المحتوى الرئيسى

محمد كمال يكتب: مصطفى عبد الوهاب .. وخطورة العك السينمائي  | ساسة بوست

04/24 11:39

منذ 1 دقيقة، 24 أبريل,2017

هل تحتاج السينما هذه الأيام، في ظل احتلال مُنتجي السبوبة – إذا صحّ هذا التعبير – إلى مُنقذ ومُخلّص؟ وخاصة عندما اكتشفنا بعد فترة من التيه السينمائي؛ لخلُو أغلب الأعمال المعاصرة – ولن أقول كُلها – من المضمون تمامًا – وللأسف – الشكل أيضًا، بالتأكيد الإجابة واضحة وجلية، ولكن السؤال الأهم، الواجب طرحه، من أين نبدأ؟!

أعتقد أن البداية من النُقاد، لأن هؤلاء المُهللين من النقاد لكل عك مطروح – فرضًا – على شاشات السينما والتليفزيون بسبب رغبة المُنتجين، ويسمونه – زورًا وبهتانًا – فيلمًا، كل هذا يُلبس على الناس أذواقهم، حتى يخيل إليهم أن ما يَرونه هذا – إبداعًا – مثلًا.

وهنا تأتي أهمية أن أعرض بعض نماذج النُقاد الذين نحتاجُ إليهم هذه الأيام، نحتاجُ إلى هؤلاء الواقفين بالمرصاد لكل إسفاف، المُحاربين بأقلامهم ومقالاتهم في ساحات الجرائد وشاشات التليفزيون، حتى لا نترك الساحة خالية لتُجّار السينما – المنتجين سابقًا – لكن بعد أن انصب اهتمامهم على المكاسب المادية وفقط، تحولوا من صُنّاع سينما إلى تُجّار لا هدف لهم إلا مزيدًا من الربح.

أمثال هؤلاء الذين نحتاجهم وتحتاجهم السينما هذه الأيام، هو الناقد العبقري مصطفى عبدالوهاب، ذلك الذي أمتعنا بكتاباته التي – وإن لم تأخذ حقها في النشر والدعاية، إلا أنها – تعتبر تأريخًا وتحليلًا، جديرُ على كُل دارس للنقدِ والأدب والسينما أن يتتبعها، وينهل منها.

لا يدفعه حماسه بالفيلم وإعجابه به، وان كان ظاهرًا ومُعلنًا، أن يتغافل أو يتناسى أن يُناقش أدق تفاصيله، وأن يُحلل ما يراه من ثغرات، مهما كانت درجة إشادته بهذا العمل، فلا مصلحة له ولا غاية إلا الوصول بالعمل إلى مرتبة الرُقي الذي يسعى إليه، الرقي في المضمون والشكل، وإن كان مصطفى عبد الوهاب، ذلك النقاد العبقري، يرفض بشدة فكرة الانحياز لجانب الشكل لو كان على حساب المضمون، مهما كان مستوى هذا الشكل.

كان لا يخشى أن يقول رأيه بصدق، في أي عمل، مهما كان قاسيًا طالما أنه مُقتنع به، لا يجامل ولا يعرف طريق المجاملين، كان يقول رأيه حتى في أقرانه من النقُاد، الذي كان دائم الغضب منهم، وخاصة إذا أشادوا بعمل يراه هو غير جدير بالمشاهدة، فضلًا عن فكرة نقده أدبيًا، كان صادقًا لدرجة المثالية الأدبية، إذا صح هذا المصطلح.

كان مصطفى عبد الوهاب دائم البحث عن ما وراء الفيلم، هو أحد رواد مدرسة النقد الأيديولوجي، أن يفسر الفن على أساس المضمون الفكري، ويقيم الفنان على أساس موقفه من الصراع الفكري أو الأيديولوجي، ذلك الذي نلمحه في كتابات غيره من العباقرة أيضًا، أمثال، سامي السلاموني وأحمد رأفت بهجت وغيرهم، اشتراكي الميول، واضحة هي انحيازاته لطبقة العمال، كل هذا دفعه دفعًا أن يواصل البحث عن هدف الفيلم وغايته، لابد وأن يخدم الفيلم فكرةً ما، ليس مجرد فقط التسلية والترفيه.

مصطفى عبد الوهاب، من مواليد منتصف الأربعينيات، قد شهد ثورة 23 يوليو (تموز) في بدايات شبابه ثم عاش التجربة الناصرية الاشتراكية كأحد أبناء الطبقات الشعبية، الذين انتصرت لهم الثورة ورفعت من سقف أحلامهم وتطلعاتهم، وفي ظل هذه الأجواء نمت النزعة الأيديولوجية في النقد انحيازًا للثورة وتأثرًا بتيارات غربية وإيمانًا بضرورة أن ينتصر الفن للاشتراكية ولمنجزاتها أو أفكارها.

الفيلم النظيف، أو مصطلح السينما النظيفة ذلك الذي نجده متجسدًا وواضحًا بين سطور مصطفى عبد الوهاب حينما أبدى رأيه في فيلم خائفة من شيء ما، وأكد أنه فيلم أخلاقي، نظيف، لا يشعرك بالخجل وأنت تشاهده مع أسرتك .. وهو بالتأكيد أفضل، بالرغم من بعض أخطائه من أي فيلم آخر يمتاز بجودة جميع عناصره الفنية ويدعو للدعارة مثلا!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل