المحتوى الرئيسى

سعيد غيدَّى يكتب: جوارب زغلول النجار وسحنته القمحية | ساسة بوست

04/26 08:42

منذ 1 دقيقة، 26 أبريل,2017

كتب الدكتور خالد منتصر سنة 2007، مقالة يرد فيها على بعض ترهات وخرافات زغلول النجار (83 سنة) الذي يملأ الفضائيات ويقيم الدنيا ولا يقعدها بـ«الإعجاز العلمي في القرآن» يقول: «الورطة التي أوقعنا فيها د. زغلول النجار بنظريته الإعجازية هي ربطه ما بين الدين المطلق الذي لا يعرف إلا الإجابات، بالعلم النسبي الذي لا يعرف إلا الأسئلة، الدين هو اليقين والعلم هو الشك، ولا داعي لخلط هذا مع ذاك، وإلا وقعنا في فخ الشك الديني نتيجة اللخبطة والاضطراب والقلق الذي يصنعه فينا د. زغلول والإعجازيون، وأستطيع أن أقرر؛ أنني وكل من ينكر نظريات الإعجاز العلمي، ويقول إن القرآن كتاب هداية، وليس كتابَ بيولوجي وجيولوجي وفلك، ويؤكد على أن إعجاز القرآن في أفكاره الثورية التي ستعيش وليست في نظرياته العلمية التي ستتغير».

مناسبة هذا الاستهلال، أن زغلول النجار حلَّ بالمغرب قبل أسبوع، بدعوة من مؤسسة البحوث والدراسات العلمية بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء، وفي إطار فعاليات المؤتمر العالمي الرابع للباحثين في القرآن وعلومه، وعند وصول زغلول النجار قدم ثلاث محاضرات عن الإعجاز العلمي في كليتين بمدينة فاس وواحدة بقصر المؤتمرات بمدينة مكناس. وكلها محاضرات عرفت جدالًا كبيرًا حيث حاصر طلبة كلية الشريعة وبعض الطلبة الباحثين زغلول النجار بأسئلتهم العلمية والتشكيكية، وبنقدهم ومنهجهم التحليلي، وقدموا خلال كل مداخلاتهم براهين وحججًا تطعن في ترهاته، وفي كل ادعاءاته عن الإعجاز العلمي في القرآن، وهو ما أثار حفيظته، وجعله يفقد صوابه وينعتهم بالملحدين والكفار، والجهَّل.

زغلول يقطر الشمع على الفيسبوك

وعلى صفحته في الفيسبوك، نشر تدوينة بعد عودته من المغرب، تتضمن أوصافًا ونعوتًا قدحية، كشفت حقيقته وزيف ادعاءاته وأكاذيبه وافتراءاته الكثيرة، يقول في هذه التدوينة: «فقد زرت المملكة المغربية لعدة مرات وحاضرت فيها عددًا من المؤتمرات التي رأيت فيها الوجهة المشرقة لهذه المملكة التي يعتز غالبية أهلها بالإسلام وبلغة القرآن، ولكن كالعادة فإن لكل أمة حفنة من الأشرار الذين يتبرؤون من مبادئهم وينسلخون عن دينهم».

ولم يقف الشيخ الذي بلغ من السن عتيًا عند هذا التوصيف الجارح، بل استرسل قائلًا: «في هذه المحاضرات الثلاث كان الحضور المكثف للعلماء والأساتذة وللطلاب مفزعًا لحفنة اليسار المغربي الذين أساءهم احتفاء كرام أهل المغرب بهذا الحضور غير المسبوق، فدفعوا بثلاثة من صغار اليسار في المغرب، ليثيروا شيئًا من الجدل الذي لا علاقة له بموضوع المحاضرة في كلية العلوم».

وقد خلفت هذه التدوينة الهجينة للشيخ زغلول ردود أفعال قوية من طرف مثقفين ومهتمين وباحثين مغاربة، أجمعوا على استنكارهم لهذا الحقد وهذه الضغينة وهذه الأكاذيب التي أتى على ذكرها صاحب «الحجاب يقي من الأشعة فوق البنفسجية»، خصوصًا أن المحاضرات سجلت ونشرت على موقع اليوتيوب، وتناقلتها كبريات الصحف عبر مواقعها الإلكترونية.

محمد بنميلود كاتب وروائي مغربي كتب رسالة مباشرة وجهها أسفل تدوينة لزغلول يقول فيها: «أنت تبحث عن تلاميذ مذعنين وعن مريدين صغار ومطأطئين وعن أغبياء يسمعون ويطيعون تملأ عقولهم بترهاتك، لكنك للأسف أخطأت هذه المرة بزيارتك لمدينة مغربية تاريخية كانت مهدًا للعلوم والمعارف القديمة هي فاس حيث جامعة القرويين التي زارها ابن رشد وابن باجة وابن زهر وابن ميمون وابن مرزوق وابن عربي ولسان الدين بن الخطيب وغيرهم كثير، كيف تنتظر إذن من تلامذة فاس أن يقدموا لك السمع والطاعة والخضوع. الخطأ خطؤك يا رجل».

ولم يفت صاحب رواية «الحي الخطير» تقديم نصحه لصاحب «الكعبة مركز الكون»: «المرة القادمة عليك أن تتحلى باحترام العلم والمنطق وعقول الطلبة قبل الجرأة على زيارة جامعات المغرب. الأمر غير مرتبط بيساريين ولا ملحدين كما ذكرت، إنك تكذب وتدلس وتحاول تصوير الأمر بكاميرا غوغائية تحب التبعية وتكره النقد والنقاش كما لو أن كلامك منزل، بل أغلب الذين أحرجوك هم من طلبة كلية الشريعة. لقد كانت أسئلتهم مهذبة ومن داخل سياقك ونسقك وليس من خارجه، لكنها رغم ذلك كانت أسئلة ذكية متشككة لا تبلع البرسيم دون التبنن في طعمه.

أصلًا أنت وعلومك الزائفة مرفوض في المغرب من طرف شريحة كبيرة من المتدينين لأنك أحد الذين ساهموا بقوة في تخلف عقول الشباب وحشوها بالشعوذة والخنوع للحكام والأنظمة عوض بث روح العلم الحقيقية والسؤال والشك والتحرر فيها».

رشيد إيهوم، أستاذ مادة الفلسفة وباحث، سأل زغلول في أول رده: «في البداية لا أعرف بما ألقبك هل أنت عالم؟ أم شيخ؟ إن كنت عالمًا فالعلم يناقش بالعلم والبرهان ومقارعة الحجة بالحجة. أما إن كنت شيخًا فإنك صاحب دعوة، وهذه مسألة أخرى. لكن أنت في الحقيقة وأمثالك تمثلون «أيديولوجيا دينية» توظف «العلم» خدمة للأيديولوجيا الدينية التي تحملونها. أنت مسكون بأيديولوجيا سيد قطب والإخوان المسلمين. ولا يهمك العلم في شيء اللهم توظيف بعض مقولاته بكل مكر، واللعب بها على عقول غير المتخصصين لتثبت صحة أيديولوجيتك الدينية.

واتهامك لمن سألك من منطق العلم والعقلانية والبرهان بانتمائهم لليسار وبانسلاخهم عن دينهم وبعدم رغبتك في سماع كلامهم، لعمري هي الدليل القاطع على أنكم تبيعون وتشترون بالدين، لكن بدعوى الإعجاز العلمي في القرآن وإن سلمنا معك جدلًا بهذا الإعجاز. فلماذا تنتظرون «كفار الغرب» حتى يكتشفوا الحقائق العلمية، بالحجة والبرهان والملاحظة الدقيقة والتجارب المخبرية، فتؤكدوا بعدها تضمن القرآن لها. لمَ لمْ تكتشفوها قبل 1400 سنة، زد على ذلك أن عدم رغبتك في سماع كلام محاور ليس من أخلاق العلم والعلماء، وهنا أتحدث عن العلماء التجريبيين، الذين لا يؤمنون بالمطلقات لا علماء الدين. فالعلم حوار ونقاش وحجة ودليل».

وبسخريته المعهودة كتب أحمد صوفا وهو عضو في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي المعارض: «حبيبي زغاليلو اليسار المغربي وفكره وقيمه النبيلة وتضحياته الجسام بزاف عليك، والشباب اليساري الذي كشف تخاريفك وفضح سمسرتك وأزال عنك لثام الكذب والتدليس حتى هو بزاف عليك، أنت والدواعش الذين يصفقون ويروجون لأكاذيبك.

لن تفلح في نشر ترهاتك وسط جيل من الشباب المغربي باحث ومتنور يهتم بالمعرفة العلمية ويملك حدًا أدنى من الروح النقدية Esprit critique. لقد أخطأت العنوان هذه المرة».

وتفاعلًا مع مخلفات هذا الجدال، نشر صحافي جريدة الأهرام بالرباط، سعد سلطان تدوينته كتب فيها: «زغلول الدجال» و«زعلوك النجار»، وحملة إلكترونية ساحقة ماحقة «مسحت به الأرض والسماء.. آخر ما نال الإخواني زغلول النجار حينما حاول ممارسة السطو والنصب العلمي باسم القرآن في محاضرتين له بالمغرب، كان المغاربة قد أوقفوا زيارة للعريفي منذ أسابيع وتصدوا لشيوخ الإخوان وقاداتهم ودعاتهم المزيفين ومنعوا دخولهم البلاد، ومنذ عام أطاحوا بمذيع الجزيرة «أحمد منصور» وكشفوا خيانته ووساخته وصارت بلاد المغرب منطقة محظورة عليه».

وفي مقالته المعنونة بـ«بلوتو المكار يحرج زغلول النجار»، يقول الدكتور خالد منتصر: «عندما ينكر أحدكم اللعبة الخطيرة التي تسمى تجارة الإعجاز العلمي، فهو حتمًا يدافع عن الدين وعن قدسيته، وأيضًا يدافع عن العلم وتحرره وجسارته، ولو أن كل دين يختبر صدقه بمدى تنبؤاته العلمية لاعتنق الناس الديانة الفرعونية مثلًا، لأنها حتى الآن لا تتنبأ فقط بل تتحدى البشر في التحنيط وبناء الأهرامات والاحتفاظ بألوان المعابد».

إن هذا الأمر، أي صراع العلوم الغيبية والفكر العلمي القائم على النظرية والتجريب، ليس معقدًا لهذا الحد، إذا وضعناه فقط في سياقه التاريخي بالاعتماد على قاعدة «نفي النفي»، بل نتيجة تعكسه صراعات الأشياء المتناقضة في جوهرها وفي ظاهرها، كما الشأن هنا لمسألة الإعجاز العلمي في القرآن، الذي يقوم على التكهنات والاعتقادات بقطعية الظواهر، بعلاقته مع الفكر المادي الجدلي، الذي يتأسس على المنهج العلمي، الذي مقياسه التجربة والقياس. يقول جابر حيّان: «ويجب أن تعلمَ أنّا نذكر في هذه الكتب خواصّ ما رأينا فقط، دون ما سمعناه أو قيل لنا أو قرأناه، بعد أن امتحنَّاه وجربناه، فما صحَّ أوردناه، وما بطَل رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضًا وقايسناه على أقوال هؤلاء القوم».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل