المحتوى الرئيسى

واشنطن تعمل لمصلحة المحافظين الإيرانيين

04/24 07:40

تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من اتفاقية البرنامج النووي مع إيران؛ مشيرة إلى نية واشنطن إعادة النظر في إلغاء العقوبات على طهران.

طرحت السلطات الأمريكية رسميا مسألة إعادة النظر في الصفقة النووية مع إيران. فقد كلف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجلس الأمن القومي بدراسة نصوص الصفقة، والتأكد من أن إلغاء العقوبات، التي كانت مفروضة على طهران، يتفق ومصالح واشنطن.

وقد أبلغ وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون الكونغرس عن تكليف الرئيس ترامب، في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس النواب بول رايان، وجاء فيها أن "إيران تبقى دولة رائدة في تمويل الإرهاب"، وأن "الإدارة تنتظر بفارغ الصبر الانتهاء من إعداد نتائج الدراسة المشتركة، للعمل مع الكونغرس بهذا الشأن". وفي الوقت نفسه، اعترف تيلرسون في رسالته بأن إيران في الوقت الحاضر تنفذ التزاماتها في إطار الاتفاق الموقع بين إيران و"السداسية" الدولية عام 2015.

ويبدو أن إدارة ترامب لا تنوي التوقف عند ذلك. فقد توقع وزير المالية الأمريكي ستيفن منوتشين في حديث إلى صحيفة فايننشال تايمز أن "تفرض على إيران عقوبات واسعة بشأن قضايا "غير نووية"... ونحن نراقب عن كثب سلوك إيران".

وقد سبق لوزارة المالية الأمريكية أن اتخذت تدابير مضادة لإيران في البداية بسبب اختبار صواريخ بالستية، وبعدها بسبب انتهاك حقوق الإنسان، شملت شركات إيرانية وأشخاصا. وليس مستبعدا فرض عقوبات جديدة بسبب وجود القوات الإيرانية في سوريا، لأن مشكلة النزاع السوري خاصة بعد الهجمة الكيميائية في خان شيخون تحتل مرتبة متقدمة في جدول أعمال سياسة واشنطن الخارجية.

ولا تقتصر محاولات واشنطن على التأثير في سياسة إيران بتدابير مقيدة. فقبل بضعة أيام التقى رئيس لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين في ألبانيا رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، حيث كان موضوع اللقاء النهج السياسي الحالي لطهران.

وقد أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن الولايات المتحدة سوف تدفع ثمن أخطائها. أما ماكين، فأعرب عقب اجتماعه بالمعارضة الإيرانية عن أمله بأن تصبح إيران "حرة" في يوم ما. ويذكر أن الدعوات في المؤسسة السياسية الأمريكية مستمرة إلى التعاون مع سياسيين معارضين في إيران.

هذا، ووفق رأي الخبراء، لن يتخذ أي من الجانبين إجراءات حادة بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة. فبحسب نيقولاي كوجانوف، الباحث العلمي من خارج الملاك في البرنامج الروسي– الأوراسي لدى المعهد الملكي (البريطاني) للعلاقات الدولية (تشاثام هاوس)، "أعلنت إيران بوضوح أنها لن تفقد صوابها، وأن الانسحاب من الصفقة "النووية" لا معنى له في الوقت الراهن بالنسبة إليها. لذلك يجب معرفة ما الذي سيفعله ترامب لاحقا. فهو من جانب يحاول تنفيذ وعوده الانتخابية بشأن إعادة النظر في الصفقة النووية. ولكنني اعتقد أنه يدرك جيدا أن إعادة النظر فيها غير ممكن، لأنها وُقعت ليس بين إيران والولايات المتحدة، بل بين إيران والمجتمع الدولي. أي أن الولايات المتحدة كانت أحد الأطراف الموقعة فقط، وأن انسحابها من الاتفاقية لن توافق عليه بقية الدول، روسيا والصين والدول الأوروبية، ما سيجعل ترامب أضحوكة.

ويضيف كوجانوف أن إيران من جانبها تطلق تصريحات مشددة ضد واشنطن، "وهي على استعداد لأي تطور في الوضع، ولكن يجب الفصل بين ما يقوله الإيرانيون وبين ما يفعلونه. فإيران دولة شرقية، والكلمات لا أهمية لها هنا. ولكن القيادة الإيرانية واقعية بالفعل، وهم يفكرون بكيفية استغلال هذا الوضع لمصلحتهم، وهم قادرون على ذلك". وبحسب كوجانوف، يصب الموقف السلبي لواشنطن من إيران في مصلحة القوى السياسية الإيرانية المحافظة على عتبة الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم 19 مايو/أيار المقبل.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل