المحتوى الرئيسى

كيف تعرفون عصر بناء المساجد من طرازها المعماري في مصر؟

04/24 19:08

اختلفت سمات وملامح العمارة الإسلامية على مر العصور في مصر منذ بداية الفتح الإسلامي حتى الآن، خاصة بالنسبة للمساجد. ويمكن من خلال رصد حال عمارتها والفن المستخدم فيها، أن نتعرف على العصر الذي بُنيت فيه.

بدأ عام 21 هـ/642م، مع الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص، وعن هذه الفترة، يقول نور يحيى الباحث الإسلامي والمرشد السياحي لرصيف22: "إن المساجد في تلك الفترة، كانت بسيطة جداً، فلم تكن تحتوى على محاريب مجوفة أو منابر أو مآذن، كما نرى الآن، بل كانت عبارة عن مساحة صغيرة تمتاز بالبساطة".

وأضاف: "عندما أراد عمرو بن العاص بناء منبر في مسجده، أرسل إليه عمر بن الخطاب يأمره بكسره قائلاً: أما يكفيك أن تقوم قائماً والمصلون جلوس تحت عقبيك؟ فكسره".

وفي وصف جامع عمرو بن العاص، الذي يعبر عن تلك الفترة، تذكر الدكتورة سعاد ماهر في كتابها "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون" أن "الجامع كان عبارة عن 50 ذراعاً طولاً في 30 ذراعاً عرضاً، وله سقف مطأطأ، ولا صحن له، وله 6 أبواب" وتتابع: "أول من زاد في الجامع هو مسلمة بن مخلد الأنصاري، فأضاف مساحة جديدة"، ومع تتابع العصور بدأت تظهر عناصر العمارة الإسلامية التي نراها عليه اليوم، حيث الأروقة التي تحيط بالصحن والميضأة (مكان مخصص للوضوء) القائمة في منتصفه.

رغم أن الخلافة العباسية بدأت عام 132 هـ/ 750م، إلا أن السمات المعمارية الخاصة بها لم تظهر في مصر إلا على يد أحمد بن طولون (220 هـ/835م- 270 هـ/884م)، الذي استقل بحكم مصر سياسياً عن الخلافة العباسية وأنشأ دولة تحمل اسمه.

وأكد يحيى لرصيف22، أن البناء الوحيد الذي يمثل الخلافة العباسية بمصر هو جامع أحمد بن طولون، الذي شُيد على طراز مدينة سامراء بالعراق.

أما العناصر المعمارية المميزة له، فهي:

وبيّنت ماهر في كتابها المذكور سابقاً أن الجامع يتكون من صحن تحيط به أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة، ويتكون الرواق من دعائم مبنية من الآجر وفي أركان كل دعامة بنيت أعمدة متصلة نقشت عليها تيجان بأشكال نباتية.

وتحمل الدعائم عقوداً مغطاة بطبقة جصية غنية بالزخارف الجميلة، ويعلو العقود إفريز من الجص يعلوه أزار خشبي يحيط بأروقة الجامع جميعها ومكتوبة فيه بالخط الكوفي البسيط سورتا البقرة وآل عمران، فضلاً عن الشبابيك المصنوعة من الجص والغنية بالأشكال الهندسية والنباتية.

أما عن العناصر المعمارية للمساجد المبنية في عهد الدولة الفاطمية (358 هـ/969م-567 هـ/1171م)، فهي بحسب يحيى كما نراها في جامع الأقمار:

وتصف ماهر في كتابها جامع الأقمر الذي بناه الخليفة الآمر بأحكام الله، قائلةً بأن واجهته اتسمت "بزخارف معمارية من دلايات ونقوش خطية ونباتية محفورة في الحجر، ويتكون الجامع من صحن تطل عليه 4 أروقة أكبرها رواق القبلة، فضلاً عن الشريط الكتابي الذي يعلو المدخل".

عُرفت عن صلاح الدين مؤسس الدولة الأيوبية (567 هـ/1171م - 648 هـ/1250م) رغبته في نشر المذهب السني على عكس الفاطميين الذين نشروا المذهب الشيعي في مصر، لذلك اهتم ببناء المدارس من أجل تعليم المذاهب السنية الأربعة وهي: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية.

من أشهر العمائر في تلك الفترة، قبة الإمام الشافعي، وقبة الصالح نجم الدين، والمدرسة الصالحية والكمالية بشارع المعز لدين الله الفاطمي.

وعن عناصر العمارة حينها، يعددها يحيى في جامع الصالح لدين الله:

نشأت في تلك الفترة (648 هـ/1250م - 923 هـ/1517م) بجانب الجامع، المدرسة التي تدرّس العلوم الشرعية، أو ما يُعرف بالخانقاه، وهي مخصصة للمتصوفين.

يقدم يحيى نموذج جامع الناصر محمد بن قلاوون للحديث عن عمارة تلف الفترة التي كانت:

وتصف ماهر في كتابها مجموعة المنصور قلاوون، التي أنشأها سيف الدين قلاوون، بأن لها واجهة كبيرة ممتدة يتوسطها باب كُسي بالرخام الملون، فضلاً عن وحدات رأسية تتكون من جدران غائرة معقودة ومحمولة على أعمدة رخامية وبداخلها شبابيك مزخرفة بأشكال هندسية مفرغة.

وما يعرف بالمجموعة انتشر في عهد الدولة المملوكية وهو عبارة عن عدة أبنية متجاورة تتكون من المدرسة والبيمارستان (مستشفى) وقبة ضريحية للمنشأ، فضلاً عن الكُتاب والسبيل.

أما من الداخل فهي عبارة عن صحن يتوسطه فسقية (الميضأة أي الحوض المخصص للوضوء)، وتطل عليه أربعة إيوانات.

يوضح يحيى أن عناصر العمارة العثمانية (1517م-1802م) في مصر لم تتضح إلا في عهد سليمان القانوني، وهو:

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل