رامي يحيى يكتب: الاتحاد النوبي وتوصيات العار

(عدم ترشح سيدات النوبة لمنصب رئاسة الاتحاد أو النائبين)

الجملة القذرة دي مصدرها مش بيان لجماعة “كو كلوكس كلان”، إنما وردت ضمن توصيات لجنة الانتخابات بالاتحاد النوبي في أسوان، وهو كيان من المفترض بيشتغل على الدفاع عن حقوق النوبيين، ومن أهم مشاكلنا كنوبيين هي العنصرية، يعني كيان أحد مهامه الأساسية مواجهة العنصرية هو مصدر الجملة دي. شوفتوا الوَكسة؟!

وده معناه أن السادة القائمين على الاتحاد مفيش عندهم خلاف منهجي مع العنصرية كفكرة، إنما متضايقين بس إذا وقعت عليهم، الجملة المشينة دي ليها دلالة مهمة جدًا، وهي أن كل من مرت عليه توصيات العار، من أول العنصريين اللي كتبوها لغاية ما تم نشرها على الصفحة الرسمية للاتحاد، كل دول جهلة تمامًا على مستوى اللغة والقانون والسياسة.

على مستوى اللغة توصيات العار بتستبعد السيدات النوبيات من الترشح، بالتالي أي سيدة غير نوبية غير مستبعدة، وهو بالطبع أمر مش وارد في ذهن هؤلاء “الكتبة”. إنما هم فقط لا يفقهون.

وعلى مستوى القانون توصيات العار دي إذا تم اعتمادها. هيكون بعدها حل الاتحاد مسألة وقت مش أكتر، وأنا عن نفسي من أول المتطوعين لتقديم الشكوى أو رفع القضية اللازمة لحل الكيان العنصري اللي هيعتمد توصيات بالشكل ده.

أما على المستوى السياسي فالكارثة وقعت خلاص، فالاتحاد اللي اسمه كان في السما وقت قافلة العودة النوبية، النهارده مجرد الانتماء له بقى سُبة، فالنشر على الصحفة معناه قبول قيادة الاتحاد لطرح أفكار عنصرية والاستعداد لمناقشة تبنيها وتطبيقها، كمان فيه دلالة مهمة بتحملها توصيات العار. وهي أن كل مسؤل عنها أو حتى شايف إن الموضوع مطروح للنقاش والتصويت والكلام ده، كل دول أشخاص لا يصلحون على الإطلاق أن يكونوا مدافعين عن الحقوق النوبية، أصل حقوق نوبية إيه اللي هيدافع عنها ناس بتهدم الثقافة النوبية؟!

الثقافة النوبية يا ناس هي نتاج مجتمع أمومي، مجتمع مش بس بيحترم المرأة إنما بيحسب نسبه عن طريقها، ومن المعروف تاريخيًا إننا من أول الشعوب اللي قدمت للبشرية نموذج الملكة القائدة.. بل والقائدة العسكرية، والثقافة النوبية دلوقتي مهددة بالإندثار بسبب طغيان الثقافة العربية، اللي هي ثقافة ذكورية، يعني باختصار إن توصيات العار هي انتصار واضح وقاطعة للثقافة العربية على الثقافة النوبية.