المحتوى الرئيسى

مستشفيات سيناء.. مرضى يبحثون عن طبيب

04/25 15:25

في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة المصرية عن وضع شمال سيناء على رأس أولوياتها في التنمية خلال الفترة المقبلة، إلا أن المحافظة تحتل مرتبة متأخرة في الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين إضافة إلى الحالة الأمنية غير المستقرة في المحافظة بعد شنت القوات المسلحة حربًا على الإرهاب.

وبحسب مراقبين، فإن الوضع في المستشفيات سيئ للغاية، بسبب خلوها من الأطباء والممرضات وعدم توافر الأجهزة الطبية ومنع عدد من الأطباء من دخول سيناء دون إبداء أسباب من الأمن، فضلا عن تناثر مخلفات المرضى في كافة أرجاء المستشفى، بالإضافة لتأخر وصول الأدوية بسبب الحظر الأمني.

" مصر العربية" رصدت الخدمات المقدمة للمواطنين في 7وحدات طبية ومستشفيات بمحافظة شمال سيناء، وذلك خلال  الذكرى الـخامسة والثلاثون على تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.

قال أحمد برهوم موظف عام، إن مستشفى رفح العام شبه مهجورة ومتوقفة عن العمل رغم وقوع  العديد من الإصابات يوميا نتيجة الرصاص الطائش والمجهول بمنطقة رفح.

وأكد أن غياب الرقابة تسببت في خلو المستشفيات من الأطباء والموظفين، لكون المستشفى بعيد عن رقابة المسؤولين وطريقه مغلقة بعدد من الكمائن.

وتابع:"يتجه المرضى إلى مدينة العريش على بعد 45 كم وأحيانا لا يستطيعون الوصول بسبب الكمائن وهناك عشرات الحالات المصابة تتوفى لعدم وجود طبيب أو لتأخر نقلها لغياب وجود سيارات الإسعاف برفح".

فالوضع في مدينة الشيخ زويد لم يختلف كثيرًا، رغم كونها ثان أكبر مدينة حدودية ويبلغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة، حيث تحول مستشفى الشيخ زويد المركزي إلى مجرد نقطة تحويل لمستشفى العريش العام.

وأشار إلى أنها من أهم المستشفيات التي تعمل بالمنطقة قبل 5 سنوات، إلا أنه شبه متوقف، ويوجد فوقه كمين أمني يطلق النار بصورة عشوائية والمواطنين يخشون على حياتهم من التوجه للمستشفى خوفًا على أبنائهم وحياتهم.

وأضاف المواطن محمود سنجر، أن أطباء مستشفى الشيخ زويد يستغلون الأوضاع الأمنية وعدم وجود رقابة ويعملون في عياداتهم الخاصة ولا يتوجهون للمستشفى بصورة تامة، وهو ما يهدد حياة المواطنين الذين يتجهون في الغالب إلى العيادات الخاصة أو لمستشفيات الإسماعيلية وبورسعيد.

وبالنسبة للأوضاع داخل مستشفي العريش الذي يعد أهم وأكبر مستشفيات شمال سيناء، قالت السيدة سهام جمعة:" إن مستشفى العريش من أهم المستشفيات، التي تعاني الإهمال بكافة صوره، مستشهدًا على واقعة واقعة إحدى قريبتها التى  أصيبت جراء سقوط قذيفة على منزلها، وظلت بالمستشفى 3 أيام دون أن يتم التغيير على الجرح حتى أخرج روائح كريهة.

وأوضح المواطن إبراهيم الكاشف، أن هناك حالة من الإهمال في غرف النفايات الطبية الخطرة، فالغرف مكتظة بالأكياس الحمراء المخصصة للنفايات الطبيةو تتناثر خارجها.

أما مستشفى بئر العبد بمنطقة غرب سيناء والذي يخدم نحو 45 ألف نسمة فإنه لا ترقى لمستوى وحدة صحية وفقا لما قاله علاء البياضي مواطن، أن مستشفى بئر العبد مركزي ولكنه يعمل بجهد وحدة صحية، موضحا أن غرفة العمليات متوقفة لعدم وجود كوادر طبية من أطباء متخصصين .

وأشار البياضى، إلى أن كل شيء داخل المستشفى ملوث ويتم حرق النفايات الطبية الخطرة خلف مبنى الاستقبال والدخان يملأ المستشفى من الداخل ويخنق المرض، ويعاني مرضى الكلى من تعطل الأجهزة الخاصة بعمليات الغسيل الكلوي.

" معندناش أطباء.. بهذه الكلمات بدأ محمد عمار المواطن حديثه مع "مصر العربية" قائلا "هناك طبيب واحد ينام للظهر وبعد انقضاء موعد العمل الرسمي يقوم بتشغيل وحدة طب الأسرة كعيادة مقابل قيمة للكشف تتراوح ما بين 35 إلى 50 جنيها.

وكشف مصدر مسؤول لـ "مصر العربية"اختفاء أجهزة تقدر بنحو 8 ملايين جنيه من وحدة طب الأسرة بمنطقة بئر لحفن جنوب العريش، تم التكتم على واقعة السرقة وغلق الحادثة دون تحقيق.

وكشفت إحدى الممرضات بشمال سيناء لـ مصر العربية، أن هناك قرابة 12 وحدة طب الأسرة بمناطق جنوب الشيخ زويد ورفح خرجت من الخدمة تمامًا نتيجة تدميرها خلال العمليات العسكرية المستمرة في شمال سيناء.

وأضافت الممرضة، أن أهالي القرى الحدودية يموتون دون وجود وحدات صحية لإنقاذ حياتهم وخاصة الطفال والنساء الحوامل ولا يوجد أي بديل حتى اليوم.

قال الدكتور عربى عبد العال وكيل صحة شمال سيناء، إنه سيتم افتتاح عدد من الوحدات الجديد خلال هذا الإسبوع بمناسبة عيد تحرير سيناء، وتمثلت تلك الوحدات بإفتتاح وحدة الفيروسات الكبدية ووحدة للأورام بمستشفى العريش العام.

وأضاف عبد العال، فى تصريح خاص لـ مصر العربية، أنه سيتم أيضًا افتتاح وحدة للعناية المركزة و 4 وحدات رعاية أساسية ببئر العبد والنخيلة .

وأكد إسلام الكيكى مدير العلاقات العامة بمستشفى العريش العام، أنه سيتم افتتاح وحدة فيروسات الكبدية بمستشفى العريش العام التابعة لوزارة الصحة والسكان، ومجهزة بأحدث جهاز لتحليل الفيروسات.

وأضاف الكيكى لـ "مصر العربية"، أن الوحدة تتكون من 3 عيادات، وغرفة لسحب عينات، وغرفة لمدير الوحدة، وصيدلية وغرفة للشئون الإدارية.

وأوضح الكيكى، أن التكلفة المالية لجهاز تحليل الفيروسات تقدر بـ  مليون جنيه، مشيرًا إلى أن عدد الأطباء المتواجدين بالمستشفى متماشى مع ضغط العمل وخصوصًا أن مستشفى العريش العام هى أكبر مستشفيات المحافظة، وعليها ضغط كبير من المرضى بالمحافظة.

ومن جانبه قال الدكتور صلاح سلام، نقيب أطباء شمال سيناء، إن وضع المستشفيات فى سيناء سيء للغاية نتيجة للأوضاع الأمنية التى تعانى منها شمال سيناء، بالرغم من توقيع تعاقد مع كبار المستشاريين لمستشفى العريش العام، مع 3 جامعات " الزقازيق القاهرة والأزهر "، بحضور رئيس الوزراء السابق "إبراهيم محلب”، إلا أن الخدمة الطبية غير جيدة ولم يتم تفعيل هذه البرتوكولات.

وأضاف سلام، فى تصريحات لـ "مصر العربية"، أن هناك عدد كبير من التخصصات غير موجودة على سبيل المثال " جراحة المخ والأعصاب، وأنف وأذن، والأوعية دموية، وجراحة المناظير على الرغم من وجود أجهزة مناظير حديثة بالمستشفى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل