بعد عداء دام لسنوات.. تحالف وشيك بين داعش و القاعدة

بعد عداء دام لسنوات.. تحالف وشيك بين "داعش" و "القاعدة"

لاخلاف على أن تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، والمعروف بـ"داعش"، قد خرج من رحم تنظيم القاعدة، لكن الخلافات الأيدلوجية والفكرية والفقهية والمطامع الاسترتيجية والاقتصادية فرقت فيما بينهما، وجعلتهما جهتين متباعدتين لكل منهما أهداف ومطامع.

عرف عن أمير تنظيم "داعش" الإرهابي أبو بكر البغدادي، أنه تربى في كنف تنظيم القاعدة بالعراق، وفي مطلع العام 2010 قام بتكوين حلف جديد له، أرسله للقتال في سوريا، لاقى ترحيب القيادي بالتنظيم أيمن الظواهري، حيث أنها فكرة تمثل توسعا لنطاق القاعدة، في الأماكن التي لم يكن قد وصل إليها بعد.

إلا أن الخلافات آبت أن تتركهما على هذ المنوال فأعلن البغدادي إنفصاله عن تنظيم القاعدة وتكوين تنظيم داعش، بعدما أصدر الظواهري أومره له بالامتثال والطاعة، وهو ما رفضه البغدادي وأعلن وضع جبهة النصرة تحت قيادته.

وفي مطلع العام 2014 إندلع القتال بين "صديقي الأمس" وأعلن أيمن الظواهري رسميا إنهاء العلاقات بين "القاعدة" و"داعش"، وتبادلا الإتهامات فيما بينهما وخرج البغدادي يصف زعيم القاعدة بـ"الشيخ الخرف"، فيما اتهمت القاعدة داعش بالخروج على الثوابت الدينية، وظلا في عداء وانفصال دام حتى وقت قريب.

ومع تعرض تنظيم "داعش" لضربات متلاحقة في العراق وسوريا، من قبل قوات التحالف، تعرضت موارده الاقتصادية لأزمة، وأصبح الآن في حاجه ماسة لطرق مختلفة لتمويله اقتصاديا، لمواجهة الضربات المتلاحقة التي تقوم بها قوات التحالف، لقوات داعش، فلم يجد التنظيم طريقا آخر غير التقارب مع القاعدة مرة أخرى، وفد أظهرت مؤشرات تعكس على مدى التقارب فيما بين داعش والقاعدة مرة أخرى.

ويؤكد الباحث في شأن الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، بأنه لايستبعد وجود تقارب، بل أنه وشيك الحدوث، في ظل مايتعرض له تنظيم داعش من ضربات متلاحقة من قوات التحالف، أضعفت قوته الاقتصادية، واتجه إلى تغيير استراتيجياته، ومن المتوقع أن تشمل تلك الاستراتيجيات إعادة التحالف فيما بين القاعدة وداعش، مشيرا إلى أنه على الجانب الآخر، فإن القاعدة أيضا في حاجه إلى التحالف مع داعش، وإعادة الماء لمجاريها مرة أخرى، خاصة وأن نجم تنظيم "داعش" قد غطى على "القاعدة"، مع التمدد الذي يحظى به التنظيم في افريقيا وتعدد خلاياه.

وحدد الخبير في شأن الحركات الإسلامية خالد الزعفراني، أوجه التقارب التي بدأت بين القاعدة وداعش، بأن تصريحات رئيس الوزراء العراقي، والذي أكد خلالها على أن داعش والقاعدة في الطريق لإقامة حلف، وأن أمير داعش البغدادي قد بدأ في الدخول بمحادثات مع زعيم تنظيم القاعدة، ومن المتوقع أن يقوم ممثلين عن التنظيمين في عقد جلسات بينهما، مؤكدا- في إشارة منه- على أن التحالف وشيك، وستصبح القاعدة وداعش حلفين.