المحتوى الرئيسى

علي رضا الياسري يكتب: زيارة الحكيم لمصر.. وكذب المجرمين! | ساسة بوست

04/23 23:24

منذ 18 دقيقة، 24 أبريل,2017

أن تكون غبيًا وتافهًا، فهذا أمرٌ خاص بك لا نتدخل فيه، وهذه هي إرادتك لنفسك، واختيارك، وأن تكون جاهلًا سفيهًا فهذا أيضًا أمر يعنيك لا يعني غيرك، سوى من أراد أن يسلك مسلكًا إنسانيًا ليحاول أن يعالجك .. لكن أن تكون غبيًا تحاول ان تستغبي الناس، وجاهلًا ينشر الجهل في نفوس البشر، وكاذبًا محاولًا استغلال كذبك في سبيل خداع الناس، فهذا أمرٌ لايرضى عنه الصادقون، ولا يسمح به المنصفون.

في ظل الترحيب المصري، الشعبي والإعلامي والحكومي، بزيارة العراقي عمار الحكيم إلى القاهرة، خرج بعض – أو أحد – المغرضين المحرضين على بعض وسائل الإعلام، متكلمًا بكلام يسوده الكذب والخداع، ناشرًا معلومات مغلوطة ليستغلها لصالحه، يرفض من خلالها – وهو خارج مصر أساسًا – زيارة الحكيم لمصر، مدعيًا أن الحكيم سفاح، ولا أعرف حقيقة كيف استنتج هذه الصفة، وكيف نسبها للعمار، خصوصًا وأن نهج الحكيم واضح وصريح، وقد حورب دومًا بسبب منهجه الإنساني المعتدل.

لن أتطرق كثيرًا للمعلومات المغلوطة والخاطئة التي ذكرها هذا الإعلامي؛ كذكره في تقريره أن الحكيم خريج الجامعة الإسلامية في قم، ويبدو أنه لم يتعب نفسه ليقرأ سيرة الحكيم؛ ليعرف أنه خريج كلية القانون! ثم يقول – بنفس التقرير – إن الحكيم زعيم ميليشيا بدر، كما يقول، يبدو أن الإعلامي لم يطلع مسبقًاً على أن منظمة بدر قد انشقت عن المجلس الأعلى منذ تولي الحكيم لرئاسته! ثم يستمر في كذبه؛ ليقول إن للحكيم علاقة قوية بالحوثيين، يبدو أنه لا يعرف أن الحكيم لا علاقة له بالحوثيين أساسًا، ولم يكتشف أن الحكيم لم يعلن تأييده أو عداءه لأي طرف في حرب اليمن حتى هذه اللحظة، سوى دعواته للجلوس على طاولة الحوار ودعواته المعتادة للحل السياسي! ثم يدعي هذا الإعلامي أن الحكيم رجل إيران الأقوى في العراق، يبدو ان هذا الكاذب لا يعرف شيئًا عن خلافات الحكيم مع إيران في السنوات السابقة وخلافها معه، ولا يعرف أنه من السياسيين القلة الذين رفضوا تلقي أوامر خارجية تجاه السياسة العراقية، ولا يعرف أنه تلقى العديد من ردود الأفعال والمواقف المؤذية تجاهه بسبب موقفه الوطني هذا!

تستمر المهزلة ليعود هذا الإعلامي بعرض تقرير عن تاريخ بدر، سيكذبه كل عراقي منصف مطلع، والأكثر مهزلة أن الإعلامي يستشهد بتقرير لأنه من قناة الرافدين الذي يقول عنها عراقية، الأمر مضحك بقدر ما هو محزن، بسبب الجهل الذي يتملك هذا الشخص، يبدو أنه لا يعرف أن هذه القناة تابعة لشخص مطلوب للقضاء بتهم إرهابية، وليس مطلعًا على كثرة الكذب الذي تنشره هذه القناة والمفضوح زيفه أمام الجميع.

بعد ذلك يستضيف الإعلامي محللًا عراقيًا، شبيه بالاعلامي هذا، يبدأ بكلامه أن الزيارة لها بعد طائفي، وهو أن إيران تود أن تنشر فكرها في مصر مقابل النفط، وهنا أود أن أكرر كلامي، الحكيم عمار شخصية سياسية وطنية عراقية، وتمثليه تمثيل وطني عراقي، والزيارة لاعلاقة لها بإيران، وما حمله الحكيم في جعبته من ملفات، هي ملفات عراقية وطنية نتائجها عراقية، وتنفع البلدين لا غيرهما.

المحلل هذا كحاله من بعض باقي المحللين المهاجرين الذين فضلوا الأموال على الحقيقة، وباعوا المبادئ في سبيل الدينار، ليقول إن الحكومة العراقية حكومة طائفية، يعلم الجميع كم مللنا من هذه الأكذوبة التي لا يصدقها سوى كاذبيها، كما الجميع يعلم أن الحكومة العراقية لا تمت للطائفية بصلة، والدليل على ما نقول هو مشاركة جميع المكونات في جميع السلطات، ولاتوجد مؤسسة عراقية، من رئاسة الوزراء الى كل المؤسسات الأخرى والسلطات، إلا وفيها تمثيل من جميع المكونات والعقائد والطوائف.

حين يحاول الكاذب أن يدعم كذبه في كافة الوسائل يكون كالمهرج – مع احترامنا لهذه المهنة – فيقول أي شيء ويفعل أي شئ، في سبيل إرضاء جمهوره وأصحابه، حتى وان كان ما يقوله مليئًا بما هو كاذب، وحتى وإن كان لا يمت للواقع بصلة، مسكين، جهله أو حقده، أو المال الذي يقدم له عماه.

أن تقول شيئًا وأنت لست مطلعًا عليه بتاتًا، فهذا يعني أنك من ذلك النوع، الذي يتفوه بكل ما هو كاذب، وغير صحيح، فيذكر المحلل ذاك، إن رسالة زيارة الحكيم للسيسي، هي رسالة سلبية لبعض الدول العربية، مؤكَد أن بائع المبدأ، لم يطلع على مشروع الحكيم الذي يسعى من خلاله، لبناء علاقات قوية مع الأشقاء العرب جميعًا، ويسعى لترميمها وتقويتها، ولا يعلم أيضًا أن الحكيم يحارَب بسبب ذلك!

المحلل وصاحبهُ الإعلامي، استمروا كثيرًا بذكر الغزو الشيعي، وبان عليهما بوضوح تحسسهم المفرط تجاه الشيعة، لا أعرف هل الشيعة سُكان كوكب آخر يسعون لغزو العرب؟ أم هم تتار يسعون لاحتلال الأراضي؟ هذه الحساسيات، وغيرها من نظريات المؤامرة وما إلى ذلك، كنت أظنها أنها انتهت في القرن الواحد والعشرين، ولم أتوقع أن جهلًا مثل هذا لازال منتشرًا، أو ليس الشيعة من نفس الدين وأغلبهم من ذات الأوطان والقوميات؟ ولا أعرف إن كانت ستنتهي هذه النظرة الرجعية التافهة، أم ستنتشر نظرية جديدة كنظرية الماسونية، لكن هذه المرة اعتقد سيكون اسمها التحالف الشيعي العالمي، كما سماه هذا المحلل الذي يبدو أنه ذكي، أو نظرية الهلال الشيعي التي ذكرها هذا الإعلامي الفطن.

الإعلامي أضحكني جدًا حين أراد أن يبين نفسه مثقفًا مطلعًا، يتكلم بالأيديولوجيات الشيعية الخطيرة وما إلى ذلك، لكنه بان بمنظر مضحك وتافه جدًا، حين أراد أن يوضح المعلومة التاريخية التي يعرفها، ويحاول أن يستشهد بها على خطر الأيديولوجية الشيعية، التي لا يتضح منها إلا كذبها وخروجها من فم جاهل يؤمن مثله بنظرية المؤامرة الرافضية، تعجبت كثيرًا حين رأيت كهؤلاء في بلاد كمصر، تخرج للأمة أفضل المثقفين والعلماء، لكن يبدو أن الجاهل يبقى جاهلًا حتى وإن خرج من مصنع للثقافة.

المشكلة الحقيقية، هي أن الطائفيين المجرمين، الذي عُرفوا بأعمالهم الإجرامية الإرهابية، يسمون أصحاب الاعتدال وسفراء السلام بالسفاحين، فهذا الإعلامي الذي يُعتبر من تيار متطرف إجرامي، يسمى الحكيم بـالسفاح، بالرغم من مشروع الحكيم الوسطي المعتدل الواضح، ثم يعود ليؤكد كذبه، فيوجه متابعيه لمشاهدة مقاطع على يوتيوب يدعي أنها توضح حالات إعدام طائفي ارتكبتها بدر، وبالرغم من أن بدر حاليًا لا تُمثل الحكيم، إلا أن العراقيين أجمع يعرفون جيدًا، إن بدر هي من أبرز التنظيمات التي يُشهد لها بعدم اشتراكها في الحملات الطائفية التي كانت، حين كان يقودها العزيز والشهيد.

وأنا بدوري أدعو جماهيره أن يذهبوا ويشاهدوا في يوتيوب والقنوات الفضائية، وأن يقرأوا في الصحف والمواقع، المصرية والعربية والعالمية، وأن يتوجهوا للمحاكم المصرية ويطلعوا على جرائم أصحابه الواضحة، ويراجعوا خطبهم الطائفية المحرضة، وفتاوى مشايخهم وقادتهم الإجرامية – ولا نريد هنا أن نذكر أسماء – وبنفس الوقت يذهبون ويطلعون على أعمال العمار ونشاطاته وتوجهاته، وأن يراجعوا خطبه وآراءه ورؤاه، ثم يجيئوا ويخبروننا بإنصاف من هو المجرم الطائفي، ومن هو المسالم الوطني.

لقد حورب الحكيم لأنه لم يتاجر بلغة الدم كغيره، وقد تحسس منه الكثير من الطائفيين؛ لأنه لم يستغل العواطف المذهبية والطائفية، في الوقت الذي اتجه في الكثير لذلك.

وقد رأى الحكيم ما رأى؛ لأنه رفض أن يكون تبعيًا لأحد غير الوطن، وعانى من الكثير من الحملات التسقيطية والهجمات الإعلامية المغرضة؛ لأنه رفض أن يسلك مسلك الطائفيين والمحرضين، ولأنه ظل رمزًا للاعتدال والوسطية، والدعوة للوطنية، تعرض لأبشع انواع الاستهداف وما الى ذلك، فلا يأتي اليوم الطائفيون والمجرمون، وأصحاب التاريخ المليء بالدم والقتل والارهاب، ويسمي الحكيم سفاح، فذلك ما لا يقبله الوطنيون مطلقًا، ويحاربه المنصفون بقوة، ويرفضه المسالمون رفضًا قاطعًا.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل