المحتوى الرئيسى

في ذكرى تحرير سيناء.. قائد السرية الأولى للكتيبة 12 مشاة: أسقطنا «تبة الشجرة» فى 45 دقيقة فقط

04/25 11:53

دخلنا قناة السويس قبل العبور بـ40 دقيقة.. وتمركزنا على مسافة 2 كم داخل خطوط القتال بـ154 جنديًا و6 ضباط..

أقمنا حائط صد أمام العدو.. ودمرنا قوات الاحتياطى الإسرائيلى قبل توجيه ضربة للكتيبة أثناء العبور

انتصارات كاسحة للسياسة والعسكرية المصرية ستظل عالقة فى ذاكرة التاريخ، جسدتها بطولات تحرير سيناء يوم استردت البلاد كامل أراضيها، وأسدلت الستارعلى سلسلة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى على أرض الفيروز.

أرض الفيروز هى البوابة الشرقية وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطنى، وسطرت تاريخا عريقا لبطولات المصريين وتضحياتهم الكبرى لحمايتها.

ويروى اللواء أركان حرب طلبة رضوان، قائد السرية الأولى ــ التى أطلق عليها «المفرزة المتقدمة» من الكتيبة 12 اللواء الرابع الفرقة الثانية مشاة الجيش الثانى الميدانى ــ بطولات أول كتيبة عبرت قناة السويس ورفعت علم مصر على الضفة الشرقية وتبة السبعات، وسريته التى كانت مكلفة بعمل حائط صد أمام القوات الإسرائيلية، خاصة الدبابات، لحماية الفرقة الثانية مشاة أثناء العبور تحت قيادة المقدم رجب عبدالرحيم عثمان، كما شاركت فى تدمير مركز عمليات الجيش الإسرائيلى المعروف باسم «تبة الشجرة»، خلال الحرب، والذى يعد أحد أكثر مواقع العدو تحصينا على خط بارليف.

ويقول طلبة: «كنت أقود سرية مشاه تضم 154 جنديا و6 ضباط، وكلفت بمهمة أساسية ومجهولة فى حرب أكتوبر، هى العمل كمفرزة متقدمة تعبر قناة السويس قبل التوقيت الرئيسى لعبور القوات بـ40 دقيقة، لمنع قوات العدو الاحتياطية والمتمركزة خلف النقاط القوية على عمق نحو 7 كم، من التدخل فى عملية عبور الفرقة الثانية مشاة، وذلك طبقا لحسابات فنية وتكتيكية».

ويضيف: «المهمة ارتكزت على العبور والوصول لمسافة 2 كم، فى عمق خط القتال رقم 2 للعدو، والذى كان من المفترض أن يستند عليه لتوجيه ضربة للقوات المصرية التى تعبر القناة، والهدف من الـ40 دقيقة كان الوصول لتبة السبعات قبل الاحتياطى الإسرائيلى، ونجحنا بفضل الله وبسالة الجنود والضباط من مقابلة قوات الاحتياطى وتدميرها بالكامل».

ويتذكر اللواء طلبة أنه كلف بمهمة ثانية بعد عبور الفرقة الثانية مشاة، تتمثل فى اقتحام موقع «تبة الشجرة» مركز قيادة قوات العدو ــ الذى يسيطر على أعمال قتال كل القوات الإسرائيلية بالقطاع الأوسط ويعتبر المخ لتوجيه القوات ــ حيث كانت توجد وحدات من العدو للدفاع عنه، وبالفعل نجحت القوات المصرية فى الاستيلاء على الموقع فجر يوم 9 أكتوبر بعد 45 دقيقة من أعمال القتال، وحصلنا على وثائق مهمة وخطط عمليات تزن 3 أطنان وتم نقلها بسيارة نقل.

وبعينين تملأهما الدموع وبصوت مخفوق بالفخر والحزن، يتحدث طلبة عن المهمة الثالثة التى كلف بها فى 12 أكتوبر، وتمثلت فى الصعود أعلى تبة متواجدة يمين تمركز الكتيبة لطرد 3 دبابات للعدو، كانت تمثل خطرا على باقى الكتيبة لأنها كانت فى وضع توجيه.

ويتابع: «أثناء الصعود كان على يمينى الشهيد البطل العريف رجب محمد مصطفى، الذى أصيب بطلقة فى صدره بعدما وجهت إحدى دبابات العدو دفعة طلقات من رشاش نص بوصة، ورفض الشهيد الاستسلام والسقوط وارتكز على ركبتيه، وحاولت إنقاذه لحين إخلائه ولكنه رفض، وقال لى (مكمل معاكم يا فندم)، ووجدت أن فتحة الطلقة كبيرة، وأكدت عليه عدم الحركة حتى لا يفقد كمية دم أكبر، فنظر إلى بنظرة لن أنساها، وقال لى عبارة لم أتمكن من الرد عليه (يا فندم بلدنا أبدى مننا)، واستشهد بعدها».

ويضيف: «بعدها بلحظات، وفى مواجهة الدبابة كان مصطفى شرف الدين جندى آر بى جى، يطلق قذيفته فى نفس توقيت خروج الطلقات من الدبابة، فأصيب، وأثناء إخلائه ظل يردد (الله أكبر وتحيا مصر) حتى بدأ صوته فى الانخفاض واستشهد، وتبين أنه كان يعول والدته الضريرة وزوجته وأولاده وزوجة وأولاد أخيه الشهيد فى حرب 1967».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل