المرضى من صحتهم أو حياتهم ثمن الأزمة الحالية، خاصة الحالات الحرجة ممن هم في غرف العناية المركزة.

 برأيك ما الذي سيحدث إذا استمر هذا الوضع أو ازداد سوءا؟ وما هو تأثير عدم توافر الوقود من وجهة نظرك؟

لا يلوح في الأفق ما ينبئ بزيادة فورية لكميات الوقود في غزة، مما سينتج عنه تعطيل الخدمات الحيوية قريبا جدا بدءا بمضخات المياه ومرافق الصرف الصحي، وسيكون لذلك أثر مباشر على حياة الفلسطينيين.

على سبيل المثال، ذكرت مصلحة بلديات مياه الساحل أنه لن يكون لديها خيار سوى التخلص من مياه الصرف الصحي غير المعالجة في البحر، ولهذا أثر سلبي جدا على الصحة العامة.

وبطبيعة الحال فإن الانقطاع الحالي في الكهرباء ولساعات طويلة يجعل حياة كل امرأة ورجل وطفل يعيش في قطاع غزة أصعب بكثير على جميع المستويات.

 من المسؤول عن هذا الوضع؟

إن توفير وتوريد الطاقة أو الكهرباء لغزة مسألة معقدة جدا وليس من اختصاص اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تشير بالبنان على من تقع المسؤولية، فمنذ العام 2007 وغزة تواجه باستمرار نقصا في الكهرباء.

الأمر المهم الآن هو إيجاد حل لأزمة الوقود الحالية في أقرب وقت ممكن، لتجنب توقف إضافي في الخدمات الأساسية لآلاف الأشخاص، فعلى مستوى الصحة يعتمد 13 مستشفى حكوميا حاليا على احتياط الوقود الأخير لديها، والذي من المتوقع أن ينتهي في غضون أسبوع، وفقا لوزارة الصحة.

وقد تتعرض صحة وحياة الآلاف من المرضى لخطر شديد، وهنا ندعو جميع السلطات المختصة في رام الله وكذلك في غزة إلى إيجاد حل لها، ونأمل أيضا أن يجد الممولون الذين كانوا يسدون هذه الفجوة القدرة على اتخاذ الخطوات اللازمة لتفادي المزيد من التدهور في الوضع الراهن.

 هل تفعلون شيئا لتغيير هذا الوضع؟

في ظل أزمة الوقود الحالية في غزة تراقب اللجنة الدولية الوضع عن كثب وتتحدث بطريقة ثنائية مع مختلف الجهات المختصة.

وعلى صعيد آخر، فإن اللجنة الدولية تعمل منذ وقت طويل في القضايا المتعلقة بالطاقة، ولا سيما لمساعدة وزارة الصحة على تشغيل المولدات بكفاءة.

وفي العام المنصرم عملت اللجنة الدولية أيضا على تزويد 32 مركزا للرعاية الأولية بنظام الطاقة المتجددة للحد من الاعتماد على الوقود، ولتوفير مصدر كهرباء دائم للثلاجات المستخدمة في حفظ اللقاحات، كما أننا قمنا بنفس هذا العمل في وحدة العناية المركزة في مستشفى غزة الأوروبي، والتي تبلغ سعتها 14 سريرا، إلا أن الأزمة الحالية تتجاوز قدرة أي منظمة إنسانية بمفردها.

 كيف تستجيب المنظمة لاحتياجات السكان الفلسطينيين داخل غزة؟

تستجيب اللجنة الدولية للصليب الأحمر من خلال مختلف برامجها وأنشطتها للتبعات الإنسانية للنزاع طويل الأمد هنا، لقد طغت الإجراءات المختلفة التي تم اعتمادها خلال هذا الصراع على الحياة اليومية للمدنيين الذين يعيشون في غزة.

إن القيود المفروضة على حركة البضائع والأفراد تعزل غزة عن بقية العالم، وفي كثير من الأحيان لا يتمكن المرضى من الخروج للحصول على الرعاية الطبية المتخصصة، كما أنها تؤثر على لم شمل العائلات، وبعيدا عن ذلك فإن الخلافات الفلسطينية الداخلية تسبب الاستياء وفقدان الأمل للفلسطينيين.

وكمثال على استجابتنا تعمل اللجنة الدولية على تعزيز قطاع الرعاية الصحية من خلال بناء قدرات العاملين في المجال، فضلا عن تعزيز ممارسات الرعاية الصحية الجيدة.

مثلا يستفيد حوالي 2400 شخص سنويا من دعم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لمركز الأطراف الصناعية والشلل في غزة، ويعمل مهندسو المياه والصرف الصحي لدينا على تطوير محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وتشييد شبكات المياه ومياه الصرف الصحي، كما نعمل على إعادة تأهيل وتجديد محطات ضخ المياه بالشراكة مع مقدمي خدمات المياه المحليين.

ولتلبية الاحتياجات الاقتصادية لدينا أنشطة مختلفة، مثل دعم المشاريع الزراعية في المناطق الحدودية، أو المشاريع الاقتصادية الصغيرة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل