المحتوى الرئيسى

كتاب القائمة القصيرة للبوكر في ضيافة اتحاد كتاب الإمارات

04/24 12:43

خلال ندوة اتحاد كتاب الإمارات

قبل ساعات من إعلان الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2017) استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي كتاب القائمة القصيرة في ندوة مهمة أدارتها الكاتبة الإماراتية صالحة عبيد، وبحضور عدد من الكتاب والنقاد والصحفيين. حضر الكتاب الستة للحديث عن أعمالهم المرشحة للجائزة، وغاب عن اللقاء الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل الذي تأخر وصوله. 

استهلت عبيد اللقاء بتعريفات موجزة بالكتاب وإشارة إلى رواياتهم في القائمة القصيرة: إلياس خوري من لبنان وروايته "أبناء الجيتو ـ اسمي آدم"، وسعد محمد رحيم من العراق وروايته "مقتل بائع الكتب"، ونجوى بن شتوان من ليبيا وروايتها "زرايب العبيد"، ومحمد حسن علوان من السعودية وروايته "موت صغير"، وإسماعيل فهد إسماعيل من الكويت وروايته "السبيليات".

خلال الندوة، أثارت مديرتها عدة أسئلة حول تيمات الأعمال الستة وكيفية تناولها وما يتعلق بها سرديا ودراميا. كان السؤال الأول لمؤلف رواية "في غرفة العنكبوت"، وما إذا كان يجب على الروائي أو الكاتب أن يهادن قارئه.

قال عبد النبي، إن رواية مثل "في انتظار البرابرة" لـ ج.إم.كوتسي تتناول موضوعا في منتهى القسوة والألم، لكن كوتسي تناوله بمنظاره الفني، وبشكل أبعد ما يكون عن الفجاجة والمباشرة والخطابة، هكذا ينبغي أن تكون الرواية وأتصور أن الأمر ليس "مهادنة للقارئ" بقدر ما هو إثارة فضوله واستمالته كي يجلس ويقرأ الرواية ويستمع إلى الحكاية حتى آخرها، ويجد نفسه متورطا في هذه اللعبة السردية حتى النهاية، ودون إصدار أي أحكام أخلاقية مسبقة على العمل. 

أما الكاتب اللبناني إلياس خوري، بعد سؤاله عن حضوره كشخصية روائية في "أبناء الجيتو"، فقد آثر البدء بمد خيط لعبة التخييل والإيهام إلى آخره، ومخاطبة جمهور الحضور باعتباره "شخصية روائية" وليس "كاتبا" للنص، قال خوري: كل من قرأ الرواية سيجد أنها مجموعة أوراق كتبها شخص اسمه آدم، عثر عليها فيما بعد شخص اسمه "إلياس خوري" ووصلت إلى يديه، ليقرأها ويقرر نشرها على الناس.

تابع خوري أن صاحب هذه الأوراق "آدم" كان يرغب في كتابة رواية من البدء، تصلح أن تكون استعارة عن فلسطين، وعن صمت الضحايا ثم اكتشف الرجل أنه لا يريد أن يكمل الرواية، لأنه اكتشف عن طريق الصدفة قصة رهيبة عن حياته هو، فاكتشف أن والده ليس والده، وأمه ليست أمه، إنما عثروا عليه في أحداث الطرد الكبير من مدينة اللد عام 1948.

 وبما أن الكتابة في نظري، يقول خوري، هي إعادة كتابة، فقد خطر في بالي أن أسرق هذه الرواية (يضحك الجمهور) وأجعلها الجزء الثاني من رواية "باب الشمس"، ثم عدلت عن هذه الفكرة، لأني اكتشفت عجزي عن سرقة الرواية لأنه نص ملتبس فيه سيرة ذاتية، وتأملات إنسانية، ونقد أدبي.. إلخ. فوجدت نفسي أنشره كما وصلني وعلى حالته (قبل نهاية الندوة سيكشف خوري اللعبة بكاملها ويوضح أنه مؤلف الرواية وكاتبها وكل ما فيها من نسج خياله مائة في المائة بعدما سأله أحد الحضور عن أدلة عثوره على النص!!)

فيما روت صاحبة "زرايب العبيد" الليبية نجوى بن شتوان، الدافع الشخصي إلى إنجاز الرواية، وردتها إلى واقعة جرت فصولها معها وهي في إيطاليا تبحث عن صورة فوتوغرافية قديمة لموقع "زرايب العبيد" وهو موقع تاريخي مندثر في مدينة بني غازي الليبية على البحر المتوسط.

تقول نجوى بن شتوان، إن "الزرايب" الآن تعد مجهولة بالنسبة لكثير من الناس، في ليبيا، والبعض عندما يتحدث عن الاسم الذي أطلقته على الرواية "زرايب العبيد" يتحدث باستهجان، ويسأل: "لماذا زرايب ولماذا العبيد؟"، وتوضح بن شتوان مدافعة "أنا لم أخلق هذا الاسم ولم أصطنعه.. هو اسم قديم وموجود وثابت" صحيح أن المكان اندثر ومات كل من اتصل به، لكن بقيت بعض حكاياته ومروياته عبر القليل الذي تمت روايته ونقله خلال الذاكرة.

وأضافت، البعض يستحي ويخجل من مواجهة ماضيه، لكننا يجب ألا نخجل مما كان، وأن نواجه ماضينا بشجاعة، ونعترف بما فيه سلبا أو إيجابا، وكل الشعوب لديها تجارب مؤلمة في ماضيها وأحداث مشينة في تاريخها، لكننا في النهاية مضطرون إلى المواجهة وإلى شجاعة الاعتراف، ولعل هذا هو ما حاولته في رواية "زرايب العبيد".

 وتوجهت صالحة عبيد بالسؤال إلى محمد حسن علوان صاحب "موت صغير" وقالت إن الرواية مختلفة بموضوعها وشخصيتها التاريخية التي دارت حولها الأحداث، فهل أراد علوان أن يشاكس قارئه، أجاب علوان لم تكن هناك أي نية لتغيير لغتي التي استخدمتها قبل ذلك في رواياتي السابقة، ولا تكثيف اللغة الشعرية كما رآها البعض في "موت صغير". أبدا، كل رواية تفرض لغتها ومستوياتها المطلوبة من هذه اللغة، شعرية كانت أم تراثية، لهجة محلية أم فصيحة.. إلخ

في "موت صغير"، يقول محمد حسن علوان، أردت أن أجعل ابن عربي يتحدث كما كان يتحدث ويفكر مثلما كان يفكر، ويكتب كما أراد أن يكتب، كان طبيعيا أن تأتي لغة الرواية محملة بظلالها التراثية واللغوية المتصلة بتلك الفترة التي دارت فيها الأحداث.

 ثم تحدث الكاتب العراقي محمد سعد رحيم عن روايته "مقتل بائع الكتب"، الذي يوضح الإطار العام لروايته، فيقول: بتكليف من شخص ثري متنفذ، لن يعرّف عن هويته، يصل صحفي محترف اسمه "ماجد بغدادي"، يدفعه الفضول، إلى مدينة بعقوبة (60 كم شمال بغداد)، في مهمة استقصائية، لمدة شهرين.

كان الاتفاق يقتضي من الصحفي تأليف كتاب يكشف فيه أسرار حياة بائع كتب ورسّام، في السبعين من عمره، وملابسات مقتله، اسمه "محمود المرزوق". يعقد الصحفي علاقات مع معارف الراحل وأصدقائه، وسيعثر على دفتر دوّن فيه المرزوق بعض يومياته تؤرخ لحياة المدينة منذ اليوم الأول لاحتلال العراق، وعلى رسائل بينه وبين امرأة فرنسية تشتغل موديلا للرسامين اسمها "جانيت" كانت تربطه بها علاقة حميمة في أثناء لجوئه إلى باريس. من هذه المصادر وغيرها تتوضح شخصية المرزوق وتبين فصول من حياته المثيرة والمتعرجة، وعلاقاته وصداقاته مع النساء والرجال، وتجربته السياسية القلقة في العراق، ومن ثم في تشيكوسلوفاكيا، وهربه منها إلى فرنسا. وما سيبقى مبهما هو سبب مقتله.

 انتهت الندوة عقب مناقشات أثارها الحضور لم تفارق دائرة الحديث عن الروايات الست وحظوظ فوزها بالبوكر، وتختتم أولى الفعاليات المتصلة بندوات البوكر حتى إعلان النتيجة واسم الرواية الفائزة مساء الثلاثاء 25 أبريل.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل